أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

البطانية..حلم نازحي الحدائق في دمشق

حديقة السبكي بدمشق - عدسة شاب دمشقي

تزداد قيمة المقومات الأساسية للحياة في العاصمة، التي كانت بضائعها تمتاز بالوفرة والتنوع، فالبطانية باتت اليوم حلم من استحال منزله خيمة في حديقة عامة وسط دمشق، كما صار تأمين البطانيات همّاً يتحمل العاملون في حقل الإغاثة مشقة تحقيقه وتوصيله.

حلب شريان الحياة المقطوع

قد يحتمل أطفال الريف الدمشقي النازحين في الحدائق، الجوع والتشرد، إلا أن برد الشام ومطرها يحلان هذا العام، كضيفين ثقيلين يصعب على الأطفال التعايش معهما، خاصة بعد أن فشل النايلون الذي لف به النازحون خيمهم، بمنع تسلل البرد إلى داخل الخيمة..وكأن البرد تآمر مع الموت والتشرد على مساحة الحياة الصغيرة التي بقيت للنازحين والمتمثلة بالخيمة، ولذلك تحولت البطانيات إلى الخيط الرفيع الذي يربطهم بتلك الحياة.

تشكو الناشطة ميساء والعاملة في حقل الإغاثة، من ارتفاع أسعار البطانيات، حيث وصل سعر البطانية التي تزن 3كغ إلى 700 ليرة في بداية الشتاء، بعد أن كان سعرها سابقاً 500 ليرة، أما سعر البطانية اليوم، فقد ارتفع حسب الناشطة إلى 1500 ليرة!! أي ثلاثة أضعاف ثمنها الأساسي.

والسبب في ذلك وفق تجار سوق الصوف، انقطاع البضاعة القادمة من حلب، فالسوق والإنتاج تعثرا هناك، ناهيك عن خطورة الطريق.

وتضيف الناشطة: لم يثنِ ارتفاع أسعار الأغطية، سكان دمشق عن تخصيص جزء كبير من مواردهم المالية، لشراء البطانيات للنازحين، وتتابع: ينظم الناشطون في كل منطقة، حملة "لجمع الحرامات" حسب التعبير الدمشقي، ويتم توزيعها على الأهالي المشردين.

وتبيّن الناشطة أنه في البداية كانت الحملات تقتصر على البطانيات الجديدة، إلا أن ارتفاع سعرها جعل الأهالي يتبرعون بالبطانيات المستعملة الزائدة عن حاجتهم.

رجال الأسد يشحذون الأغطية

تحكي الناشطة سلام، أنها عندما كانت توزع البطانيات في إحدى الحدائق العامة، على خيم النازحين، جاء إليها عسكري من الحاجز القريب من الحديقة، وسألها إن كان لديها بطانية زائدة.

تقول الناشطة: "اعتقدت في البداية أنه سيعتقلني، إلا أنني أشفقت عليه، لأنه أخبرني بأن السلطات لم توزع عليهم بطانيات تكفي لدرء البرد القارص".

وتؤكد الناشطة، أنه غالباً ما ينام عناصر الأمن في الحدائق القريبة من حاجزهم.

لمى شماس - دمشق - زمان الوصل
(149)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي