كل أربعاء... سنة مجهولة الهوية

فليعذرنا العالم نحن السوريين، لم نعد نميّز رأس السنة من قفاها ذلك أنها قُتلت آلاف المرات في بلادنا و تم التمثيل بجثتها حتى اختفت معالمها، فصارت مجهولة الهوية كمئات الجثث المرمية على قارعة الضمير العالمي، لا الرأس رأس ولا القفا قفا- العذر منكم- و أكثر ما يخطر على البال، والعالم يحتفل و سوريتنا تحترق، الشاعر مظفر النواب أطال الله في عمر إبداعه عندما قال"سادتي المعذرة ما بذيء أنا إنما وصل القيح الحنجرة".
على رأس السنة أو قفاها يقبع حكواتية الفلك و أنبياء الشاشات لبث التوقعات حول البلاد و العباد، غير أن قراءة الفنجان و التنجيم و الضرب بالرمل ممارسات طالما ميّزت بلداً غابت أو غُيبت عنه الرؤية الحقيقية فأنهكته جماعة"علي بابا والأربعين سنة حرامي".
على رأس السنة أو قففاها يتنبأ الضارب بالرمل لنعامات النظام السوري بأنها ستتابع دفن رأسها في رمل مضغوط بالبوط العسكري أنتجه نصف قرن من التصحر السياسي و الاقتصادي!.
على رأس السنة أو قفاها يتنبأ الضارب بالرمل للمواطن السوري المحاصر بين الكثبان الرملية، بالحذر من التحرك، فأي حركة سيزداد غرقاً بالرمال أو بالدماء مهدداً بقناصات بواسل ما وراء أكياس الرمال من أبطال الحواجز الأشاوس!.
و من التنبؤات المحدقة بالمواطن العزيزعلى رأس السنة أو قفاها أيضاً أنه سيحظى من أشجار وطنه، قبل إعدامها ميدانياً، على ما يكفي لصناعة تابوت،في حال توفر وقت لمراسم الدفن، و من حسن حظ مواطننا حسب التوقعات حصوله على كفن مصنوع من القطن الوطني ذي الجودة العالية المقاوم للتسرب و الممانع أمام حكة المؤامرة إذا بقي في جثته مساحة للحك!.
و مما يدعو للتفاؤل أن الفلك يتنبأ لك مواطني الجميل في العام الجديد إمكانية حصولك، باحتمال كبير، على مساحة قبر لتُدفن مغموراً بالتراب الوطني، حفاظاً على وحدته الوطنية و صوناً لنقائك ونقائه، وسنة حلوة يا وطني الجميل!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية