نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله اليوم الثلاثاء إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الاهلية في سوريا.
وتبين مغادرة السفن القلق المتزايد في موسكو وهي حليف قوي للرئيس بشار الأسد من تقدم مقاتلي المعارضة صوب العاصمة السورية دمشق وتشير إلى أن روسيا تمضي قدما وبسرعة في الاستعدادات لإجلاء رعاياها التي أعلنها دبلوماسي الأسبوع الماضي.
وفي مؤشر آخر على أن موسكو تعتقد أنه قد تكون هناك قريبا حاجة لإجلاء رعاياها نقل عن قائد قوات المظليين في روسيا قوله إن وحداته جاهزة للمشاركة.
وقال المصدر البحري لوكالة انترفاكس للأنباء إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج غادرت ميناء في بحر البلطيق أمس الإثنين وقد تبقى في البحر المتوسط لفترة غير محددة.
وأضافت الوكالة عن المصدر قوله "إنها (السفن) تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس... جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية" وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.
ورفضت وزارة الدفاع التعليق لكنها أحالت الصحفيين إلى بيان نشر على موقعها الإلكتروني قال إن ثلاث سفن غادرت في طريقها للمنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارينتس وإنها "ستقوم بمهام لحماية الملاحة المدنية."
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه جزء من مجموعة السفن التي يشير إليها المتحدث البحري أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا.
وظلت موسكو وهي أكبر مورد للسلاح لسوريا حليفا قويا للأسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ 21 شهرا ووفرت له حماية من ثلاثة قرارات متعاقبة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة استهدفت ممارسة الضغوط عليه.
لكن نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الكرملين لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف قال الأسبوع الماضي إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد قد ينتصرون في الحرب الأهلية في سوريا وإن روسيا تبحث استعدادات لإجلاء محتمل لرعاياها.
وقدمت تصريحاته رؤية متشائمة بدرجة غير عادية للصراع من جانب مسؤول روسي مما يثير توقعا بأن موسكو أكثر قلقا على قدرة الأسد على البقاء عما كانت تقر به علانية من قبل.
وقالت وزارة الخارجية الروسية بعد تصريحات بوجدانوف إنها لم تغير سياستها إزاء سوريا وسعى مسؤولون روس إلى نفي الحديث عن وجود خلافات داخلية بشأن السياسة.
ولروسيا قاعدة صيانة بحرية في ميناء طرطوس السوري المطل على البحر المتوسط وهناك حوالي 5300 مواطن روسي في سجلات السلطات القنصلية الروسية في سوريا.
لكن بوجدانوف قال إن غالبية الروس في سوريا غير مسجلين. وكثير منهم روسيات متزوجات من سوريين وأبنائهن.
ونقلت انترفاكس عن الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا قوله وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء "أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون".
وأضافت الوكالة قوله "قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول (أثناء التدخل السوفيتي في أفغانستان)... نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية