أكد ناشطون ارتكاب قوات الأسد لواحدة من أفظع الجرائم في حي دير بعلبه شرق حمص،أزهقت أرواح 220 شهيداً بأسلوب رهيب.
و تطابقت معلومات نفلتها عدة محطات فضائية عن ناشطين إعلاميين في حمص حول إعدام أكثر من 170شخصاً من الأهالي بعد خروجهم من الحي بالقرب من حاجز كلية هندسة البيترو الكيميائية، حيث تم دفن بعضهم بمقبرة جماعية بعد عمليات تمثيل وحرق طالت جثثهم.
ونقلت قناة "سكاي نيوز عربية" عن متحدث باسم شبكة " شام " قوله إنه " عثر في مبنى مدرسي على أكثر من 150 شهيداً ذبحوا وأحرقت جثامينهم من قبل قوات النظام السوري".
و أوضح ناشط أن " أعمال القتل جرت إثر انسحاب مقاتلي الجيش الحر من الحي بعد نفاذ ذخيرتهم"، محذراً من إمكانية ارتفاع عدد الضحايا "لعدم انسحاب قوات الجيش السوري من المنطقة حتى الآن".
و في حين بثت "سكاي نيوز" أنباء عن استخدام غازات كيميائية في دير بعلبة، كشف نشطاء عن انسحاب تدريجي لجيش النظام من الحي متزامناً مع توزيع الأقنعة الواقية للجنود المتواجدة، محذرين من حدوث مجزرة وشيكة في البياضة الملتاخمة لديربعلبة قد يرتكبها الشبيحة.
و كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن "القوات النظامية سيطرت على دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي على إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت لعدة أيام". وأضاف المرصد أن العملية "رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي".
و أحدث اقتحام قوات النظام للحي ردود فعل غاضبة لدى ثوار الحي و من يقاتل معهم لدرجة توجيه الاتهامات لبعض الكتائب العاملة في ريف حمص الشمالي بالتخاذل و التقصير عن نصرة أهالي الحي الذي يعتبر الخاصرة الشرقية للبياضة و الخالدية.
بينما يعزو محللون عسكريون أسباب اشتداد الهجمة على حمص المحاصرة منذ نحو 200 يوم بطريقة غير مسبوقة رافقها استخدام لغازات سامة، -يعزوها- إلى أهمية معركة حمص قبل دمشق أرض المعركة الكبرى لا سيما بعد انتصارات الحر في الشمال.
و نقلت الجزيرة عن العميد صفوت الزيات أن "المعركة الأهم قبل معركة دمشق هي معركة حمص لأنها تفصل شمال سوريا عن وسطها ولأن السيطرة عليها تمنع وصول الجيش الحر في الشمال إلى دمشق وجنوب سوريا.. ولأن حمص تشكل بالنسبة للنظام الطريق باتجاه الساحل وفق سيناريو التقسيم.. ولأنها أيضا تشكل حلقة وصل مع عمقه في لبنان أي حزب الله".
و لا بد من التذكير بأن هذه المجزرة الثالثة من نوعها تحدث في الحي نفسه على أيدي النظام وشبيحته، ففي العام الأول من الثورة السورية, شهد الحيّ قصفاً عنيفاً بالمدرّعات والدبابات, تطوّر في العام الثاني من الثورة إلى عمليات دهمٍ واقتحامِ خلّفت مجزرتين مروّعتين إحداهما مطلع نيسان الماضي حيث وُثّق فيها استشهاد 200 من أبناء الحيّ إضافة إلى 300 جثّة مُشوّهة ومجهولة الهويّة.
والمجزرة الثانية في الثامن من تموز , ذهب ضحيّتها 12 طفلاً و 3 رجال.
إضافةً إلى هاتين المجزرتين فقد وُثّقت أسماء 400 شهيد، تمّ إحصاؤهم منذ بداية الثورة وحتى تاريخ ارتكاب المجزرة الأولى.
كما وصل عدد الجرحى إلى حوالي 2300 جريح و 170 حالة إعاقة , وتمّ احصاء أكثر من 1500 معتقل منهم 400 في الفرع رقم 215 خليّة الإدارة, والباقون موّزعون ما بين السجن المركزي والفروع الأمنية الأخرى.
ونتيجة لاستمرار بطش القوات الأسدية فقد نزح معظم أبناء الحيّ , ويقدّر عدد من بقي منهم بـ 15 ألف نسمة , مازالوا إلى الآن محاصرين يعانون من أوضاع إنسانيّة سيئة.
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية