حين يتراقص المبغضون على حبال السّياسة ، وحين يجعلون الدّم السّوري سلعة مزجاة في سوق النّخاسة ، وحين يمدّ زاعمو الصّداقة حبل النّجاة لمن يُجري دماءنا أنهارًا ،ودموعنا بحارًا ، وحين يجعل المبغضون والحاقدون أنقاض بيوتنا قبورُا لآبائنا وأمّهاتنا ، ويجعلون المغاور والكهوف مدارس لأبنائنا ، وحين يغدو عرضنا مباحًا لمن زوّدناهم بسلاح يوجهونه نحو أرضنا وعرضنا في الجولان ، فوجّهوه لصدورنا . حين نغدو نهبًا لكلّ هذا الكمّ المرعب من الويلات ، وحين يهيم الملايين منّا على وجوههم طلبًا للنّجاة من قصف طائرات سدّدنا أثمانها من حرمان أطفالنا رغد العيش .حينئذ! لا يطلبنّ أحدٌ منّاأن نكون على قدر من الدبلوماسيّة مع من عيّشنا في هذه التّلال من البلايا والويلات ! إنّكم تكذبون يا أيّها النّاس ، ولستم بناس ، إنّكم تذرفون دموع الصيّاد الباردة من لسع العاصفة على الطّائر الّذي يتلوى بين يديه. نعم أيّها النّاس ، أيّتها المخلوقات البشريّة من عرب وعجم ، من مسلمين ونصارى ويهود ومجوس ، نعم لا نستثني أحدًا من الوحوش الهائجة في غابة القرن الحادي والعشرين ، كلّكم مشاركون في سيل الدّم الّذي يجري على الأرض السّورية ، كلّكم والغون في الدّم السّوري الّذي لا يزال يجري في عروقنا وينتظر القصف والصّعق والسمّ الزّعاف . أما ارتويتم بعد من دمائنا ، أمّا تلوثت شاشات تلفزيوناتكم بدمائنا ، أمّا قرأتم ما خطّه أرواح شهدائنا وهي ترتفع إلى علييّن . وما أدراكم ماعليّون! وأنتم الجاحدون الحاقدون المبغضون . ماذا تريدون بعدُ يا أيّها الصّامدون في خنادق الجبن واللّعنة ، ماذا تريدون أيّها المتوارون خلف بقايا إنسانيّة مزرية قاتلةجائرة . قلتّم توحّدوا ، وقد ولنا موحّدين موحِدين ، قلتم اتّفقوا ، وقد ولدت ثورتنا في أحضان الوفاق ، قلتُم انبذوا الطا ئفيّة ، قلنا لكم ما عرفناها لننكرها ، وآخر طلباتكم نبذ فئة قليلة من أبناء جلدتنا ، عاشوا آلامنا وآمالنا فهبوا لنصرتنا ، فوالله لو عرضت علينا شياطين الجنّ والإنس العون لقبلناه ، بعد أن تخلّى عنا كلّ من يدبّ على هذه الأرض . وأخيرًا وليس آخرًا : بالله عليك يابشار ، وما إخالك تعرف إلهًا إلا هواك ، وقد ولغت في دمنا ، أرسل علينا سلاحك الكيماوي ولو نكاية بكلّ مبغضينا في هذا العالم القاتل حتى نرى ما سيفعلونه بك ، وما أظنّهم فاعلين شيئًا سوى الاستنكار، أما نحن فسيحمينا الله ، فهو معنا من اليوم الأوّل ، يوم أن انطلقت حناجر أبنائنا تُسمع الملائكة من فوق سبع سماوات : مالنا غيرك ياالله . اعملها يابشار ، ولن تُبشّر بخير بعد اليوم ، فقد اقتربت السّاعة وانشقّ القمر .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية