أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمة غير عصرية...د. اميل زلمة

طالما أننا عجزنا عن تطوير حياتنا باتجاه ازدهارها فكنت أتمنى لو على الأقل طورنا أزماتنا . ... فمن المخجل أن نكون في القرن الحادي و العشرين و لا نزال نتأزم بالمازوت .. نريد ازمات على المستوى التكنولوجي الذي وصل اليه العالم بأسره ,مثلاً , فيروسات تصيب اجهزة كمبيوتر الحكومة لعدم وجود برامج مضادة للفيروسات , فشل كبير في عمليات زراعة الكبد أو الرئتين او القلب,,, تسرب اشعاعات نووية بسبب اهمال المسؤولين في المفاعل النووي....... الخ من هذه المشاكل , فلترفع حكومتنا من مستوى مشاكلنا رجاءً.

أما إن كانت الأزمة مفتعلة للعمل بنظرية الهاء الشعوب بأمور حياتها اليومية , فهذه طريقة لا تليق بهذا الزمان , فالأيام الحالية يزعجها و يكدرها حجب مواقع الكترونية , مراقبة ايميلات , موبايلات خارج التغطية , .... كما أن الشعوب المعاصرة في منطقتنا ملتهية بما يكفيها بحيث لن تعمل التدفئة على تصفية ذهن أحد , باب الحارة, رنات موبايلات , ستار أكاديمي , فيديو كليبات, حجاب حنان الترك, أقساط لا تنتهي...

كما أن الأزمات الحديثة من السهل على المسؤولين تبرير وجودها للمواطنين من خلال استعمال كلمات تكنولوجية لا يفهمها الّا أصحاب الاختصاص بأحسن الأحوال, أما وجود أزمة كأزمة المازوت في عصرنا هذا و حديث المسؤولين عن مبرراتها و أساليب حلها , لا و لم يُقنع أحداً مما أدى الى الوقوع بحرج لا داعي له.

و ما هو غير مُلفت للنظر أن يُصبح عاملو الكازيات و بائعو المازوت - مع احترامنا سابقاً و عدم احترامنا حالياً - اصبحوا من أصحاب المناصب المهمة التي على المواطنين استجداء عطفهم و التزلف لهم , و السعي لنيل رضاهم و تجنب ابتزازهم , و الذين احتراماً لعصرنا هذا نطالبهم بارتداء ربطات عنق تماشياً مع الفساد المودرن.

أما ما هو مُلفت للنظر , أن تتزامن أزمة المازوت هذه مع انتشار مدافئ تعمل بالريموت كونترول ( يعني صوبيا بالريموت كونترول ) , ربما تكون هذه الحركة كتعويض أو متنفس مقصود أو غير مقصود للمواطن , بحيث يذهب البني آدم لا حول له و لا قوة منصاعاً أمام حامل الخرطوم النفطي ليملأ بضعة ليترات مازوت بعد عدة ساعات من الانتظار البارد , و ما أن تشتعل النار في مدفأته بكبسة زر على الريموت حتى يشعر بنفسه سيداً أرستقراطياً لا يسمح له نسبه بأن يشعل النار بالطريقة التقليدية و يُجبر نفسه على شم رائحة غير عطرة و يُضيع دقائق مهمة في غسيل يديه. ..... فشكراً لهم.
و شكراً لكم

و دمتم جميعاً.

(112)    هل أعجبتك المقالة (110)

homam

2008-02-08

اريد أن أشكر الدكتور اميل على مقالته هذه وعلى جرأته وطريقته الجميلة في محاكمة الامور .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي