أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخبز مابين طوابير القهر والموت...وضاح المصري

في عودة إلى طوابير الأفران والساعات الطويلة من الذل والقهر للحصول على رغيف الخبز وحبة القمح التي لا غنى للإنسان عنها يومياً، وفي حالة عدم استغراب لما يحصل من قصف بالطيران الحربي لجموع البشر المنتظرين في صفوف لم تكن يوماً منتظمة للحصول على قوتها اليومي.

تستعيد ذاكرتي نظام الإجرام ما بين نظام الأسد الأب والابن والعصر الذهبي لحزب العبث المتفرد بالسلطة والمفروضين على الشعب السوري بأقسى درجات السادية.. لقمة الخبز المغمسة بالقهر سابقاً.. والدم والأشلاء المتناثرة اليوم.. وتتظاهر أمامي أحياناً أخرى ترجل كلاب النظام الساقط من سيارات (الستيشن)مقابل الأفران ليبعثروا الطابور ويحصلو على مادة الخبز قبل الطابور بأكمله وبعنجهية وشتيمة صاحب الفرن لتأخره دقيقة في تأمين الخبز لهم.. ولا تخلو الأفران طبعاً من شبيحة النظام المجرمين وأسياد الأفران الذين يمزقون الطابور باستمرار ليحصلو على فتاتهم اليومي من عدة ربطات خبز ينقصون عدد الأرغفة منها ويزيدون السعر عن تسعيرته المفروضة دون أية مراقبة أو محاسبة.

لأول مرة لا يقف العالم مذهولاً.. ولأول مرة لا نقف مذهولين.. ولأمرة مرة عبر تاريخ البشرية جمعاء يحصل في سوريا ، قصف الأفران وجموع البشر الباحثين لهفة ولهاثاً عن لقمة العيش شبه المتبقية لهم، بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.

من حلب إلى الزبداني في دمشق فحلفايا بريف حماه ثم إلى البصيرة في دير الزور و تلبيسة التي لا يستغرب أحد من أنه لن تكون الأخيرة، مشاهد متعددة أعادت نفسها في أكثر من مكان وبأسلوب مبتكر لعملية الإذلال والقهر.. وتحويله إلى الرعب والموت والدم، ومع ذلك ترى جموع الناس مجبرين على الوقوف كل يوم مرة أخرى في الطابور الطويل بحثاً عن اللقمة المغمسة بالدم في ظل غلاء الأسعار المفجع وزمن البطالة والنزوح والفقر المتفشي في معظم المدن السورية لا بل جميعها.

ومن أوسع و أوسخ الأبواب يدخل نظام أسرة الأسد وشبيحته الحاكمين لسوريا بقصفهم لأفران الخبز ، كما دخلوها خلال عامين بأساليب الوحشية في التعامل مع الشعب السوري.

(151)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي