أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يوميات جندي حموي: قصة ملازم اسمه جميل الحسن

ترد هذه الشهادات إلى "زمان الوصل" من ضابط سابق في الجيش السوري، ننشرها دون التدخل بمحتواها أو تأكيد دقتها..مع تحفظنا على بعض الأوصاف الواردة بها.


في شهر شباط 1980 الساعة الثانية صباحاً ليلة الخميس -لا أذكر التاريخ- جاءنا أمر بالاجتماع باللباس الميداني الكامل فوراً. في ساحة الاجتماع وكنا متمركزين في المطار العسكري بحماه وخلال 15 دقيقة كنا في ساحة الاجتماع وكان عددنا أكثر من 500 عسكري من ملاك الكتيبة 104، وطبعاً هناك الكتيبة 222 و218 التابعين للفوج 45 الذي يرأسه العقيد ديب ضاهر وهو علوي أيضاً تم الطلب إليهم بنفس الشيء وبنفس الوقت. وتحركنا من المطار بسيارات الغاز 66 والتاترا والجيب والزيل وكانت الساعة الثالثة صباح الجمعة وعند وصولنا لمنطقة"بواب طرابلس" كان هناك مقبرة على يسارنا خرجت منه قذيفة آر بي جي واحدة باتجاهنا وأصابت مباشرة سيارة غاز 66 فقتل عسكري اسمه محمد دباس تولد 57، وللأمانة كان المرحوم مشهوراً برفعة أخلاقه وطيبة قلبه وكنت معه في خيمته قبل الاجتماع بثلاث ساعات،وجُرح ستة أشخاص بجروح خطيرة, وبعد القذيفة تم إطلاق نار كثيف باتجاهنا، وكل هذا استغرق دقيقتين أوأقل، وعندها توقفنا وانتشرنا بسرعة وبدأنا بإطلاق نار كثيف على المقبرة وبعد 15 دقيقة دخلنا المقبرة فرأينا حماراً نافقاً وبعض مخازن بارودة روسية.

خلف المقبرة تماماً دخلنا كلية البيطرة و بعد أخذ أوامر الضباط بتفتيش واعتقال جميع سكان المنطقة المتراوحة أعمارهم بين 15و 70 سنة، للتذكير فقط هذه كانت أولى مجازر حماه وبدايتها، و انتظرنا للساعة الخامسة صباحاً حتى وضوح الرؤية وبدأنا بتكسير الأبواب بعد طرقها بشكل مخيف، وعند فتح الباب كنا ندخل حوالي عشرين جندياً للمنزل بسرعة البرق ونتوزع في أنحاء المنزل كله وغرفه وسطحه ونقبض على كل الذكور الموجودين من الأعمار المذكورة سابقاً. 

كانت الناس من كل الأعمار نائمين، ودخلنا غرف النساء وهم مع أزوجهم بأوضاع مختلفة وكان الجنود يصفعون النساء والرجال معاً ويضربونهم ضرباً مبرحاً وترى الأطفال يصرخون ويبكون من شدة الخوف والغضب على وجوه وتصرفات الجنود والضباط.

و أذكر هنا الملازم جميل الحسن، رئيس إدارة المخابرات الجوية الحالي، كان من أحقر الضباط، يبحث ويتفحص النساء والبنات الجميلات ويطلب من الجنود اعتقال هذه البنت أو تلك المرأة أمام زوجها وأخذها للسيارة. 

و بالعودة إلى الشباب المعتقلين والذي وقفوا على الحائط في الشارع رافعين أيديهم ووجوههم على الحائط، و ظننا أنهم قيد التحقيق للسؤال عن أي شخص رأوه خرج أو دخل المقبرة أو عن أي حركة غريبة. ولكن تبيّن أننا على خطأ فأعطى الضباط الأمر بإعدامهم جميعاً في نفس الشارع. وكنا ندخل المدينة شارعاً شارعاً، لنُخرج الشباب والشيبان من المنازل ويتم إعدامهم في نفس الشارع بعد تجميعهم نهاية كل شارع نقتحمه. وكنا نخرج من البيوت 11 شخصاً أحياناً وأحياناً 9 أشخاص و7 أشخاص الأولاد مع والدهم. وكان بعض الأحيان الجنود والضباط يعدمون 300 شخص بشارع واحد حسب تعداد الشباب في هذا الشارع أو ذاك. حتى وصلنا لحي بستان السعادة. 

من ذاكرة: عبدالغني صباهي - زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (184)

سـوري عــادي جــدا

2012-12-18

صف الرجال على الحائط و قتلهم معروف و يشهد عليه الاف السوريين في حماة و حلب عام 82 , و تكرر خلال هذه الثورة و لا داعي لأن تتحفظ "زمان الوصل" على صدق الكاتب . و جميل الحسن ليس حالة شاذة ، كل العلويين حتى المدنيين منهم ايديهم ملوثة بدماءنا ، و السؤال الهام ما هي التعاليم التي يقوم عليها دين العلويين و يبيح لا بل يشجعهم على قتل الناس و كأنهم فئران ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي