أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

جبهة النصرة؛ هل هي العدو الأوحد لعمران الزعبي وعصابة الأسد؟!... منذر السيد محمود

المستمع للمؤتمر الصحفي المطول الذي أجراه وزير إعلام العصابة في دمشق عمران الزعبي ونقلته وسائل إعلام كثيرة وحضرته وسائل إعلام محددة إن لم يكن على اطلاع على ما يجري في سورية فسيجد أنه أمام نظام حمائم وطنية مسالمة تجلس في دمشق وهي تنادي بالحوار والتفاهم مع أشرار عملاء لكل عدو للشعب السوري! ولا تجد من يقف معها إلا الصديق الإيراني الذي يقدم لها الغالي والنفيس من الدعم حفاظا على بقاء سورية وشعبها!!!

هذا ملخص ما أراده الزعبي من مؤتمره الصحفي مغترا بالحضور الصحفي المكثف ذي اللون الواحد ولكن؛

لم يعنني من كل الهراء الذي تفوه به وتفيهق في عرضه ولا معترض من الحضور ولا سائل يسأل عن شيء ذي بال إلا قول أحدهم له في صيغة سؤاله: الجيش الحر على بعد مئات الأمتار ... فأجاب بدعابة ونكتة: على بعد مئات الأمتار؟! بحبحهم شوي.
وجاءت الكاميرا -في نهفة غريبة لتداخل مرئي في مؤتمر صحفي- لتدعمه فتعرض صورا لشوارع دمشق الهادئة التي يعيش الناس فيها ولا سويسرا في أمنها! أقول لم يعنني من كلامه إلا كلمة كررها أكثر من ثلاثين مرة وهي: "جبهة النصرة"

فمن يستمع إلى اللقاء يظن ألا معركة في سورية إلا بين طرفين: الجيس السوري من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى! بل لم يذكر من كتائب الجيش الحر كتيبة بالاسم سواها! بل لم يأتي على ذكر الجيش الحر أصلا إلا أن يعنيه بقوله: المعارضة المسلحة ثم ليعود ويختصرها ثانية في كلمة لم يختر غيرها: "جبهة النصرة" فماذا وراء ذلك؟! ولماذا يتحدث عنها وكأنها الجهة الوحيدة التي تحاربها عصابات الأسد؟!

سيتبادر إلى الأذهان جواب سريع وهو أنه يستعدي أمريكا والغرب على هذه الفئة من مجاهدي ومقاتلي الجيش الحر من باب أنها عدو مشترك لعصابته وللغرب وهذا أمر لا مرية فيه ولكن الغرب قد سابق العصابة في محاربة جبهة النصرة من قبل أن تطلب العصابة ذلك؛ فلن يزيد استعداءه لها استعداء!

فالغرب في أمر القاعدة وما يتبعها والحكم على مجرد الانتماء إليها ولو فكريا بل حتى إعجابا ومحبة يشبه نظام البعث الفاشي في الحكم -وفق المادة49- على كل منتم لجماعة الإخوان المسلمين بالإعدام ولو لم يتجاوز انتماؤه إليها توقيع ورقة انتماء يوما من الأيام، أو الحكم بالسجن المؤبد على من سقى إخوانيا ملاحقا شربة ماء في فناء داره الخارجي وإن لم يعرفه ولم يعرف هويته! فالأمر لا يقتصر على استعداء العدو المستعدى أصلا!

إن السبب الرئيس لما فعله هذا الإعلامي "الفذ" هو خطة لتفتيت صف الثوار والمقاتلين الأحرار أول من بدأ به الأفعى الملتوية بريطانيا يوم ذهب كاميرون إلى مخيم الزعتري واكتشف كم يعاني السوريون وقد أخبروه ببعض ما أصابهم -مما لم توصله إليه المخابرات البريطانية من أخبار للمجازر والانتهاكات- فتحرك ضميره وانهالت دموعه غزيرة وقرر تسليح "بعض" كتائب الجيش الحر غير الإرهابية!
واقتنع الأمريكان والفرنسيون ومن بعدهم الإيرانيون والروس بنجاعة الخطة البريطانية وخبثها فأداروا الموجة على الأثير البريطاني وبدأ إعلامهم وسياسييهم يركزون في نقطة واحدة كأهم نقطة لتفتيت الصف السوري المدافع عن البلاد والأهالي، وجاء اليوم هذا الإعلامي "الألمعي" ليضرب على نفس الوتر!

الكل -والمعني: أعداءنا- يهاجم جبهة النصرة ولا يهاجم سواها وكأن ما بينه وبين الكتائب الأخرى سمن وعسل! فماذا بعد؛

يريدون أن يقنعوا بعض المقاتلين على الأرض بأن جبهة النصرة ستسبب لهم إحراجا أمام العالم وستجعلهم يوصمون بالإرهاب فلذلك عليهم أن يخرجوها من صفوفهم أولا بالتخلي عنها -وهذا المطلوب في هذه المرحلة- ومن ثم بمحاربتها –وهذا ما يعدونه في المستقبل-!

-كما في قصة الأسد المجاور للثيران الثلاثة في الغابة يوم أراد أكلها ووجدها مجتمعة قوية فأشار عليها بإخراج الثور الأبيض من بينها لخطره عليه عليها من الصيادين بسبب لونه الفاقع فأخرجوه فأكله، ثم أقنع الأسود منها بإخراج الأحمر لسبب مشابه فأخرجه فأكله الأسد وبعدها اختلى الأسد بالثور الأسود وأكله والثور الأسود يصرخ يومذاك: أكلت يوم أكل الثور الأبيض- فهم وقد عجزوا عن اختراق الكتائب بالإغراء المالي! ثم فشلوا في اختراقها بالإغراء السياسي والمناصب عن طريق المجلس الوطني فالائتلاف الوطني لم يبق لهم إلا هذه الحيلة؛ العمل بطريق الفتنة وبثها: أخرجوا جبهة النصرة من بينكم؛

فإن فعلت الكتائب ذلك -ولن تفعل والله معها- فسيؤدي هذا إلى
1- تقليل أعدادها وإلى
2- نفرة الناس منها -حيث لم يرى الناس من جبهة النصرة سوءا سمعوه عنهم على مدى عقود بل وجدوا فيهم أناسا مجاهدين يدافعون عنهم ويغيثوهم ويتركون الغنائم للكتائب الأخرى وينصرفون حتى كادوا أن يفتنوا بحبهم- وكذلك إلى
3- تعرضهم لسخط الله حين يتخلون لعرض دنيوي رخيص عن إخوان لهم من بلادهم ومن غيرها هبوا لمناصرتهم والدفاع عنهم يوم خذلهم أهل الشرق والغرب والجزاء إنما يكون من جنس العمل

وإن فعلوا فسيهب الكثيرون للاعتراض بل الدفاع عنهم في وجه أولئك وعندها فسيحقق أحفاد سايكس وبيكو ما عجز عنه الأمريكان ومن وراءهم والروس من وراءهم وإيران ومعها بقية الشياطين فسيتمزق الصف وتتشرذم الجموع ويشتغل بعضها ببعض؛ وهذا ما يحلم به أعداؤنا وهذا ما حمل هذا الوزير المتذاكي على ذكر جبهة النصرة باستمرار وتكرار ليدب الفرقة بيننا ولكن (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) فقد سبق شعبنا وجيشنا الحر بوعيه وفهمه السياسيين المتصدرين و"النخبة" المثقفين والمنظرين بل بحمد الله لا تنطلي عليه خطط البريطانيين ولا ألاعيب الأمريكيين ولا بلاهات الفرنسيين ولا حماقات دبب روسيا ولا حقارات عباد الفروج والأموال والنيران من ملالي إيران وما يتبعها

إن جيشنا الحر على يقظة مما يريد هؤلاء فما يزيده موقفهم من جبهة النصرة إلا حبا لها وقربا منها وأما الشعب فرد على حماقة الأمريكان بجعل الجبهة جهة إرهاب بأن قال لهم: لا إرهاب في سورية إلا إرهاب الأسد. بل زاد على ذلك فقال كل سوري في سورية بعضهم بلسانه وبعضهم بلسان حاله ليغيظهم وليرد كيدهم في نحرهم: أنا إذا من جبهة النصرة!

منذر السيد محمود
(98)    هل أعجبتك المقالة (113)

قتيبة قرقور

2012-12-24

فعلا المخطط له من الغرب واليهود كما قلت تماما، وانا بالنسبة لي كمسلم عربي سوري جبهة النصرة بفديها بروحي وحتى لو فعلا وقع الجيش الحر بالكمين فأنا عندي استعداد أقاتل مع جبهة النصرة ضد الجيش الحر.خي قاتل مع الجيش الحر،لكن للأسف فيهم نسبة جيدة هدفها دنيوي ومصلحة خاصة على حساب سوريا فمنهم من يبيع السلاح للجيش الحر نفسه ومنهم من يبيع الأدوية والقمح ووو بينما جبهة النصرة و الكتائب الاسلامية فقط من تجاهد في سبيل الله.


زاهر طلب

2013-01-24

إن كثرة ذكر وشتم الإعلام السوري لجبهة النصرة، لا يدل على أنها العدو الحقيقي للنظام، فقد كانت إسرائيل تتبع هذه المنهجية المخادعة بكثرة شتم النظام السوري وإيران كي يظن الشعب العربي أنهم شرفاء، وهذا أصبح واضحا جدا في إعلام النظام الأسدي، وإن متابعة هذا الإعلام بتصديقه أو بتصديق عسكه إلى تضليل كبير. أما قصة الثور الأبيض فهي لا علاقة لها بالثورة، وهذا الثورة لا علاقة للقاعدة وجبهة النصرة أصلا بها، ولم يكونوا يوما جزءا منها، إنهم دخلاء عليها، وتم تحذيرهم كثيرا من قبل من محاولة التسلق على الثورة، والخلاف معهم لا يفرق الصف، وإلا خلونا نعتبر الثورة ضد النظام الأسدي وإيران تسبب خلافا عربيا وإسلاميا!.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي