منعت السلطات التركية مايزيد عن 50 أسرة سورية في معبر تل أبيض بالرقة من الدخول إلى أراضيها بصفة لاجئيين لليوم الثامن على التوالي بحجة عدم حملهم جواز سفر.
وقال أبو محمد القادم من مدينة حلب لـ"زمان الوصل": " معاناتنا مركبة فقد ذهبنا إلى مدينة إعزاز، ورفض القيّمون على مخيم إعزاز استقبالنا بحجة عدم وجود أمكنة، فعدت أدراجي إلى تل أبيض وبعد مشقة السفر فوجئنا برفض الحكومة التركية استقبالنا".
وأضاف:"يأخذنا الجيش الحر إلى المدارس للمبيت، ونعود إلى المعبر لكن الأتراك يواجهوننا بالمعاملة السيئة لدرجة قد تصل إلى الضرب لإجبارنا على الرجوع".
وفيما أسرّ لنا أحدهم قائلاً :" السلطات التركية تقوم بفتح المعبر عندما تتوتر العلاقة بين العرب والأكراد وفي أيام الهدنة يمتنع الأتراك عن فتح البوابة".

و اعتبر أحد عناصر الجيش الحر بأن "الكل متآمر على هذا الشعب" فالأتراك يقومون باستقبالنا بالأحضان عندما تنوتر علاقتنا بالأكراد، "الكل يبحث عن مصالحه ونحن نموت".
أسئلة طفولية
و تغلب على تلك الأسر كغيرهم من اللاجئين تواجد النساء والأطفال، و مع اشتداد موجة البرد والصقيع يجدون أنفسهم مشردين على المعبر بانتظار السماح لهم بالدخول، الدمعة لا تفارقهم وأصوات المدافع تقض مضاجعهم حيث لا يجدون بداً من مغادرة الأوطان بحثاً عن أمن افتقدوه في بلدهم الذي طالما تغنوا به وهتفوا بحياة قائده، وتعالت أصواتهم في المدارس بالهتاف "بالروح بالدم تفديك يا بشار".
لكن حال أطفال سورية هنا على معبر تل أبيض قد تغير، فالقائد الذي طالما هتفوا بحياته، أصبح وحشاً كاسراً يطاردهم في كل مكان، وتفاصيل حرب تشرين التحريرية التي قصها لهم الآباء ، يجدون ارتداداتها على جدران منازلهم فالقذائف التي توجهت بالأمس الى إسرائيل تتوجه اليوم إلى صدورهم.
حميدة طفلة لم يتجاوز عمرها الـخمس سنوات قاطعت ديباجتنا الأدبية وهمست في أذن مراسل "زمان الوصل" قائلة بعفوية:"عمو مو أنت كبير، يعني بتفهم، ممكن تفهملي ليش نحنا عمنستنى أردوغان حتى يفوتنا، ليش بشار عبيقتل رفقاتي قلي".

تساوؤل "حميدة" لم يجد موفدنا أجوبة عليها، لكن ما وثّقت عدسة الجريدة بأن مدرسة "حميدة" وأقرانها أصبحت "ثكنة لحماة الأوطان" في السابق ومن انشدت لهم "حميدة"و أصدقائها "حماة الديار عليكم سلام" وجدوا في المدارس لوحة لتفريغ ما تفننوا به من رسومات ببنادق حماة الوطن الجدد على جدران المدارس.
و رغم كل ذلك ليس بوسع الأسر القابعة في معبر تل أبيض إلا الانتظارعلّها تجد من يلتفت إليها من الجانب التركي ويدخلها إلى مخيماته التي لاتقل سوءاً في الخدمات عن الأوضاع هنا على المعبر وفقاً لعدد من السوريين النازحين إليها.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية