اعترفت بعض ألوية وكتائب الجيش الحر في أولى بياناتها بوقوع بعض الأخطاء المسيئة لصورة الجيش الناشئ كحام ٍللثورة والناس والمال والأعراض.
وقال أحد ضباط كتيبة درع الجنوب في محافظة درعا جنوب سورية إن الموقف الصادر حديثاً ليس بسبب الممارسات المحدودة والتي قد تقع هنا أو هناك بفعل وحشية النظام ومحاصرة القرى والبلدات وتقطع الجغرافيا حتى بين كتائب الجيش الحر، إنما نهدف من خلاله إيصال رسالة للرأي العام الداخلي أولا والخارجي ثانياً،بأننا نتفهم مطالبهم بمحاسبة كل مسيء أولا ورفع الاعتراف بانتمائه إلى هذا الجيش ثانياً إضافة لأحقية المحاسبة إن استطعنا إليها سبيلاً.
مطالب الأهالي أولوية
ووصف أبو قتادة الاسم الحركي للضابط البيان بانه يعتبر نقلة نوعية في الاعتراف أولا بوجود بعض الممارسات الخاطئة والتي تبقى في إطار الفردية واستجابته السريعة لمطالب أهلنا وهو ما بدأ به البيان.
فيما شدد قائد لواء تحرير حوران العميد المهندس عمر الأصفر على أن "عمق المعاناة الإنسانية والاستجابة لمطالب أهلنا هما أساس البيان"، موجهاً باسم الجيش الحر "إلى كافة قادة الكتائب، بالتعامل بمنتهى الجدية مع الحالات الفردية الخارجة عن أخلاقيات العمل العسكري ( من سرقة وتهديد وتشبيح ) وعلى القادة تطبيق المحاسبة والأنظمة بما تقتضيه الضرورة وعلى مسؤولياتكم حماية الثورة من الحالات الشاذة وغير المسؤولة".
كذب الإعلام عن فوبيا الإسلام
ومع صدور البيان أبدى العديد من الأوساط الشعبية والإعلامية اهتماماً به كمخرج لبعض الصور التي يكثر تداولها اليوم عن سلوكيات غير صحيحة لبعض عناصر الجيش الحر، وقالت بعض صفحات التواصل الاجتماعي إن صور التصفية للشبيحة الأسدية بدت مقززة خلال الفترة الأخيرة ويخشى من تأثيرها في الأوساط الغربية التي تذهب لوصف الثورة السورية " بالإسلامية " لترسيخ صورة "الفوبيا الإسلامية" في أوساط الذهنية الغربية وتأخير نجدة الشعب السوري من طغيان حكامه.
وفي نفيه لما يروجه بعض الإعلام الغربي من صور أحادية الجانب تعاكس أهداف الثورة السورية، أكد الإعلامي محمد سعيد المط العائد حديثاً من تغطية جنوب سورية :" ما يجري هناك عكس ما يروّج له الإعلام الغربي أو بعضه ممن أعلن تحالفه مع نظام الأسد مشيراً إلى أنه التقى بالعديد من أبناء كتائب الجيش السوري الحر وقادته وغالبيتهم سوريون ويرحبون بأي جهد عربي يشاركهم معركتهم للقضاء على الزمرة الأسدية في إشارة إلى بعض القوى الإسلامية، لكن الجميع متفق أن سورية للسوريين جميعاً بحسب المط نقلاً عن الثوار لافتاً إلى أن الإعلام المتحالف مع نظام الأسد تقصّد تغييب تشييع الملازم أول ناصر بشارة قائد إحدى كتائب الجيش السوري الحر باعتباره من الطائفة المسيحية متسائلاً:" لمَ لا يسلط الإعلام كاميراته أيضا على موقف الأب باولوا ومساندته للثورة السورية ودخوله للأراضي السورية ولقاءه بالنشطاء والثوار ". واصفا ًالإعلام المتحالف مع الأسد بالمأجور والرخيص.
تطبيق أخلاق الثورة
وقال المط :" شاهدت السوريين رؤوسهم وجباههم تعانق الشمس أخذوا حريتهم وكرامتهم رغماً عن أنف سيّافهم مشيراً إلى أنه اطلع على تجارب المجالس المحلية وقدرتها على إقامة دورات تدريبية لكوادر قيادية في مرحلة سقوط النظام الأسدي وفي مختلف النواحي الحياتية والمجتمعية للمدن والبلدات المحررة ونفى الإعلامي وجود أخطاء كبيرة بين صفوف الثوار " أنا عايشتهم ولمست طيبتهم ومحبتهم لبعضهم وللناس ولكن قد تأخذهم الحيطة والوقائع للاشتباه ببعض الناس وهذا حقهم". مشيراً إلى أن المحاكم الشرعية التي زار بعضها وفّرت للموقوفين قضاة عدل ومحاميّ دفاع والإفراج السريع بعد ثبوت البراءة".
ورحب أبناء الداخل السوري بصدور بيان المحاسبة من قيادات الجيش الحر آملين أن يكون فاتحة العمل المؤسساتي الذي طال غيابه وتقصّد النظام تهدم أمل بنائه.
وقال عبدالله سليم من سكان مخيم درعا للنازحين :" نريد ترجمة حقيقية لهذا البيان وسريعة لأن إحقاق الحقوق واجب شرعي وأخلاقي وضرورة تمليها الثورة لافتاً إلى أنه سمع باختطاف بعض أطباء المحافظة المعروفين في أوساطهم الاجتماعية بدعم الثورة مرجحاً أن الاختطاف تم على يد بعض العناصر المسلحة الأسدية للصق التهمة بالجيش الحر، وهذا ما نحذّر منه وندعوا لسرعة تداركه عبر بيانات يومية توضح وتجلي الصورة لبقاء حالة الاحتضان الشعبي للجيش الحر وكتائبه.
محمد المقداد - درعا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية