أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في غياب واضح لمظاهر العيد... السوريون: لا ميلاد قبل ولادة سوريا الجديدة

عام جديد يمر على دمشق تغيب فيه شجرة الميلاد عن منازلها.. فلا أضواء، ولازينة في الشوارع وكأن العاصمة أعلنت حالة من الحداد لحين ولادة سوريا الجديدة، وهي المدينة التي اعتادت أن يحولها قاطنوها إلى لؤلؤة مضيئة عندما يتشاركون بمختلف طوائفهم على تزيين شوارعها وشرفاتها.
حتى الكنائس الدمشقية والتي كانت تقرع أجراسها فرحاً بولادة السيد المسيح فإنها اليوم تقرعها حزناً على شهداء سقطوا خلال أكثر من عام ونصف لترفع قداديسها طالبة الرحمة لسورية وأبنائها.

عيد الشهيد و الخبز
"في كل حارة شهيد فعن أي عيد نتحدث" بهذه الكلمات أجابت أم غسان عندما سألناها عن العيد وتحضيراته لهذا العام، متسائلة كيف سنضع الشجرة هذا العام، وأهلنا في حلب لا يجدون لقمة الخبز؟!!. وهل سنستطيع معايدة بعضنا وقد أنهكنا الموت والدمار من حولنا؟!، وبالتأكيد لن نرضى الفرح لأولادنا بينما أطفال سوريا يعيشون بالمخيمات.

أما جاد فقد استفزه سؤالنا، لأن السوريين حسبما وصف وبكل طوائفهم كالجسد الواحد عندما يتألم عضو منه تتألم معه كل الأعضاء، وقال: إن الطوائف السورية عاشت دائماً وخلال تاريخ طويل كنسيج واحد لايفرقها شيء، مؤكداً أنه لا أعياد لحين ولادة سوريا الحرة التي يتمناها السوريون بمختلف طوائفهم.

أسواق كئيبة
وأشارت ربا إلى أن الطائفة المسيحية في سوريا لايمكن إلا وأن تكون متحدة مع أبناء الشعب السوري، فأفرادها عانوا ماعانى هذا الشعب من كذب النظام وبطشه، مبينة أن ماتعيشه دمشق اليوم لايختلف كثيراً عن باقي المحافظات السورية فلقمة الخبز باتت صعبة والأعمال متوقفة والضائقة الاقتصادية تزداد على أبناء العاصمة، وهذا كله بسبب تعنت النظام وعجرفته.

الأسواق في دمشق كئيبة، حيث كانت تعج في الأعوام الماضية بالزبائن المقبلة على شراء هدايا الميلاد للأولاد والأقارب، وأما أصحاب المحلات فيتذمرون من الأوضاع التي تزيد سوءاً يوماً بعد يوم حسب تعبيرهم، ولفت صاحب أحد المحال أن السوق اليوم لايعاني فقط من شح الزبائن إنما من قلة المرتادين أيضاً، وأكد أن سوق القصاع على سبيل المثال والذي كان يعج عادة بالأطفال والناس حيث مظاهر العيد تملأ كل حارة من حاراته، تحول اليوم إلى سوق تخيم عليه حالة من السكون.
ويرى أنه من الطبيعي اليوم ومع هذا الدمار الذي تعيشه سوريا أن تكون الأعياد في دمشق منسية، مع الأوضاع النفسية السيئة للشعب السوري حيث تمتزج مشاعر الحزن مع الخوف، هذا فضلاً عن الأوضاع 
الاقتصادية الصعبة. 

الأقليات براء من "حاميها"
وفي نظرة تحليلية للموضوع أشار ناشط رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية إلى أن عيد الميلاد اليوم هو واحد من أعياد السوريين المؤجلة لحين انتصار الثورة السورية، حيث اعتاد هذا الشعب أن يكون نسيجاً متماكساً في كل الظروف، وتابع أن النظام ومنذ بداية الثورة السورية حاول اللعب على الورقة الطائفية، وبالتالي زج الطائفة المسيحية والأقليات بشكل عام في خانته، وصور نفسه على أنه حاميهم، إلا أن الأقليات براء منه ومن جرائمه، فلم تعد تنطلي عليهم أكاذيب النظام التي اخترعها عن "المجموعات المسلحة و التشدد الديني"، لأن ما يشاهده المواطن السوري اليوم من مجازر ترتكب بحق المدنيين في المناطق الثائرة، وقناصاته التي لاتفرق الكبير عن الصغير، وصولاً إلى قذائف المدافع والطائرات التي تسقط المنازل على رؤوس أصحابها خير دليل لهم ولكل الشعب السوري على مدى بطش النظام، الذي لم يتبقَّ له من مؤيدين سوى الشبيحة واللجان الشعبية حيث يدفع لهم رواتب شهرية ليحافظ على تأييدهم.

وبالعودة إلى موضوع الأقليات أكد الناشط أن النظام لم يستثنِ أحداً من بطشه حتى الكاهن باولو السوري الإيطالي والذي قضى حياته في سوريا بدير مار موسى لم يسلم من بطش النظام حيث طرده من سوريا، ليحرمها رائداً من رواد الحوار المسيحي – الإسلامي، وتقارب الأديان.

نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
(192)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي