أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في انطلاقة "مؤتمر الأبحاث"...عزمي بشارة يسعى لإنشاء شبكة للمراكز العربيّة

انطلقت في الدوحة (السبت 15 كانون الأول / ديسمبر 2012) أعمال "المؤتمر السنوي الأوّل لمراكز الأبحاث السياسيّة والإستراتيجيّة في الوطن العربيّ" تحت عنوان "التحوّلات الجيوستراتيجية في سياق الثورات العربيّة" الذي ينظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، بحضور ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبمشاركة أكثر من 160 باحثًا بينهم مديرو نحو 70 مركز أبحاث عربيّ، وتستمرّ أعمال المؤتمر لمدّة ثلاثة أيّام (15-16-17/12/2012). 

وأوضح الدكتور محمد المصري الباحث في المركز العربي في جلسة تقديميّة للمؤتمر أنّ الهدف من عقده هو جمع مراكز الأبحاث العربيّة لتمكينها من التواصل والتنسيق فيما بينها وتتعاون في النهوض بالمهامّ الجسيمة التي أصبحت على عاتقها في سياق الثورات العربيّة. وأكّد الدكتور عزمي بشارة المدير العامّ للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في كلمة استهلاليّة على ضرورة أن يخرج المؤتمر بمشروع إنشاء شبكة لمراكز الأبحاث العربيّة، وأن تخلص أعماله إلى تقديم مرجع أوّل عن القضيّة الرئيسة التي يناقشها وهي تأثير الثورات العربيّة في التحوّلات الجيوستراتيجية.

عزمي بشارة وخلق التواصل بين مراكز الأبحاث
وقال عزمي بشارة إنّ المنطقة العربيّة تمرّ بمرحلة مهمّة جدًّا، لأنّنا نشهد ظهور الرأي العامّ العربيّ ككيان يتشكّل أمامنا، وينبغي لمراكز الأبحاث أن توجّه أبحاثها لفهمه، وعلى الحكومات أن تأخذ بعين الاعتبار دور مراكز الأبحاث لفهم الرأي العامّ.

وأوضح أنّ المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات بادر إلى الدعوة لهذا المؤتمر لخلق تواصل بين مراكز الأبحاث. وقال: "لا نرى أن يكون هذا التواصل أيديولوجيًّا أو في إطار خطّ سياسيّ ما، حتّى فيما تعلّق بالقضايا العامّة، ولكنّنا ننطلق في السعي إلى إيجاد هذا التّواصل من الافتراض أنّ هناك ما يجمع المجتمعات العربيّة، وأعتقد أنّه الثقافة واللغة أوّلًا، والأمن العربي الموحّد، وقد تقولون التاريخ والمصير أيضًا".

وأضاف بشارة أنّ النجاح في إيجاد هذا التنسيق والتواصل يأتي من خلال سيرورة وليس من خلال نجاح هذا المؤتمر الذي يضع اللّبنة الأولى في هذا المسار، وقد لا يصحّ تقييم هذا النجاح قبل مرور جيلٍ كامل.

وعند حديثه عن أجندة المؤتمر، قال الدكتور عزمي بشارة: "إنّ من ينظر إلى مرحلة التحوّل التي يعيشها الوطن العربي حاليًّا في سياق الثورات العربية والتحوّل الديمقراطي من خلال منظور الأحزاب والتيّارات السياسيّة لا يدرك حقيقة ما يجري، فنحن اليوم أمام شيءٍ عابر للحدود وللخطوط السياسيّة، ويتعلّق أوّلًا بوجود مصالح عربيّة مشتركة، واستيعاب هذا يمرّ عبر مراكز الأبحاث. وبناءً على هذه الحقيقة ارتأينا أن يكون القسم الأوّل من هذا المؤتمر لمناقشة داخليّة لواقع مراكز الأبحاث في الوطن العربي، فيما يخصّص القسم الثاني لدراسة قضيّة رئيسة هي التأثيرات الجيوستراتيجية للثورات العربيّة".

موعد سنوي
وأوضح المدير العامّ للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أنّ المركز دعا إلى هذا المؤتمر جميع مراكز الأبحاث في الوطن العربيّ، وقد حضره فعلًا أزيد من 70 مدير مركز أو من ينوب عنهم، كما وجّهت الدعوة لشخصيّات عامّة وبعضهم اعتذر مثل الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة الذي شغلته التزامات عن الحضور وينوب عنه السفير محمد صبيح. وأوضح أنّ التسمية التي أُطلقت على المؤتمر هي "المؤتمر السنوي" رغبةً في أن يصبح موعدًا سنويًّا تلتئم فيه مراكز الأبحاث العربيّة. وتابع قائلًا: "نأمل أن يتمخّض عن هذا المؤتمر شبكة لا مشكلة لدينا في أن نستضيفها أو يستضيفها مركز أبحاث آخر، كما لا يهمّ أن يكون المؤتمر المقبل في قطر أو في أيّ دولة عربيّة أخرى ترغب في استضافته. ونرجو أن تتشكّل في نهاية أعمال القسم الأوّل من المؤتمر لجنة لدراسة آليّات إنشاء شبكة المراكز ونرى أن تكون لشبكة مراكز الأبحاث علاقة بجامعة الدول العربيّة".

وأكّد بشارة أنّ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مركز أبحاث أكاديمي مستقلّ ويحضر لإنشاء جامعة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة تساهم في تكوين الباحثين والخبراء القادرين على تقديم بحوث مهمّة يستفاد منها في رسم السياسات العامّة.

وبخصوص القسم الثاني من المؤتمر الذي يناقش "الأبعاد الإستراتيجية للثورات العربيّة"، أوضح الدكتور عزمي بشارة أنّ النقاشات ستنصبّ على الأبعاد الخارجيّة وليس الداخليّة. وأردف قائلًا: "اخترنا هذا الموضوع استمرارًا لنهجٍ بدأناه منذ تأسيس المركز، إذ عقدنا نحو 10 مؤتمرات كان عنوان أغلبها يتناول علاقة العرب بكياناتٍ أخرى، لأنّنا نفترض وجود كيان اسمه "العرب" له تفاعلات مع كيانات أخرى، فقد عقدنا مؤتمر "العرب وإيران" و"العرب وتركيا"، وننوي العام المقبل عقد مؤتمر "العرب والصّين" وقد باشرنا التنسيق مع الطرف الصينيّ وهم جدّ متحمّسين".

وبالعودة إلى موضوع "الثورات والتحوّلات الجيوستراتيجية"، قال بشارة: "إنّ الواضح أنّ الثورات العربية أثّرت في الجيوستراتيجيا ولكن الجيوستراتيجيا أثّرت أيضًا في نمط الثورات ومسارها من بلدٍ عربيّ إلى آخر. ومن الخطأ قراءة ما يحدث في الوطن العربي كتغيّرات اجتماعيّة وسياسيّة داخليّة فحسب، إذ له علاقة تفاعليّة مع البعد الخارجيّ والإستراتيجي".

وأشار بشارة في ختام كلمته إلى أنّ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات سينشر أوراق القسم الثاني من المؤتمر الخاصّ بالثورات العربيّة والتحوّلات الإستراتيجية، والنقاشات التي أثراها الباحثون ومديرو مراكز الأبحاث في كتابٍ لاحقًا، يُؤمل أن تكون مرجعًا أوّل عن التأثيرات الإستراتيجية للثورات العربيّة.

المؤتمر السّنوي لمراكز الدّراسات في العالم العربيّ يبدأ اليوم
2012-12-14
تبدأ اليوم السبت فعاليات المؤتمر السّنوي لمراكز الدّراسات السياسيّة والإستراتيجية في العالم العربيّ حتى 17 كانون الأوّل/ ديسمبر 2012. في العاصمة القطرية الدوحة. ويجمع المؤتمر نخبة من مديري مراكز الأبحاث،...     التفاصيل ..
 

موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي