أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كل أربعاء... نظرية بن حافظ

أنا متمسح إذاً أنا موجود، هذه نظرية لا نبذل جهداً لاكتشافها عندما نأكل ونشرب ونمارس ....حياتنا الطبيعية وكلنا آذان صاغية وعيون صاغرة على شاشة تكاد تنزّ لكثرة الدماء والدمار في كل مدينة وحي وزنقة ودار حسب التعبير الشهير للقذافي.
وجدتها، ولكن لن أقلّد أرخميدس وأركض في العراء عارياً، معلناً اكتشافي المكتشف منذ نظرية "كي الوعي"لأحد مؤسسي الكيان العنصري الإسرائيلي "بن غوريون"، وتتلخص النظرية العنصرية بتعويد العرب والفلسطينيين على المجازر والأهوال حتى تُحقن مشاعرهم بالمناعة ويصبح مقتل عشرات الأشخاص مجرد خبر عاجل عابر على شاشة، فيدخل من هذه الأذن ويخرج من الثانية دون أي ردة فعل، وهكذا يكون الوعي اكتوى بنار شبيحة بن غوريون وجماعته ليتوقف الإحساس وتتبلّد العواطف.

وهذا ما نسميه نحن السوريين بالتمسحة، إذ يبدوأن "بن حافظ " وأزلامه نجحوا بكي الوعي واللاوعي لتبلد الشعور واللاشعور، أمام أشلاء تشبه لملمتها جمع ذرات الطحين في حقل من الشوك، على أرصفة وشوارع مدن لا تشبه نفسها في مشاهد تجعل من بن غوريون وتوابعه تلاميذ تفتقر إلى فنون وجنون القتل والحرق مقارنة مع شبيحتنا، بدليل أن الزعيم الروحي لحركة "شاس" اليمينية المتطرفة ابن الحاخام الأشد تطرفاً عوفاديا يوسف دعى الجيش الصهيوني لأخذ الدروس في أسلوب التدمير الشامل الذي يتمتع به الجيش الباسل في سورية.

وهذا ما يذكرنا بدروس التعبير عندما كانت المعلمة تطلب منا كتابة موضوع نصف فيه رحلة قمنا بها مع رفاقنا بالصف شرط أن ينتهي الموضوع بلازمة لابدّ منها تتمثل بعبارة"ثم رجعنا إلى البيت مسرورين".

بناء عليه يمكننا أن نكتب موضوعاً إنشائياً عن رحلة قمنا بها إلى مدينة حمص السورية، نشرح فيها الأماكن التي زرناها وما الفائدة التي حققناها إضافة إلى المتعة وفوائد السفر السبعة، فنقول مثلاً في أنموذج مصغر عن رحلتنا الإنشائية:

استيقظنا عند الخامسة فجراً، وركبنا الباص بعد التفقد حسب الأسماء التي دفعت المقابل المالي للرحلة، ثم انطلقنا برحلتنا لنواجه الحاجز الأول،على دوار تدمر، ساعة ...ساعتين ثلاث ساعات، أخرج كلّ منا بيضتيه المسلوقتين المعدّتين كزوّادة للفطوروتناولهما في المقعد أمام منظر رومانسي من سهول الخاكي وجبال الكلاشنكوف، وهضاب (ت 72)، وبعدها سرنا بأمر الحاكم بأمر الحاجز لنصفّ على اليمين بعد (كام) كيلومتر، ليبدأ الحاجز الثاني على دوار8آذار ممارسة مهامه وهوايته الوطنية بجمع (هواوي) المعلمين والمعلمات والقائد - أي قائد الباص- ثم نختصر طريقنا لأن حاجزاً ثالثاً يعني أن الرحلة انتهت مع حلول المساء، دخلنا باب السباع ورأينا القلعة التي حررها جنودنا البواسل،الذين بثوا فينا روح المجد والسؤدد والشموخ و....إلخ عندها لم نعطِ فرحتنا لأحد صرخنا ابتهاجاً فظن الجنود أننا نتظاهر فأطلق قناص القلعة النار على رأس زميلنا فتحي،حاولنا إسعاف فتحي،فكانت الرصاصة الثانية برقبة رأفت حاولنا إسعافهما، فكاد صدر زميلنا محمد أن يكون دريئة الرصاصة الثالثة، لكن الله قدّر ولطف،أسعفنا المصابين، يبدو أن وضع فتحي ورأفت خطير جداً، ما لنا بالقصة الطويلة نحنا من جماعة (ق-ق-ج) مات فتحي وأصيب رأفت بشلل دفع رباعي ثم رجعنا إلى البيت مسرورين!!

عاصي بن الميماس - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (108)

د. سايح جنيدي

2012-11-28

أتّفق مع أخي الكريم , مادام المقال يمتلك مثل هذه الطّاقة التّحريضيّة لشحن الوعي والّلاوعي والإبقاء عليهما مشدودين إلى جملة مهامهما ووظائفهما الكبرى , ولذلك أرى أنّ { التّمسحة } موجودة , ولكن عند القاتلين الاثنين { بن عورين وبن حافظ } فهل استفاد من جاء بعد بن عورين بقتله للفلسطينيين ؟ وهل سيستفيد بن حافظ من قتله للسوريين ؟الجواب لا رغم تعاونها , وأرى أنّ التلاميذ الذين قاموا برحلتهم ا لمدرسيّة مافشلوا ياسيّدي , لأنّهم تعلّموا درسا عمليّا على الأقل ,من يعنونه بنشيدهم الوطنيّ اليوميّ { حماة الدّيار }.


فهد المنيعات

2012-11-29

أضحكتني أخي الكاتب ومن ثم أبكيتني فوالله اللذي لا إله إلاهو سبحانه وتعالى الأخرين يأخذون العبر من غيرهم ونحن ابناء هذه الأمه نأخذ العبره من دمائنا للأسف هذا هو واقعنا المعاش أصبحنا كالخراف تساق إلى المسلخ وتذبح دون حتى أن يسمى عليها . ودمتم.


متقلب المزاج

2012-12-11

أكتفي بما تقول فهو قد وصل للب الموضوع ..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي