لم تعد محلات سوق الحميدية، تلتزم بتوقيت الإغلاق الشتوي، المحدد في الساعة الثامنة مساءً، فانعدام الزبائن وازدياد نسبة مخاطر الطرقات، حدد موعداً جديداً لإغلاق المحلات في السوق الأكثر شهرة وتنوعاً في دمشق، ففي الساعة السادسة مساءً يتحول الحميدية إلى منطقة موحشة، لا تشبه السوق في شيء.
إلا أنه في الفترة الأخيرة، صار للحميدية زبائن ليليون جدد، وهؤلاء لا يدخلونه بقصد التسوق، إنما لقضاء الليل على أرضه، والاحتماء من البرد والأمطار بجدرانه وسقفه المُثقب.
مساعدتهم مغامرة بوجود الحواجز
يؤكد التاجر في سوق الحميدية علي، أنه عندما يضطر للتأخر في إغلاق محله، يصادف الكثير من النازحين الذين يفترشون أرض ساحة الأموي، ويبيتون فيها، ويشير التاجر، إلى أن عدداً قليلاً جداً من تجار السوق على علم بأمر وجود نازحين ليليين، ذلك لأن معظمهم يغلق محله قبيل وصولهم، ولذلك لا يتلقى النازحون-وفق علي- مساعدات من التجار، على الرغم من أن وضعهم بحسب ما لاحظه التاجر صعب جداً، فهم ينامون على الأرض، ويحتمون بجدران الجامع الأموي.
وعندما حاولنا التعرف إن كان الناشطون الإغاثيون يغطون بعض حاجيات نازحي الأموي، من خلال الناشط الميداني زين، الذي أكد أن تعدد الحواجز على منافذ سوق الحميدية، من جهة القلعة والأموي، تجعل وصول الناشطين إلى المنطقة صعباً، كما أوضح زين، أن خبر تواجد نازحين في ساحة الأموي، لم ينتشر بعد بين الناشطين، نظراً لقدومهم في المساء بعد إغلاق السوق.
مزاج الحاجز
ويبيّن الناشط أن أمر اعتقال العاملين الميدانيين في حقل المساعدات، يعود لمزاج الحاجز القريب من النازحين، ففي بعض المناطق يسهل على الناشطين التنقل ومساعدة النازحين كما هو الحال في معظم حدائق دمشق، وفي أماكن أخرى يُخشى من أن يقوم جنود الحاجز باعتقال الناشطين أثناء قيامهم بتوزيع المساعدات.
ويشير زين إلى أن خبرة الناشطين تدلهم على نوعية العساكر، من طباعهم وردات فعلهم، وبحسب الناشط فإن التعامل مع العساكر الواقفين عن حاجز قلعة دمشق، يبدو، أسهل نوعاً من التعاون مع الحواجز القريبة من الأموي، ولذلك فإن الدخول إلى السوق في الليل برأي الناشط قد يكون ممكناً.
لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية