مايزعجني ويثيرفي نفسي الألم أصابع الاتهام، وانعدام الوئام، من منكم يعرف من هو الخائن ومن هوالوطني الشريف ومن جيبه نظيف؟
التخوين وإلقاء التهم بغير وجه حق ودون دليل آفة تمزق الوطن ووجع في قلب ثورتنا النظيفة، يكفي ماتفعلون ابدؤوا بتغيير أنفسكم قبل تغيير النظام، أسقطوا الطاغية بداخلكم.
عزيزي من تتهم وتلقي جام غضبك، وتطلق العنان للسانك لا تبنِ شكك وتخوينك لأفراد إلا على دليل قوي وواقعي تناطح به السحاب، أما الافتراضات فهي تؤدي إلى فوضى عارمة، وضع في اعتبارك أن هناك جهات على أعلى مستوى تحاربنا بسلاح الشائعات والأخبار الكاذبة والإيقاع بيننا وبين فئات الشعب المختلفة، وهذا السلاح استخدم من قبل في حرب لبنان والعراق وغزة فهو ليس بجديد.
فإن كنت تريد أن تعرف الطيب من الخبيث والخائن من الشريف والوطني من عدمه وتريد أن تحكم حكماً موضوعياً على أداءوأفعال وتصرفات من تريد فعليك بالبحث والتنقيب عنه ومراقبة أدائه عن كثب وتحليل البيانات الخاصة به. والسماع بإنصات لمعارضيه ومؤيديه وحججهم والبحث فيها للتأكد من صحة هذه الحجج، ثم أحكم عليه وأرفق بند المصالح لجميع الأطراف ولا تستثنِ طرفاً دون آخر لأن المصالح هي التي تحرك الأحداث. ولا تقل لي أنا مشغول وليس لدي وقت لذلك، لأنك لديك الوقت الكافي لسماع الشائعات وإصدار أحكام بناءً على أكاذيب والترويج لرأيك وتخوين الآخرين، ولو لم يكن لديك وقت لكان حالنا أفضل بكثير مما نحن فيه لأن هذا يعني أنك مشغول في عملك وغير مبالٍ بالشائعات ومطمئن إلى أن حال البلد بين أيدي تثق بها، فلتنشغل إذاً واترك العباد لرب العباد وأرحنا من تخوينك.
وبما أن الأعمال الكبيرة لا تتم إلا جماعياً وليس فردياً فإن انتشار مثل هذا الشعور بعدم الثقة قد يؤدي إلى إنهيار قدرات الثورة والتكاتف يداً بيد هو ما نحتاجه.
أصبحت ثورة تخوين والجميع أصبح محللاً سياسياً، يكفي أن تتصفح (الفيس بوك) لترى موجة عالية من إلقاء التهم والتخوين والتجريح بمنظمات وشخصيات معروفة وغير معروفة.
من أنت حتى تقيّم الناس؟وإن كان هؤلاء خونة وسارقين ماذا فعلت أنت؟ ماهو دورك؟
أنا هنا لا أدافع عن أحد ولا يعلم ما في القلوب إلا علّام الغيوب، لكن ما أودّ التطرّق إليه هنا هو المبدأ التخويني الإقصائي الذي يمارسهُ البعض باسم الثورة على الآخرين من الذين يختلفون معهُ في الرؤية.
الأسلوب نفسه، الطريقة نفسها، كأنني أرى النظام السوري ذاته بطريقته وشخصيته نفسها في هيئة أشخاص يقوم بتوزيع شهادات ثوريّة، هذا ماخلّفه النظام في أنفسكم، فلتكن إذاً ثورة داخلية أخرجوا المارد الأسدي المختبئ خلف قناع الوطنية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية