أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخطيب: الحكومة المرتقبة تمثِّل كافة الأطياف والائتلاف مستعد لإدارة سورية الجديدة

أكد أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في حديث لـ«عكـاظ» أهمية العلاقات التاريخية بين المملكة وسورية الجديدة، منوها بدعم المملكة لقضية الشعب السورية ومطالبته بالحرية، مثمنا دعم المملكة للشعب السوري بـ100 مليون دولار في مؤتمر مراكش منتصف الشهر الجاري. ووصف الخطيب المباحثات التي أجراها مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، خلال زيارته الماضية في الرابع من الشهر الجاري بالإيجابية، مشيرا إلى أنه تطرق إلى سبل النهوض بسورية سياسيا واقتصاديا، فضلا عن مناقشة أوضاع السوريين المقيمين في المملكة. وأضاف أنه سمع من الفيصل كلاما إيجابيا ودعما حول ما يتفق عليه السوريون، خصوصا تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة. وحول تشكيل الحكومة، أفاد رئيس الائتلاف أن الأمر قيد الدراسة، وسنصل إلى نتيجة قريبا جدا برؤية متكاملة وحكومة تمثل كافة تطلعات السوريين، مضيفا أنه لا أسماء مطروحة على الطاولة حتى الآن.. فإلى تفاصيل الحوار:

• ما أبرز النقاط التي تركزت عليها مباحثاتكم مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وكيف وجدتم التجاوب؟

• الحديث مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كان بناء وإيجابيا بكل معنى الكلمة، إذ تناولنا آخر مستجدات الأزمة السورية، والعلاقات المميزة بين البلدين في كل المراحل التاريخية، والحاجة إلى الدعم العربي السياسي والاقتصادي لإيقاف معاناة الشعب السوري، وحقيقة أبدى سمو الأمير تفهما عميقا للمأساة التي وصل النظام الشعب السوري إليها، وهذا ما لمسناه جديا من خلال تبرع المملكة بـ100 مليون دولار للشعب السوري في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش، كما تم الحديث عن مسائل تتعلق بالجالية السورية المقيمة في المملكة. ونحن نتطلع إلى شراكة استراتيجية مع المملكة بحكم العلاقة التاريخية بين البلدين، التي أساء إليها نظام الأسد.

• ما هي رؤية المملكة للمعارضة من ناحية (تشكيل الحكومة، شكلها، مقرها)؟

• تنظر المملكة إلى كل ما يحقق استقرار سورية ونيل حريتها بعين الرضى وكل ما يؤدي إلى تحول أوضاعها إلى الأفضل ويخرجها من محنتها فهو مرحب، وهذا ما لمسناه حقيقة من الحديث مع الأمير سعود الفيصل، كما أن أي اتفاق على حكومة وطنية أو توحد في القوى العاملة على الأرض فالمملكة تراه عاملا مهما في سبيل نيل الشعب السوري حريته واستعادة دوره وعافيته.

• ماذا عن تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة أو على الأقل تسمية رئيسها.. إلى أين وصلت المشاورات؟

• حقيقة نعمل على تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة بكل تأن، لتكون مرضية لكافة أطياف الشعب السوري، إلا أنها ستظهر قريبا جدا، ونحن لا نريد إلا حكومة قوية تحظى بدعم المجتمع الدولي، وكذلك تكون مقنعة لكل أبناء الشعب السوري، وستكون قادرة على قيادة البلاد في مرحلة ما بعد الأسد.

• ما هي أبرز الأسماء المطروحة، وهل صحيح أن التوجه العام أن تكون شخصية رئيس الحكومة من الداخل السوري؟

• لا توجد أسماء معينة اعتمدها الائتلاف حتى الآن، ولم يعتمد أي اسم بعد، فالهيئة العامة سوف تقرر ذلك، أما وسائل الإعلام فتناقلت أسماء عديدة من أبرزها الأستاذ رياض حجاب وهو من الشخصيات الوطنية ذات الكفاءة العالية ولكن قرار اختيار أي رئيس حكومة سوف يتخذ ضمن الآليات التي طرحت في اجتماع الهيئة العامة. وليس هناك اعتراض على كون رئيس الحكومة من الداخل أو الخارج، فالأمر يتعلق بالقدرة على النهوض بالبلد في هذه الظروف العصيبة.

• ما خطة الائتلاف لسورية ما بعد الأسد (الرؤية الاقتصادية، الرؤية العسكرية، خدمات المجتمع)؟

• من الأولويات بعد الإغاثة العاجلة: إعادة البنية التحتية والخدمية عبر مجموعات من الاختصاصيين المدعومين بمئات المؤسسات المدنية والتطوعية، وتنفيذ الكثير من المشاريع بالاتفاق مع الدول المانحة، عبر منح مباشرة أو صناديق ائتمانية، وسيقوم رجال الأعمال السوريون بدورهم في الاستثمار الوطني وإيجاد سوق للعمل والإنتاج، كما أن الاستثمارات الخارجية المنسجمة مع مصالح سورية مرحب بها، وتتوقع أن يكون لإخواننا في المملكة ومجلس التعاون الخليجي دور رائد في هذا الأمر، إضافة الى العديد من الدول الصديقة.

• هل يوجد تنسيق مع رئاسة الأركان الجديدة والمجالس العسكرية بقيادة العميد سليم إدريس؟

• نظرا لأهمية توحيد العمل العسكري تحت مظلة واحدة، وتحقيقا لمطالب الشعب السوري، فقد تم اجتماع ضم رئيس وبعض أعضاء الائتلاف الوطني، ورئيس هيئة الأركان وبعض أعضاء مجلس القيادة العسكرية العليا.

واتفقنا خلال هذا الاجتماع على هدف إسقاط النظام بكل رموزه وتفكيك أجهزته الأمنية، ونحن نعمل من أجل تنظيم القوى الثائرة على الأرض وإعدادها كنواة جيش وطني وليس جيش من أجل شخص.

• تظهر بين الفينة والأخرى عروض خروج الأسد بشكل آمن، ما هو موقفكم؟

• لقد ارتكبت العصابة الحاكمة بحق الشعب السوري انتهاكات جسيمة وجرائم غير مسبوقة ولن يمحى عارها، وعلى الأسد أن يرحل بلا قيد ولا شرط، أما ما تتداوله بعض الصحف من مبادرات ما لإنهاء الأمور بطريقة سياسية وإيقاف سيلان المزيد من الدماء فلم يقدم شيء رسمي في أية جهة لتتم دراسته واتخاذ قرار بشانه.

• إلى أين وصلت مساعي التسليح غربيا؟

• أريد توضيح أمر في غاية الأهمية، لا يرى الكثيرون في الائتلاف (وأنا منهم) أن حمل السلاح هو نهاية المطاف ومفتاح حل كل أزمة، ولكن ما دام نظام بشار الأسد قد استخدم السلاح بكل أنواعه ضد الشعب الأعزل، فقد صار حقا للشعب أن يدافع عن نفسه بكل الطرق والوسائل، وكل شيء يخفف من معاناته فهو حق له، وهناك تعامل خجول دوليا مع هذه المسألة، والناس يسألون: متى ستنتزع الشرعية من هذا النظام ومتى سيقدم للثوار دعم كاف لا يسمح للنظام فيه بقصف المدن وقتل المدنيين، أعتقد أن على المجتمع الدولي أن يقوم بالتزاماته القانونية والأخلاقية لدعم الثورة على كل المستويات من أجل حقن دماء الشعب السوري التي أصبحت مشهدا يوميا على كل وسائل الإعلام.

• أجريتم زيارات أوروبية وخليجية، ماذا عن الموقف الأمريكي، وماذا تريدون من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما؟

• حقيقة أن الموقف الأمريكي يحتاج للمزيد من الخطوات العملية على أرض الواقع، ونسمع كل يوم عبر وسائل الإعلام عن تسريبات كثيرة حول مواقف أمريكية أكثر وضوحا للثورة السورية والمعارضة على وجه العموم ودعما خلال الأيام المقبلة. ونحن ننتظر الأيام المقبلة التي ستكشف عن هذه التسريبات. 

عبدالله الغضوي - عكاظ السعودية
(95)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي