أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كل أربعاء... حمص - غزة - طريق الشام

"حمص-غزة- طريق الشام"عبارة تذكرنا بطرقات بلادنا قبل أن تحرث زفتها جنازير الدبابات، كانت دليلاً غير سياحي لمعرفة خط سير الحافلات أيام كنا نردد مع فيروز"عاهدير البوسطة"، قبل أن نُطرب ونُضرب بسيمفونية"عاهدير الدبابة"،نستحضر الكثير من العبارات التي طالما كانت مصدر تنكيت و سخرية عندما نقرأها على الزجاج الخلفي أو الأمامي أو الجانبي للسيارات بمجملها و خاصة حافلات النقل.

لا تستهينوا بتلك العبارات يا سادة، لأنها -و دون العودة إلى محلل نفسي- تعبر عن المحرمات في مجتمعنا، وهي بنفس عدد المستحيلات الثلاثة "الغول و العنقاء و الخل الوفي" و التابوهات كما يسميها المثقفون"الدين والجنس و السياسة".

"لا تلحقني مخطوبة"و " الأسد للأبد" و "الله أكبر" على سبيل المثال لا الحصر أو الحصار، و للصور قصة أخرى أهمها صورة القائدين الأب و الإبن و مشروع الرئيس الذي اصطدم بحادث مرسيدس، صورة تعلوها عبارة "هكذا تنظرالأسود" كانت تغطي الزجاج الخلفي لسيارة امتهن صاحبها التهريب أو النصب و الاحتيال، أو، أو أو ...إلخ،ومنذ ذلك الوقت وجب علينا معرفة حقيقة أن من يزاود بالكلام عن الوطنية هو أجدر الناس بالتفتيش و المحاسبة.

أما الآن و بعد تطور وسائل المواصلات و الاتصال وبالإذن من إخوتنا العاملين في "مغسل ومشحم حمص للدبابات" نرى أن وسائل النقل تطورت في بلادنا، فصارت أسرع من البرق، فها هي الدبابات و الطائرات و المدافع تنقل جاهزة مجهزة لخدمة "الأخ المواطن" على مدار الساعة و ليلاً نهاراً فقط، و على جميع الخطوط.
خط البياضة دير بعلبة - الفردوس الأعلى، و خط الخالدية القصور - جنان الخلد، وخط باب هود، باب تدمر،باب السباع،باب التركمان،باب الدريب،على باب الله.

إضافة إلى خط من الرستن إلى تلبيسة إلى بابا عمرو إلى القصير إلى دار الخلود، صدقوني إنها وسائل النقل "في بلادي" -كما يقول الجعفري في مجلس الأمن- هي الأسرع بنقل الأخ المواطن إلى تحت التراب و بلمح البصر، لا تسألوا مجرب ليس لأنكم لن تلحقوه، وإنما لأنكم لن تجدوا جثته فهي إما مبعثرة أو مخطوفة، و من هنا يخطر الخاطر بمقارنة بين ما يجري في حمص و أخواتها و شقيقتهم غزة، فجثث شهدائنا تتفتت على الأرض،و دفن ما يُلملم منها جريمة قد يتبع فاعلها بمن ينوي دفنه.

أما في غزة تلقي قوات الاحتلال صواريخها الذكية فتدمرما تدمر،و يستشهد نحو 100 أخ فلسطيني و 800 جريح خلال أسبوع حافل بسيارات الإسعاف دون أن يطولها رصاص شبيحة بني اسرائيل، ولا قذائفهم، ثم تأتيك كاميرات التصوير لتمارس توثيقها واثقة الخطى.

و لدينا تهطل البراميل الغبية، فتحصد أكثر من 500 شهيد و أضعافهم من الجرحى كمشاريع شهداء لأن سيارات الإسعاف إن وجدت فستكون للاستخدامات التشبيحية فقط تساهم في رفع عدد المنكوبين،وكاميرا التصوير عيار حاملها رصاصة قناص مع الرأفة، و إذا ألقي القبض على شخص متلبساً بموبايله أو كاميرته فإن الجزاء من جنس العمل لدى قواتنا الباسلة،قلع العيون للمصور، كما اسئصال الحنجرة للمنشد، وكسر الأصابع للرسام.

عاصي بن الميماس
(119)    هل أعجبتك المقالة (117)

2012-11-21

الله اكبر .


2012-11-22

عاشق النبي يصلي عليه.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي