ثلج الشتاء الأول يمر على أبناء مخيم الزعتري بعد صيف ملتهب بنيران الطيران وقصفه لمدنهم فيما حولت الأمطار ساحات المخيم وخيمه إلى مستنقعات، فرّ منها اللاجئون بحثاً عن مستقر آخر بعد تقاعس حكومات عربية وإقليمية ودولية يقول "سامر المقداد" واصفاً ما يحدث بالكارثة نظراً لأن "وقائع المخيم ومنطقته تحتم حدوث ما نحن فيه ولم نجد من يسمعنا."
ووصل عدد الخيم التي أصابها الغرق إلى أكثر من 70 خيمة يقطن بها ما يقارب 350 شخصاً بين رجل وامرأة وأطفال حملوا أنفسهم مرة ثانية إلى عراء المخيم خلال اليومين الماضيين متجمهرين وصولاً لمقر المفوضية الأممية والتي سبق أن أعلنت أنها تنوء بحمل وواقع الزعتري واللاجئين عموماً.
واستجابة لواقع الحال المأزوم تحرك بعض الشباب في مخيم الزعتري "بالهجوم" على الكرافانات "المغلقة والتي قيل بأنها تنتظر تحضيرات تتعلق بالبنية التحتية فكسرت أبوابها ونوافذها، ليتقي بها البعض من غرق "تايتنك الزعتري" وهو ما حرك إدارة المخيم سريعاً بإيواء من أصاب خيمهم الغرق بما تبقى من"المخيم السعودي والذي وصل قبل منتصف الشهر الماضي".
من جهتها قالت مصادر في الزعتري لـ"زمان الوصل" إن المخيم السعودي وصل وكان لا بد من إعداد قوائم المستحقين لسكنه ممن مضى على إقامتهم في المخيم بضعة شهور ولم يجدوا من يكفلهم من الجانب الأردني أو رغبوا بالبقاء في الزعتري لضيق ذات الحال فيما ارتفع عدد النازحين السوريين في مخيم الزعتري إلى 63701 لاجئ يعيشون أصعب الظروف نظراً لخصوصية المنطقة التي يقع بها الزعتري في شمال الأردن منطقة المفرق والتي تشهد موجة باردة مصحوبة بكميات هطول متسارعة وتتوقع بعض المصادر الجوية أن تشهد أراضي المملكة الأردنية موجة هطول ثلوج خلال الأيام القادمة وهو ما سيضاعف من الظروف التي يعيشها اللاجئون السوريون.
من جانبها قالت مصادر في "الهيئة الخيرية الهاشمية" المشرفة على الجمعيات الأردنية أن كوادرها في المخيم بدأت بتنفيذ خطة الطوارىء المعدة لفصل الشتاء حيث تم توزيع 3000 حرام وبطانية و2000 أخرى إضافة إلى وجبة مسائية غذائية لـ1000 شخص خلال اليومين الماضيين، إضافة لقيام كوادرها مع شباب من الزعتري بشد وتثبيت أعمدة الخيم وعمل قنوات تصريف للمياة، الأمر الذي جعل تداعيات هبوب الرياح الشديدة على الخيم في حدود المعقولة.
محمد المقداد - المفرق (الأردن) - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية