اقتربت طلة رأس السنة، و ها هم المنجمون الذين كذبوا و إن صدقوا يستعدون بكل ما أوتوا من دجل و تدجيل و كذب ونفاق للاسئثار بالشاشات الفضية و الذهبية سواء على "القنوات المغرضة و المتآمرة و الشريكة في سفك الدم السوري"أو قنوات الممانعة و المقاومة والصمود و التصدي و الذي منه!
الجميع ينتظر التوقعات و التنبؤات بمستقبل ما تبقى من البلاد و العباد في سوريا الحدث الرئيسي ، حيث تتدفق آلاف ليترات الدم تجاه وكالات الأنباء و القنوات التلفزيونية!
و لكن أهم سؤال يتمنى السوريون معرفة جوابه من السادة المنجمين و قارئي الفناجين، و الضاربين في الرمل، ما ذا تريد هيئة التنسيق؟
من أول الحراك حاول شباب سوريا مواجهة أبناء جلدتهم عراة لا يكسو جلودهم سوى نية السلام والسلمية، و تحملوا الرصاص الحي من ذوي الضمائر الميتة لأشهر عدة لن نختلف في تحديدها، صدر عاري...طخ...مات ، صدر عاري... طخ .... مات, صدر عاري ...طخ ...الله يرحمه و يرحم من ينوي دفنه، و إذا استمرت المسبحة على هذا المنوال فسيفرط عقد البلاد و لن يبقى أحد من العباد!
السلمية عصا موسى نفعت مع فرعون مصر فأُنجز التغيير بقليل من الشهداء، و في تونس كذلك الأمر، ولكن كسرى الشام لا تنفع معه هكذا أساليب، و منذ البدايات يردد مع أكاسرة طهران وقياصرة روسيا "العبوا غيرها"، ورغم ذلك تصرّ هيئة التنسيق على ذهنية أهل الكهف بعيداً عن الجانب الإيماني، ذلك أنها علمانية التوجه و هذا حقها، فخطابها ثابت لا يتزحزح كموقف الجملكة السورية،و هي مزيج الجمهورية والمملكة، موقف مبدئي إزاء قضايانا القومية المصيرية، لا يتغير بعوامل حت الدبابات و المدافع و الطائرات، ولا تعرية المخ العسكري الذي يشبه البوط العسكري من حيث إنه لا يكبر و لا يصغر بل يهترئ فقط.
البلد تحترق و الهيئة لا تستطيع سوى إجادة وصف النار التي تأكل آمال الأخضر الإبراهيمي، ويابس النفوس التي تكابر بالعناد بلا عناء ، وتتاجر بدماء بوجوه بلا ماء!
منذ تأسيسها أعلنت لاءاتها الثلاث و ما من عاقل لا يحترم تلك اللاءات مع أنها تتسبب لنا بحكة جلدية ناتجة عن الجرب التاريخي الداء الأكثر شيوعاً ما قبل و بعد قمة الخرطوم العربية.
لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي، على العين و الرأس لاءاتكم يا أهل التنسيق، و لكن أخبرونا أين الطريق، فهل يتحقق ذلك برفض كل خطوة جديدة تحاول اختصار كمية الدماء التي أغرقت ترابنا الوطني بكميات أثقلت التاريخ و الجغرافيا.
يبدو أنها هيئة (اللاءات بلا حدود) لا للمعارضة، لا للنظام، لا نقبل بشيء، لا نشارك أحداً، لا نرحم أحداً و لا ندع الرحمة تنزل على أحد، لا مانع من الممانعة مع الطرفين لخطب ود المعارضة و الزواج من السلطة "يتمنعن و هنّ الراغبات".
وربما إذا حدث أن استلمت هذه الهيئة البلاد فيبدو أن أول شيء ستغيره هو النشيد الوطني لأن نشيدها المفضل:"ع اللا لا و لالا و لالا و الهيئة ما دري شو جرا لا كل ما خطينا خطوة بتوقف و تصرخ لالالالا"
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية