أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخدمة العسكرية كابوس لاحق السوريين قبل الثورة.. ووحش يلتهم شبابهم أثناءها

لم يكن واجب الخدمة العسكرية الإلزامية سوى الكابوس الذي أرّق الأسر السورية على مدار العقود الماضية، فهذه الخدمة لم تشكل في نظر الشباب السوري يوماً واجباً وطنياً لابد من تلبيته، إنما كانت عبارة عن سنوات من الذلّ لابد أن يقضيها الشبان بين أيدي ضباط يتفننون في إهانتهم، وتحطيم شخصيتهم من خلال ضربهم وشتمهم وتعذيبهم، وحتى سجنهم لأبسط الأسباب بحجة بناء رجال المستقبل، إلا أن هذا الكابوس وبعد الثورة السورية لم يعد في نظر السوريين مجرد سنة ونصف يمكن أن يقضيها الشاب لتنتهي بعد ذلك، بل تحول إلى وحش مفترس يريد التهام أبناء الوطن الواحد وإدخالهم في حرب ليست لهم.

لا تحتمل قتال ابنها ضد إخوته
أم زياد هذه المرأة الخمسينية استطاعت أن تحتمل نزوحها من منزلها وأوضاعها المعيشية الصعبة، إلا أنها لا تستطيع أن تحتمل أن يتم اقتياد ابنها لحمل السلاح ضد أخوته في المناطق الثائرة، وهي تسعى بكل الطرق لإنقاذ إبنها من الخدمة الإلزامية بعد أن طلب إليها، لافتة إلى أن السبيل الوحيد للهروب من هذه الخدمة هي السفر خارج سوريا، وعلى اعتبار أن السفر بات معضلة بالنسبة لأبناء الشعب السوري، فتعمل أم زياد في البحث عن طرق غير نظامية لإخراج ابنها من الأراضي السورية.

ولعل حال أم زياد هو حال معظم الأسر السورية التي تعمل على تسفير أبنائها عندما يحين موعد طلبهم للخدمة العسكرية بشتى الطرق حيث تحول هذا الموضوع إلى حالة من الرهاب يهيمن على السوريين الذين لا يريدون حمل السلاح في وجه أخوتهم.

الاحتياط واجب!
حتى أولئك الذين أدوا خدمتهم العسكرية فهم يخشون أن يتم سحبهم للاحتياط، وهو مايتم تداوله بكثرة خلال الآونة الأخيرة، وخاصة بالنسبة للأقليات، لذلك تعمل كل الأسر السورية على إنقاذ أبنائها من مأزق العسكرية كل بحسب وضعه وإمكانياته.

فالسفر بداعي الدراسة كانت حجة غسان الذي استطاع تأمين منحة دراسية له خارج البلد، إلا أن غسان وعلى الرغم من أن أموره نظامية ويحق له قانونياً التأجيل إلا أن طلبه لم يوافق عليه في شعبة التجنيد حتى دفع مبلغاً كبيراً كرشوة للضباط كي يحصل على موافقتهم.
وهو ما أكده نبيل أيضاً الذي يعمل على مراسلة إحدى الشركات في الخارج لتأمين فرصة عمل له، وريثما يتم ذلك فهو يدفع بين فترة أخرى مبلغاً إلى شعبة التجنيد حتى لايعمم اسمه ويتم سحبه إلى الخدمة الإلزامية، إلا أنّ لاشيء مضموناً حسب وصفه، حيث يمكن أن ينكر موظفو الشعبة المبالغ التي يدفعها ويقتادوه إلى الخدمة لذلك يعمل على إنهاء أموره بأسرع وقت.

الرسوب مطلوب 
في حين أن سامر وهو طالب جامعي عمل على تأجيل تخرجه سنة ثانية كي يخدم العسكرية، وأشار إلى أنه على استعداد لتأجيل تخرجه سنة ثالثة أيضاً خاصة أنه يسمع عن أوضاع مأساوية لزملاء له يؤدون خدمتهم في هذه الظروف حتى إن أخبار بعضهم مجهولة.
ويشير ناشط رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية ان السوريين كانوا دائماً يعملون على تجنيب أبنائهم خوض تجربة ( العسكرية) لما فيها من ذل وإهانة لذات الإنسان، أما اليوم فبات ألم هذه الخدمة مضاعفاً منذ أن وضع الجيش السوري في مواجهة الشعب الثائر، وتابع الناشط بأن من التحق بهذه الخدمة قبل الثورة يعانون اليوم من مشكلة الاحتفاظ بهم وعدم تسريحهم، حيث فات على انتهاء خدمتهم مايقارب العام وأكثر، ولم يسرحوا بعد، وهي معاناة حقيقية يعيشها أولئك الشبان خاصة ممن يرفضون الانصياع لأوامر الضباط، وأيضاً بالنسبة لذويهم الذين لايعرفون على الأغلب المناطق التي يُفرز إليها أبناؤهم. 

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(176)    هل أعجبتك المقالة (102)

حمصي

2013-01-15

شو فلتت البلد يعني صار عنا جيش حر نروح نخدم فيه وما ننذل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي