في جامعة حمص .. اعتقالات وتحرش

تحولّت جامعة حمص (البعث) من صرح تعليمي ومعرفي هام إلى ما يشبه الثكنة العسكرية يسهُل فيها الاعتقال في أيّ وقت كان، فقد شهد الحرم الجامعي خلال الأيام القليلة الماضية عدداً كبيراً من حالات الاعتقال لشباب حمص, منها ما كان بشكل عشوائي.

تمّت هذه الاعتقالات من قِبل العناصر المتواجدة على الأبواب الرئيسية للحرم الجامعي أو أولئك الموجودين على أبواب الكليات, حيث يتفحصون البطاقة الجامعية لكل طالب بحثاً عن مطلوبين، عدا عن التقارير التي ترفع بالطلاب عن طريق اتحاد الطلبة وأعضاء الهيئة.

تحرّش وتشبيح

لا يقتصر الأمر على اعتقال الطلاب الشباب، فالتشبيح على أبواب الجامعة الثلاثة وأبواب الكليات بات يشمل الطالبات أيضاً.

فمن باب الاستفزاز، يقوم شبيحة (في أحيان قليلة شبيحات) النظام بتفتيش حقائب الفتيات الخاصة وذلك بغرض (اللعب بها) حسب وصف أحد الناشطين ل"زمان الوصل"، إضافة إلى إسماعهن بعض الكلمات اللاأخلاقية بغرض التحرّش وقد يصل الأمر أحياناً إلى بعض الحركات باليد، وتقتصر هذه التصرفات على الفتيات "المحجّبات" دون غيرهن.

أما في الحرم الجامعي وحتى داخل الكليات فمشاهد العناصر المسلحة بلباسها العسكري بات أمراً طبيعياً جداً, عدا عن الشبيحة بلباس مدني الذين يتجولون هنا وهناك.

كل ذلك حوّل جامعة حمص من صرح للعلم والمعرفة إلى مسرح يتمّ فيه، وبشكل طائفيّ سافر تجاوزات لا تفرّق بين الطلاب من الجنسين.