ضجة كبيرة أمام ديوان المعتصم الجديد .
يستوضح المعتصم عن السبب .
كبير الحرس : إنه يا مولاي رجل ملهوف يقول أنه قطع آلاف الأميال لمقابلتك، وأن لديه أمرا خطيرا.
ـ المعتصم: فتشوه و أدخلوه.
ـ الرجل و قد بدا عليه الروع والهلع: لقد حدث أمر خطير يا حامي الحرمات، لقد هجم المعتدون الهمج علينا في حمص ، لقد ذبحوا الرضع يا مولاي، و لم يكتفوا بذلك، لقد كنت أراقب المشهد، عندما اختطفوا النساء من (بابا عمرو) و كانت إحداهن تصرخ مستغيثة:النجدة يا عرب يا مسلمون يا بشر وقد كانت آخر صرخاتها وهم يشدون شعرها :أين المعتصم الجديدأين العرب أين المسلمون ،يا أهل النخوة .ثم غاب صوتها.
-المعتصم: و ماذا قال لها المعتدون؟
-الرجل: أستحي من الألفاظ التي قالوها يا مولاي.
-المعتصم: قل، و عليك الأمان.
-الرجل: لقد شتموك بكلمات بذيئة ثم نعتوك بالأعرابي المتخلف، و قالوا ساخرين: غدا سيأتي معتصمك على رأس جيش و ينقذك من الاغتصاب.
-المعتصم وهو يركز تاجه وعقاله: أهكذا إذن، و التفت إلى مساعده قائلا: ادع لمؤتمر صحفي فورا .
بدأ المؤتمر و كانت الآذان صاغية و الأقلام متربصة لما سيقرره المعتصم الجديد :
تحدث المعتصم حامي الحرمات بأن هناك قتل للأبرياء و انتهاك للأعراض، و باعتباره حامي الحرمات و الغيور المدافع عن المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، فقد قرر ما يلي:
1- نعتبر أن هذه الأعمال غير إنسانية ضد أخوانتا العزل، و نحن ممتعضون مما يحدث .
2- ندعو الجميع لاستنكار هذه الأفعال الشنيعة والامتعاض معنا.
3- بسبب الحالة مأساوية فقد وردنا أيضا أن هناك أطفالا قد ماتوا من شدة البرد في المخيمات ، فقد قررنا أعلان النفير بين الشباب وأن من يريد من رعايانا الغيورين حهادا أو نصرة لأخواته المسلمات فنسمح له بالجهاد الجنسي وذلك بأن يتزوج من المهاجرات مقابل إيوائهن ،فنحن أهل الكرم والمروءة ،ولا ينقصنا والحمد لله مالا ، وتاريخنا يشهد أننا عند إعصار كاترينا في أمريكا المنكوبة تبرعنا لهم بمئات الملايين ولم يسبقنا بالجود إلا الكويت التي تبرعت بنصف مليارر دولارر . ألا تذكرون أيضا أننا جهزنا جيوش العالم على حسابنا لإزاحة صدام العراق فنحن أهل لذلك عند الشدائد والسلام.
ينفض المؤتمر فيما كان هناك صوت من بعيد ينشد :
. دع المكارم لا ترحل لبغيتها
أما فتيات المخيمات فكن يرددن قول أبي ريشة:
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية