وصف الدكتور عزمي بشارة رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الشعب السوري بـ"العظيم" الذي وصل به التظاهر السلمي إلى حد "التصوف" أمام جيش أعد بالأصل لمحاربة إسرائيل.
وأكد بشارة في محاضرته "قضايا التحول الديمقراطي في ضوء الثورات العربية" التي أقيمت على هامش معرض الدوحة الدولي للكتاب المقام في دار المعارض أمس الخميس، أن بعض الكتاب والمثقفين أيدوا الثورة التونسية والمصرية لكنهم أعرضوا عن الثورة السورية وعادوا وانتقدوا ثورة الشعبين التونسي والمصري.
وشدد الدكتور أن مواجهة المتظاهرين السلميين من قبل النظام السوري بالرصاص كانت ممارسات ممنهجة، وليست أخطاء تعالج بلجان تحقيق، إذ قرر النظام منذ اليوم الأول الحسم ثم التفاوض بعد ذلك وفقاً لشروطه، ولم يكن هناك أي نية لتفاوض حقيقي قبل ذلك.
واستبعد بشارة أن يتحول الحكم في سوريا إلى "إسلامي شمولي"، مع تأكيده على وجود أحزاب اسلامية ستكون فاعلة على الأرض.
وأشار بشارة أنه منذ عقود بدأت تظهر للعيان بنى متشابهة في الاستبداد همشت الفوارق، ومن أغربها بلورة عائلات حاكمة ولو في الأنظمة الجمهورية، بموازاة استقواء الأجهزة الأمنية ودخولها في الاقتصاد، وقال إن هناك علاقة وطيدة بين الفساد والاستبداد، مسجلا ظهور بورجوازية غير منتجة نتيجة قربها السياسي وتقاسم الريع مع النخب السياسية والأمنية، وتحول أسر حاكمة إلى أسر"طغم اقتصادية"، من قبيل حزب البعث في سوريا، الذي أفرغ من محتواه وأصبح واجهة فقط لتمرير مصالح السلطة.
وأوضح رئيس المركز العربي أن النظام الديمقراطي هو من يضع آليات تمنع الاستبداد، مشيرا إلى أن السؤال "من يحكم" هو أسوأ شيء ما بعد الثورات، بل السؤال الأهم هو "كيف نحكم".
وحاول الدكتور تفكيك "عقد الاستبداد" وكيفية بناء ديمرقراطية راسخة وأسهب في الحديث عن الثورات العربية، ومستقبلها في ظل المتغيرات الحالية والمستقبلية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية