أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أيتها النقود ..... هنادي زكي أبو هنُّود

 

أيتها النقود أنتِ صاحبة ُ القرار الأكبر في هذه الحياة..

إنكِ تتحكمينَ في حياة ومصير البشر وتغيِّرينَ مجرى أمورهم.. تجعلينهم يسيرون عكس التيار أو يجرونَ معه.

تتحكمين بالعقول والأفكار.. والشعوب والأمم.. فيتصاعد مستوى التنافس عليكِ إلى أعلى الحدود..

تجعلينَ أمة ً تسيطرُ على أمة، وشعباً يسيطرُ على شعوب...

إليكِ يتهافتُ الناس ونحوكِ يركضونَ لاهثين..

نحوكِ يسعَون ويهاجرون ويغتربونَ عن الأهلِ والوطن ِ والجذور..

أينما وُجدتِ اجتمعَ حولَكِ الشبابُ والكهول.. وفي المكانِ الذي تكثرين فيه يكثر حولكِ المحبّونَ والساعونَ إلى الحياة، بغضّ النظر عن نوعية تلك الحياة شريفةً كانت أم غير شريفة.. المهمّ أن يجاوروا ينبوعَكِ الثرّ ليسعدوا بكِ أكثرَ مما تسعدينَ بهم، فأنتِ لا يهمُّكِ أحدٌ لأنكِ تعرفين أنكِ قوية ومسيطرة، مالئة ُ الدنيا وشاغلة ُ الناس..

تحتفلُ بكِ الأمة القوية، وتجعلكِ من مسكوكاتها، وأنتِ سعيدة ٌ جداً بهذا العمل لأنكِ تنتشرين وتسيطرين على الأوضاع كلِّها.. تغيرين العقولَ والقلوب والتصرفات..

أنتِ أهمُّ عاملٍ في هذا الزمان، وفي مختلفِ الأزمنة..

يا لَسعادتكِ وعظمَتَكِ! أنتِ مهمة ٌ وضرورية إلى هذه الدرجة..

لا حياةَ بدونكِ.. ولا عيشَ إلا عندما تتواجدين بكثرةٍ في مكانكِ المفضَّل، في محفظةٍ أنيقةٍ مثلكِ.. لكنك لا تشكِين عندما يضعونكِ في بنكٍ كبيرٍ أنيق.. أو في درج ِ تاجرٍ أو بائع.. أو.. إنما يظل مكانُكِ المفضَّل دائماً هو المحفظةَ لأنكِ ترتاحين فيها، لكن ما يزعجكِ من صاحب المحفظة أنه يبقيكِ فيها مدةً قليلة، فما إن تركني رأسكِ عليها، أو تغمضي جفونَكِ فيها وأنتِ مطمئنة البال.. حتى تأتي يدُه لتوقظكِ من نومكِ وتنقلكِ حالاً من مكانكِ المفضَّل إلى أيادٍ كثيرة وأدراجٍ أكثر وأكثر...

صحيحٌ أنكِ تهملين مكانكِ، وتصبحين كثيرةَ الحركة لكنكِ تبقين مهمة ً ومريحة ً جداً..

أنتِ أفضلُ حالاً من الإنسان الذي اخترعكِ، والذي تعبَ كثيراً من التفكيرِ بكِ واللهاث وراءك..

آهٍ منكِ أيتها الجميلة.. أنتِ سعيدة ٌ لأنكِ تعرفين أنَّ الجميع يحبّونكِ..

أنتِ سيدة العصورِ كلِّها.. الماضية.. والحاضرة.. والآتية.. وعاملُ اجتماع ِ الشعوب قاطبة ً..

حتى لو اختلف شكلكِ أو رسمُكِ أو اسمُكِ بين أمةٍ وأخرى تبقين خالدةً على مدى الأزمان..

فيا لَسعادَتكِ وهناءَة ِبالِكِ، ويا لَشقاوةَ الإنسان ِ الذي صمَّمَكِ..

ستدومينَ خالدةً، ويظلُّ هو خلفكِ يسعى للحصول ِ عليكِ بشتى الطرق والوسائل..

فدمتِ عظيمة ً.. وسيدة ً دائماً.. ودامَ عزُّكِ الآنَ وإلى الأزل..!

(112)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي