إذا كنت سورياً وأردت الحصول على جواز سفر فالمزاد يبدأ من 10 آلاف ل.س ويمكن أن يصل إلى 25 ألفاً، وإلا فإن هذه المهمة باتت شبه مستحيلة.
الطابور أمام فرع الهجرة والجوازات بات يضاهي إلى حد كبير الطوابير المنتشرة في دمشق وأريافها أمام الأفران أو شركة المحروقات للحصول على جرة الغاز أو ليتر مازوت، ولعل الأمر لايقتصر على الازدحام فقط، إنما تشير المعلومات إلى أن موظفي الهجرة والجوازات والذين هم من الضباط وصف الضباط في سلك الشرطة قد شكلوا (مافيا) لاستغلال حاجة الناس، وفرض أتاوات على كل من تضطره ظروفه للسفر، وبالتالي الحصول على جوازه خلال أيام.
طوابير السنونو
رامز هو أحد الشبان الراغبين بالسفر إلى إحدى دول الخليج فاضطرته الظروف إلى تجديد جواز سفره، عبّر عن ذهوله بمشهد الناس المحتشدة أمام الهجرة والجوازات والواقعة في منطقة البرامكة، ووصف المشهد قائلاً:" الناس يقفون خارج المبنى في طابورين ليس لهما نهاية أحدهما للنساء والآخر للرجال وهدفهم الوصول إلى كشك يضم موظفين اثنين فقط لتخديم هذا الكم الكبير من الناس".
ولفت رامز إلى أن الناس يبدؤون بالتجمع من الصباح الباكر غير عابئين بالظروف الجوية السيئة في سبيل الحصول على استمارة يضع عليها المواطن معلوماته الشخصية، وتحدد له الاستمارة دوراً للعودة إلى الهجرة والجوازات بعد شهر أو شهر ونصف حسب حظه، ليبدأ بعد ذلك معاملته، ويدخل معركة من نوع آخر ولكن هذه المرة داخل مبنى الفرع.
حسب رامز فإن تجديد جواز السفر أو إصدار جديد يحتاج اليوم إلى شهرين كأقل تقدير، وهو ما أكدته أم عمار، والتي كانت إحدى المحظوظات بعدما استطاعت أخيراً الظفر بالاستمارة، فأشارت إلى أنها استمرت في التردد على مبنى الهجرة والجوازات طوال الشهر من الساعة السادسة صباحاً لتقف في طابور طويل حتى حالفها الحظ في أحد الأيام، ووصل دورها قبل أن ينتهي دوام الموظف الساعة الثانية والنصف ظهراً، إلا أن هذه الاستمارة لم تكن سوى خطوة أولى في طريق الحصول على جواز سفر على اعتبار أن الاستبيان حدد لها العودة بعد شهر، مبيّنة أن إصدار جوازها سيستغرق شهراً ونصف أو أكثر.
سعرالجملة والمفرّق
"ذل المواطن هو هدفهم.. ويتساءلون لماذا ثار الشعب السوري؟!" بهذه الكلمات عبّر مجد عن امتعاضه من تقصّد ضباط الفرع عرقلة معاملات الناس، لافتاً إلى أن الازدحام داخل المبنى أكبر من خارجه وبالتالي لو أرادوا تنظيم الموضوع لزادوا من أعداد الموظفين لتلبية حاجات الناس.
ولكن وككل الدوائر الحكومية في سورية هناك طريقة سحرية دائماً تمكّن المواطن من تسيير أموره بأقل وقت، ولكن الفوضى والفلتان الأمني فرض اليوم أرقاماً كبيرة عن تلك التي اعتاد عليها المواطن السوري، فالموظف الذي كان يقبل بـ 200 ل.س لا يشبع طمعه اليوم 2000 ل.س.
و المافيا التي تشكلت داخل فرع الهجرة والجوازات تفرض اليوم أرقاماً فلكية، فتسعيرة جواز السفر حسب أحد الناشطين تبدأ من 12ألف ل.س، وتصل إلى 25 ألفاً في حين أن بعضهم يطلب 18000ألفاً،
وأشار الناشط إلى أن العملية تتم عبر سماسرة من داخل فرع الهجرة والجوازات يتفقون مع من تضطره ظروفه لإخراج جوازه بسرعة، ويقبضون المال ليتقاسموا الغنائم مع زملائهم من الموظفين.
وتابع الناشط أن التسعيرة بدأت سابقاً من 10000 ولكن ظروف بعض الناس زادت من طمع السماسرة ليرفعوا التسعيرة إلى 25000ل.س، لافتاً إلى أن الموظفين في الفرع وهم من الضباط، يجمعون اليوم مبالغ طائلة من هذه التجارة الرخيصة حسب وصف الناشط.
وروى الناشط أن مواطناً استطاع الوصول إلى أحد الضباط في فرع الهجرة والجوزات لكي (يبازره) على تسعيرة منطقية لإخراج 5 جوازات سفر له ولعائلته، فطلب منه الضابط مبلغ 40.000 ل.س، ونهى الجلسة بالقول إن هذا السعر قليل جداً ولا يحلم به أحد اليوم فسعر الجملة ليس كالمفرّق؟!

2012-11-08
أفاد مراسل "زمان الوصل" في حلب أن القيادة العسكرية للمحافظة - التابعة للنظام - وجهت بإحالة استمارات طلب جواز السفر أو تجديده إلى فرع الأمن العسكري. و تأتي هذه الخطوة لتزيد من معاناة المواطنين في الحصول على جواز السفر،... التفاصيل ..
نيرمين الخوري - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية