"زمان الوصل"تدخل عالم "جبهة النصرة" "وتضرب" موعداً مع رئيس مكتبها السياسي

لم يكن لقاءً بل تمهيداً أو تفاهماً للقاء، ولكن و على مسؤولية مراسل "زمان الوصل" في حلب، ننشر بعض المشاهدات ... ونتفاً من حديث امتد لساعتين وربما أكثر، ولن نذكر مع من كان لقاؤناً، وتفاصيل أخرى احتراماً لبعض تعهداتنا.
عند السور الخارجي للمقر منعنا من التصوير، وهذا حق فالطيران لا يزال يحتل الأجواء، ويحتل دماره الأحياء، وكل بناء، فكيف بـمقر "جبهة النصرة". على الباب وبعد تأكد البواب من أننا لم نصور الموقع، وبعد أن عرّفنا بأنفسنا، طلب منا مراجعة مقر آخر في منطقة أخرى كنا زرناه قبل نحو شهر، وبعد أن نشر "زمان الوصل" تقريره الأول عن الجهاديين في حلب، فأكدنا أننا أُرجعنا ولم نستفد شيئاً، فأدخلنا بعد نقاش قصير إلى مكتب، موشح بالرايات السود المعروفة والدالة على جبهة النصرة.
العورة وراء زجاج الشاشة
في المكتب كان بضعة شبان، اثنان منهم يشبهون الصورة الذهنية الراسخة في انطباع الناس عن الجهاديين، كانوا جميعهم شباناً بملامح مريحة. وكانوا يشاهدون أحد الأخبار المتعلقة بمصر، لم يكن هنالك الكثير من التعليقات، بضع ابتسامات وكلمات عفوية.
للمكان طابع خاص يُشعرك بـرهبة ما، ربما هو الغموض الذي يكتنف جبهة النصرة، "فالإنسان عدو ما يجهل"، و "المعرفة تبدد الخوف".
كانت المجموعة تشاهد الأخبار، وتحديداً قناة الـ BBC العربية. التعليقات على الخبر وكان متعلقاً بـ مصر كانت محدودة جداً، وعفوية جداً.
كان لافتاً أن من لديه "الريموت كونترول" يضع فوراً "قائمة القنوات" حين كانت تخرج سيّدة، إلا أنه غفل عن أخرى، وربما فضولنا الزائد، أو الرغبة الجارفة بالتقاط كل التفاصيل وراء هذا الربط، فلربما العفوية كانت أكثر ترجيحاً لما فعل، وليست كما فهمنا نحن الفضوليين المتربصين بكل التفاصيل. أنها محاولة إخفاء المرأة - العورة- كما يُقال ويتم تداوله من مواقف أعضاء الجبهة، وتبقى الـ ربما قائمة وسط آلاف الربما"ت".
ترحيب بالتواصل و تحذير من روتين الأسئلة
بعد دقائق قليلة، استقبلنا شاب سوري، من مدينة تعتبر أيقونة من أيقونات الثورة، وبلهجته المحببة قادنا إلى غرفة فيها شابان عشرينيان ، وجهازا كمبيوتر محمولان و كاميرا، وليس من عنوان للغرفة سوى البساطة الشديدة.
على مدار ساعتين، كانت أسئلتنا صريحة حد الوقاحة، إلا أنها معنونة في كل مرة أنها نقل عن ما يقوله الشارع، وما يتداوله الناس، ويُساق كاتهامات.
وكان الشباب مفنداً مجيباً على كل الأسئلة، مؤكداً أن الحساسية تجاه التعاطي مع جبهة النصرة مشكلة الإعلام نفسه، وليست مشكلة الجبهة، وساق الكثير من الأدلة الدامغة.
اقترحنا إجراء لقاء مطوّل ومفتوح، فتمت الموافقة على لقاءات، بعض التفاصيل لا تزال غير واضحة، و لكن من الواضح أنه كان ثمة نية لفتح قناة للتواصل، وبحسب تعبير الشاب "الباب مفتوح للجميع".
أذكر رجاء واحداً قدمه الشاب، ولسان حاله يقول : "بس بلا الأسئلة الكلاسيكية الروتينية"، مردفاً بما معناه "كلما أحرجتناً كلما كان لقاؤك كـ محتوى أغنى".
في أكثر من مرة حاولنا النهوض للحاق موعد آخر لنا، إلا أن إصراره كان واضحاً أن نستكمل الحديث حد الإشباع.
خرجنا من المقر، محمّلين بآلاف علامات الاستفهام، والاستغراب، و التوجس، ويبقى كل ذلك برسم الحوار المتفق عليه، والمزمع إجراؤه خلال أسبوع.
قريباً"زمان الوصل" ستنشر لقاءً مطولاً مع رئيس المكتب السياسي في جبهة النصرة لأهل الشام (في حلب).
وهو الأول من نوعه منذ بداية الثورة السورية.
إطرح سؤالاً...
حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية