لا يمل أصحاب الكار و المهتمون المقارنات بين أنواع الإعلام من صحافة مكتوبة ومسموعة ومتلفزة، إضافة إلى صحافة النت التي اقتحمت هذا المجال بدون"إحم ولا دستور" لتتكرس نظرية إعلامنا السوري كدابة كانت قصيرة وأصبحت أقصر يمتطيها ما هب و دب من روّاد الشبكة العنكبوتية.
و تستأثر الجرائد الورقية بحصة الأسد من المقارنات التي يبشر الكثير منها بانقراض تلك الصحافة العريقة أمام التلفزيون و الإعلام الالكتروني، و ليضع القراء بحسبانهم أن فنجان القهوة الصباحي في طريقه إلى بلاعيمهم بلا وجع رأس مانشيتات الصباح و الصراع مع نظارات قصر النظر و بعد النظر وما إلى ذلك.
و أكثر ما يعزز نظرية الانقراض تلك الصحافة في الأنظمة المشبعة بالاستبداد ذات الرأي و الرأي نفسه و استبعاد الرأي الآخر تحت طائلة الغرق بحبر الطغيان، أو الحرق بكومة جرائد ورقية من بيادر المرتجعات، وهي أكثر علامة فارقة و النتيجة المكفولة الوحيدة في مشاريعنا الإعلامية الورقية!
ضمن الموضوع نفسه دائما ما يطرح رئيس تحرير جريدتنا الالكترونية الموقرة "زمان الوصل" فكرة تحويلها إلى جريدة ورقية، يا أخي "يطعمنا الحج و الناس راجعة"، الحمدلله أصحاب مطاعم الفلافل لم ينقطعوا من جرائد لا تصلح إلا لهذه الغاية، خلينا الكترونيين الله يخليك " وبلاها هالجريدة مع قهوة الصباح".
طبعاً هذا الكلام من خارج محيط القلب لأني قادم من بلاد لا تخلو جرائدها من منفعة، حيث يمكن استخدامها حرقاً كوقود للتدفئة مع انقطاع المازوت شتاءً، و للتهوية كمحاولة للحد من قيظ الصيف، إضافة إلى استخدامات أخرى نأتي على ذكرها لاحقاً.
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية