د. عزمي بشارة: النظام "يصنع" الكذب والمدافع عنه "مستأصل الاخلاق"...

ارتبط اسم المفكر العربي الفلسطيني عزمي بشارة بمواسم الربيع العربي، والسوري منه على وجه الخصوص، لا سيما أن السيناريو الفريد الفظيع الذي يعيشه هذا البلد صُبغ الربيع السوري باللون الأحمر.
وفي تعليق له على أحداث الثورة السورية كتب بشارة في صفحته الشخصية عن سوابق تفرّد بها النظام وآخرها، الصفقة المبرمة بين الجيش الحر و النظام لإطلاق أسرى إيرانيين مقابل معتقلين سوريين.
يقول بشارة:"عادة يطلق نظام سراح مواطنيه المسجونين عند الآخرين (عدو أو خاطفين أو غير ذلك) مقابل إطلاق سراح سجنائهم أو أسراهم الذين يحتفظ بهم. لدينا الآن أول نظام يطلق سراح مواطنيه (الأبرياء) الذين يسجنهم مقابل أن يطلق خصومه (الثوار) مواطنين من جنسيات أخرى."
وهذا ما اعتبره بشارة إنجازاً غريباً يُضاف إلى سجل "أول نظام يقصف مدن بلده بالطائرات بشكل مستمر ومنهجي، وسوابق أخرى عديدة".
حرب المخابز
بشارة الذي طالما وصفه إعلام النظام بالمفكر العربي القومي المتميز، صار عدواً لدوداً له بعد اختياره الوقوف في صف الشعب المظلوم، وفي تعليقه مؤخراً على صفحته الشخصية في (الفيس بوك) كأنه يجيب مع استمرار المجزرة 22 شهراً بسؤال عميق:
"من يدافع عن نظام أدخل في تاريخ الحروب مصطلح (حرب المخابز) ويوسع الحرب على شعبه في الأيام الأخيرة إلى مذبحة شاملة، هو إنسان مرّ بعملية استئصال لأخلاقه وضميره. أو شخص حاقد إلى درجة الاستعداد للكذب والدعاية الجوبلزية ضد خصومه."
و يتابع:"إن الوجه الآخر لصناعة الموت هو صناعة الكذب وترويجه باختلاق قصص وحكايا وروايات تحوّل جوبلز إلى جرو صغير."
و لم يكن الخطاب الأخير لرأس النظام السوري ليمرّ دون أن يعقّب المفكر الفلسطيني برؤيةٍ نشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي أيضاً، فلخّصها بنقاط خمس:
"1. يدرك الرئيس السوري أنه لا يوجد حل سياسي بوجوده، ولذلك فهو يفعل المستحيل لمنع الحل، وهو مستعد أن يقصف المدن ويجرف القرى ليثبت أنه طرف لا يمكن تجاهله.
2. وربما كلّف سوريا أكثر من ألفي قتيل في أقل من عشرة أيام من الهجوم المضاد على الثوار للتحضير لخطاب يظهر فيه هذه الثقة من النفس. وهو يحصل على نتيجة معاكسة لما أراد وخطط. فبعد كل خطوة كهذه يصبح أقل شرعية.
3. الغريب ( أو للدقة من غير المستغرب) أن إيران تسوّق علناً أنه بعد أن أثبت نفسه في القتل وفي قصف "شعبه" لا يجوز للعالم تجاهله كطرف. إنها الواقعية الدموية التي ثار عليها الناس غير عابئين بالثمن.
4. لاشك أن الحل السياسي في سوريا لم يعد ممكناً بعد خطاب الرئيس السوري وهجماته الأخيرة التي ستتلوها هجمات مضادرة من الثوار. وليس من طريق أمام الثوار والقيادة السياسية سوى وضع خطة للنصر وليس فقط للرد.
5. ولكن علينا أن نذكر أن المرحلة الحاسمة الحالية يلزمها خطة استراتيجية وشعار ديمقراطي مواطني موحد. وكمثال على ما لا يمكن أن يكون شعاراًـ بل دماراً، ما يظهر في إحدى الصور التي يجري ترويجها (ويرفعها شباب في منطقة جبلة لا أشك بتضحياتهم وبمعاناة أهلهم، ولا بأنهم مناضلون، هذا إذا لم تكن مفبركة) يقولون فيه "السنة للشهادة والعلويون للإبادة".
العبارة التي علّق بشارة عليها مستهجناً،"إذا كانت هذه رغبتهم فعلاً فلمن يقاتلون، ولمن يصنعون ثورة في سورية؟ ومن سيبقى ليعيش فيها بحرية وكرامة؟ نعرف أن الغالبية الساحقة من الثوار والقيادات السياسية لا تفكر على النحو هذا." مؤكداً ضرورة"لفت النظر بقوة إلى هذه الأمور، مثلما يجب الصمود في هذه المرحلة ووضع استراتيجية جامعة لتحقيق النصر للشعب السوري كله".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية