أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نحو قرار داخلي حر... وليد الفارس

الشعب يريد حماية دولية، الشعب يريد حظر طيران, الشعب يريد منطقة عازلة...تعويل على مجتمع إنساني لطالما كان يحدثنا عن حقوق ويتكلم بمثالية عن عالم يتمتع بحرية يكفلها المجتمع الدولي والمؤسسات التي يديرها, كانت خيبة الأمل عند السوريين كبيرة في المرحلة الأولى ثم أدركوا أن العالم يبحث عن مصالح مادية بحتة مجردة من المشاعر والألوان, ومع كل هذا بقي الشعب يريد إسقاط النظام.

تخوّف من إرسال السلاح لأنه قد يصل إلى مجموعات إرهابية, معاملة سيئة للاجئين السوريين لإشعارهم أنه غير مرغوبين في أغلب الأماكن التي زاروها, فرض لأفكار ومبادئ لا تتناسب في أغلبها مع طبيعة المجتمع السوري وخصائصه وتركيبته.

تارة بذريعة معارضة غير موحدة وتارة بذريعة كتائب غير منضبطة وتارة بحجة عدم وضوح المشهد السوري المستقبلي وغيرها تتوقف المساعدات بما فيها المساعدات الإنسانية, ضغط كبير يمارس على الشعب السوري البسيط الذي يدفع الثمن في النهاية من غير أن تتأثر القلوب الحديدية لسياسيي العالم.

لقد أثبت بعض الكتائب و المؤسسات المدنية والثورية على الأرض أنها قادرة على أن تمتلك زمام القرار و لا تلتفت كثيراً للمشهد الخارجي وتجعله ثانوياً.

أولاً: الإنتاج السياسي والشباب الثوري

لقد أنتجت الثورة السورية الكثير من السياسيين الواعين حاملي الهمّ السوري بكل مسؤولية وضمير، كما أنتجت شباباً واعياً بأهداف ومطالب أمتهم فشكلوا ثروة بشرية هامة من الوعي المعرفي في مختلف الحقول, المعرفة المنضبطة ضمن هدف عام يتطلع إليه الجميع ألا وهو النهوض بهذه الأمة وتحرير أراضيها.

إن هذه الثروة البشرية في الداخل السوري-أو في الخارج - هي الأساس التي يجب أن نعتمد عليه كسوريين وأن نبني تركيزنا نحوهم, علينا أن نثق بهم و ندعمهم كعامل أساسي من عوامل استقلال قرارنا وقدرتنا على العمل المنطلق من احتياجات الأمة ونحو تطلعاتها دون تعكير أو تأخير أو استغلال لأي ظرف أو قرار من قرارتها.

ثانياً: السيطرة على السلاح في القطعات العسكرية والفروع الأمنية

لقد استطاعت كتائب سورية العاملة أن تقتحم قطعات عسكرية عديدة وحواجز أمنية وأفرعاً، وتحصل على غنائم وفيرة منها ما هو سلاح نوعي رادع استطاعت استخدامه بقوة ضد النظام وتحقيق مكاسب من خلاله, الكثير من الكتائب ذات التمويل الضعيف اعتمدت هذه الاستراتيجية واستطاعت أن تحقق سمعة وشهرة طيبتين وقدرة على الاستمرار والتذخير لها ولكتائب المنطقة التي تعمل معها, وإن إتباع هذه السياسة أمر يمنح المقاتلين على الأرض الكثير من الحرية والقدرة على الحراك دون قيود سياسية خارجية.

ثالثاً: تصنيع السلاح

أثبت المقاتلون السوريون أنهم قادرون على تطوير سلاحهم وتعديله وتصنيعه, قد لا يكون الأمر كافياً حتى هذه اللحظة لتغطية الاحتياجات، لكن ما يتم تصنيعه قد يشكل عامل حسم هاماً في كثير من المعارك, مثلاً لقد استطاعت كتائب حمص أن تصمد صموداً عظيماً بالقنابل يدوية الصنع التي كانت عبارة عن قطع من أنابيب الصرف الصحي المحشي بالمواد المتفجرة, وصنعت بعض كتائب الريف مدفع (بي عشرة) ومدافع هاون من عيارات مختلفة كذلك يتم تصنيع حشوات المدافع بكفاءة و قدرة تفجيرية عالية, هذا الملف يجب الاهتمام به وتطويره، مما يمكن هذه الكتائب من الصمود والقدرة والمرونة في الحصول على سلاحها ويمكنها من امتلاك القرار الداخلي بشكل أكبر.
الثورة السورية قام بها السوريون وارتكزوا في مرحلة من المراحل على الدول المهتمة بالشأن السوري, المصالح التي باتت تزداد لهذه الدول ومحاولة فرض سياسات معينة ومسك زمام الأمور من قبلهم يجلعنا نفكر كثيراً كسوريين بسحب ملفاتنا من فوق تلك الطاولات وتحويلها إلى أدرج الداخل من غير إغفال الواقع الدولي الذي نعيش فيه أو إغلاق الأبواب على أنفسنا.

زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي