استحوذ الحديث عن جبهة النصرة على المنصات الإعلامية، خصوصاً بعد إدراج الإدارة الأمريكية للنصرة على قائمة الإرهاب.
يأتي هذا وسط تساؤل لم تجرِ الإجابة عليه حتى الآن، أو على الأقل لم يتم التأكد منه.. وهو هل جبهة النصرة قاعدة..؟
تقول مصادر "زمان الوصل" المقربة من النصرة، إنه حتى تكون النصرة من القاعدة يجب أن يبايع أميرها - وهو حسب المعلومات الأولية أبو محمد الجولاني- زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري، وأن يتم الإعلان عن هذه البيعة.
ويضيف أن هذا الأمر (المبايعة لم تتم)، ما يعني في قوانين القاعدة أن النصرة ليست بالضرورة قاعدة، وإن كان سلوكها يوحي بذلك. إلا أن مصادر "زمان الوصل"، استدركت احتمال أن تكون المبايعة سرية بين أمير الجبهة في سوريا والظواهري، وهو أمر متفق عليه، حتى لا تفقد النصرة حاضنتها كما حدث في العراق، معللاً ذلك بالاستفادة من تجارب الماضي.
وسألت "زمان الوصل" المصادر المقربة حول مستوى ومصدر تسليح "النصرة"، وأكدت أن التسليح عادة يأتي من غنائم المواجهة مع جيش الأسد، أو من خلال بعض التبرعات وما يسميه البعض" الجمعيات". وإن صحت هذه الرواية فإن هذا يتناقض مع منهج القاعدة في التسليح الذي اتسم بشراء السلاح بأموالها الوفيرة والمعروفة، ما يشككك في رواية انتماء "النصرة" إلى "القاعدة".
أما الشك الثالث في انتماء النصرة إلى القاعدة، هو العامل الإيديولوجي، إذ كشفت المصادر أن ثمة فروقات في توجه شخصيات بارزة في الجبهة، ففي الوقت الذي سعت فيه القاعدة في العراق إلى إقامة الإمارة الإسلامية، ورفضت كل المساومات.. إما الخلافة أو الجهاد، إلا أن البعض في "النصرة" يرى بإمكانية الحوار السياسي، على الأقل من أجل أن تكون "النصرة" حاضرة في أي مرحلة سياسية مقبلة في مرحلة ما بعد الأسد، وهذا ما يقود إلى استنتاج آخر، أن من يفكر في عملية سياسية وكيان لمرحلة ما بعد الأسد، هو سوري الهوية والانتماء، فالجهاديون من الخارج غير معنيين بأي عملية سياسية.
وتؤكد المصادر أن حالة التنظيم الإيديولوجي ليست كما هي الحال في القاعدة"، إذ إن البعض القليل يربط حمل السلاح بزوال نظام بشار الأسد."
وحتى كتابة هذا التقرير لم يتمكن أي مراقب من تأكيد تبعية النصرة لتنظيم القاعدة... وما يبعث الطمأنينة لدى السوريين، أن الكل يُجمع على مدى انضباط عناصر "النصرة"، والشروط الدينية والأخلاقية للانضمام إلى صفوفها، ولعل الأيام القليلة المقبلة ستكشف ما إذا كانت النصرة قاعدة أم فكراً جهادياً جديداً قابلاً للحياة في أوساط مدنية.
|
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية