خاص/ زمان الوصل:
ما آلت إليه هذه اللعبة الشعبية من تراجع مرعب، وإحباط محزن، لم يعد بعرف عشاقها، وجمهورها المتابع الذي له علاقة حميمية بكرة القدم، أن يضيف لهذا الواقع بالجديد، بل زادها تراجعاً، وترهلاً كبيرين لا يمكن بحال الخروج منه، والتغلّب عليه إلا بالتغيير الجذّري لكل من له علاقة بممثلي المنتخب الوطني!!
هؤلاء اللاعبون الذين كسبوا الشهرة المزيفة على حساب النتيجة، والتفوق وكسب السبق على حساب سمعة الوطن، والترفّع عن النتائج الهزيلة المخجلة.. فالترهل الحقيقي الذي يُواجه الكرة السورية في فترتها الحالية، طالما عانينا منه على مرّ المراحل السابقة التي عاشتها، بعد أن كانت لها خصوصيتها المطلقة آنذاك!! بما معناه، أن الكرة السورية أصابها إحباط تام، وتراجع مخيف خلال العقدين الماضيين بصورة خاصة على وجه التحقيق، وبدا نجمها الساطع في أفول، نتيجة التغييرات الإدارية اللامنطقية التي صاحبها بعد أن كانت تضجّ بالنشاط، والحيوية، وكسب نقاط الفوز!!.
اليوم، على العكس تماماً، أفل بريقها، وأصابها الفتور الملّفت، والتراخي، والترهّل، إن لم نقل التراجع المخيف، ابتداء من مسابقة الدوري العام للدرجة الأولى، وانتهاء ببطولة الدرجة الثالثة، والسبب هو ـ بالتأكيد ـ الإهمال وعدم الاهتمام بالقاعدة، الجيل الناشئة، وانشغال المسؤولين عنها بمصالحهم الشخصية وأعمالهم الخاصة.
فلماذا هذا التراجع المخيف إذا؟ وكيف تحوّلت كرة القدم السورية أثناء مشاركاتها في البطولات إلى صورة من صور الكوميديا المضحكة، نتيجة التراخي الذي أصابها، وغياب الأيدي الوفية التي لم تسطع إلى اليوم التحليق بها في الأفق، ولم تتمكن أيضاً من منافسة الفرق حتى الضعيفة، وتخرج، بالتالي، بنتائج مقنعة إرضاءً لعشاقها، ومحترفيها، ومحبيها، حيث ما زال لاعبوها يعيشون المباهاة الخدّاعة، وهذا ما انطلى على الكثيرين من محبيها الذين ما يأملونه هو الارتقاء بواقعها المؤسي، الذي ترك في الماضي بصمة عشناها سوياً أيام الصبا، وبداية الشباب، وهاهي اليوم تندثر وتتراخى، ونأسف على شبابها الذي ترك فينا، نحن محبيها، وعشاقها، ومتابعيها، التراخي وحتى المقت في متابعة نشاطها، وان حققّت فيما حققّت من نتائج إيجابية في فترات متقطعة من عمر السنوات الماضية التي مرت بعد ثمانينيات القرن الماضي، وغياب أبرز نجومها الذين بقيت أسماؤهم عالقة في الذاكرة حتى يومنا هذا!
والمؤسف له خروج فريق الكرة (بخفّي حُنَيْن) من أغلب المسابقات التي شارك فيها!.
فالحل، كما يعتقد البعض، متوقفاً على تغيير الأسماء، هذا جانباً طالما أن التغيير شمل في الماضي رئيس وأعضاء اتحاد الكرة بالتقدّم باستقالاتهم، واحلال اتحاد كرة جديد، لن يكون أفضل حالاً من سابقيه.
فلنبادر إلى اختيار اللاعب البعيد عن الأضواء، وان كان مغموراً، ولكن بشرط أن يكون لديه القدرة على تمثيل بلاده بصدق، وأمانة، وكذلك العمل على اختيار المدرب الوطني القادر على البذل.. المدرب الذي بإمكانه أن يفعل شيئاً ويصل بنا إلى برّ الأمان.
فهل تستعيد الكرة السورية أوجها، وتُعيد للذاكرة بقعة ضوء، وان كانت ضعيفة، لتؤكد أن المستقبل كفيل بأن يكون لها قوامها، ونشاطها، ونتائجها المفرحة التي نأمل أن نُفاخر بها بعدما تركت فينا في ( الزمن الجميل) مثار افتخار، ومحبة كرة القدم، الحقيقية، التي نطمح بأن تكون كما هي جليّة صارخة.
الكرة التي نترقبها بصدق، وعفوية، بعيداً عن التطفّل، والوساطة التي أنهكتها ودفعت بها إلى ما نحن عليه اليوم من جهل، وغبن حقيقي بحقّها..وهذا ما لا نريده!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية