صواريخ المقاومة تهدد تل أبيب و النسخة البرية من"عمود الدخان" قيد التحضير
ارتفعت أعداد الضحايا جراء التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 38 شهيداً و250 جريحاً. وشهد ،أمس الجمعة مقتل خمسة فلسطينيين بينهم نساء وأطفال.
في حين تواردت أنباءعن انتشال نحو 25 مصاباً من تحت أنقاض منزل قيادي في المقاومة استهدفته إحدى الغارات.
و كانت أعلنت كتائب القسام إنها أسقطت طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض- جو مساء أمس كانت تحلق في سماء القطاع غزة، مضيفة في بلاغ عاجل لها، أن النيران شوهدت تشتعل بالطائرة وأن مقاتليها يبحثون عن حطامها بعد أن تم إسقاطها.
و ما إن انتشر خبر إسقاط في عبر سيارات تحمل مكبرات الصوت وكذلك مكبرات المساجد ،حتى تعالت الصيحات والتكبيرات في شوارع غزة ابتهاجا بالنبأ.
جيش الاحتلال الذي نفى أية إصابة جراء إطلاق 3 صواريخ على القدس أعلن تنفيذ 466 غارة على القطاع منذ بدء عمليته التي كانت بدايتها باغتيال أحمد الجعبري، قائد العمليات العسكرية في كتائب القسام،التي أكدت بدورها أنها ردّت بإطلاق 550 صاروخاً على عدة مدن اسرائيلية منها العاصمة تل أبيب.
و ادعى متحدث باسم جيش الاحتلال أن "نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ اعترض ما يقارب 131 صاروخاً".
في السياق ذاته أمر وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك باستدعاء دفعة جديدة من جنود الاحتياط. وقالت مصادر سياسية إن باراك طلب، اليوم الجمعة، موافقة الحكومة على تعبئة نحو 75 ألفاً من قوات الاحتياط للحملة على غزة في مؤشر على الاستعدادات لهجوم بري محتمل.
إلى ذلك فقد أعلن جيش الاحتلال إغلاق ثلاثة طرق حول قطاع غزة مخصصة لحركة المرور المدنية تؤدي الى القطاع أو تحاذيه في مؤشر على احتمال الدفع بحشود عسكرية في المنطقة. كما شوهدت أرتال من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية تتخذ مواقع لها على طول الحدود مع غزة.
و نقلت وسائل إعلامية تحرك شاحنات تنقل دبابات وآليات عسكرية، و تقدم وحدات مشاة نحو الحدود مع القطاع, إضافة إلى حركة نشطة لناقلات جند مدرعة وجرافات قرب السياج الحدودي مع غزة.
-جاء ذلك تزامناً مع تصريحات سلطات الاحتلال بأن العدوان العسكري الذي أطلقت عليه اسم "عمود الدخان"يتم على مرحلتين الأولى قصف جوي يليه هجوم بري.
وقال مسؤول ميداني في جيش الاحتلال إن "وحدات إسرائيلية تنتظر أمر القيادة بالدخول إلى غزة", كاشفاً "أن هناك أكثر من 16 ألف جندي قد يشاركون في الهجوم".
و حسب خبراء فإن العملية البرية المحتملة قد تنطلق من عدة محاور على طول الحدود مع غزة والتوغل داخل القطاع, وسيكون هدف العملية ضرب مواقع تعتقد إسرائيل أن المقاومة الفلسطينية تستخدمها كقواعد لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
هنية يتحدى و عباس يلمح للمصالحة
و في وقت رفع فيه رئيس حكومة فلسطين في غزة اسماعيل هنية لهجة التحدي ضد اسرائيل "تهديداتكم لا تخيفنا لطالما دعونا الله ان يرزقنا الشهادة."رأى الرئيس محمود عباس، أن لدى إسرائيل مخططاً لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن "على إسرائيل أن تفهم أنه بدون السلام لا يمكن أن يتمتع أحد بالأمن، وعليها أن تعمل على وقف شلالات الدم".
وشدد على ضرورة "أن نتصرف على أساس أن هذا العدوان يستهدف كل الشعب الفلسطيني، لا حماس ولا الجهاد، وعلينا جميعا أن نكون يداً واحدة، ما يدفعنا لمزيد من الجهد لتحقيق الوحدة والمصالحة، والآن هي الفرصة لإتمام ذلك".
مليار دولار كلفة العدوان
من جانب آخر نقلت صحيفة "لاتريبيون" الفرنسية عن محللين عسكريين إسرائيليين أن الحملة العسكرية على قطاع غزة، قد تكلف إسرائيل مئات الملايين من الدولارات، بحيث توازي قيمة الإنفاق على الحملة العسكرية السابقة على القطاع قبل أربع سنوات والمسماة "الرصاص المصبوب" التي كلفت مليار دولار على مدى 22 يوماً.
ويكلف استخدام الأسلحة المتطورة لقصف القطاع فاتورة باهظة، فساعة واحدة من طيران الطائرات المقاتلة تكلفها 5000 دولار، والمبلغ نفسه بالنسبة للمروحيات، وتنخفض الكلفة إلى 1500 دولار لكل ساعة طيران تقوم بها طائرة دون طيار. وكل طلقة نارية من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ الفلسطينية تتطلب 40 ألف دولار. في المقابل لا تتجاوز كلفة تصنيع صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية بضعة مئات من الدولارات.
كل النفقات المشار إليها تهدد بتفاقم عجز ميزانية الحكومة الإسرائيلية التي وعد رئيس وزرائها بتقليصه إذا فاز في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها يوم 22 كانون الثاني المقبل. وستدفع الزيادة المحتملة في العجز لتشديد إجراءات التقشف التي قررتها إسرائيل سلفا، والتي تجلت في زيادات ضريبية وتقليص للإنفاق الاجتماعي.
وأشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن الكلفة المتوسطة لجندي الاحتياط هي 450 شيكلا (113 دولاراً) يومياً، فضلاً عن كلفة غير محسوبة تتعلق بترك عناصر الاحتياط في الجيش الإسرائيلي لوظائفهم وهو ما يعني خسارة في الإنتاج، كما أن المناطق التي تطالها الصواريخ الفلسطينية تضم ألف مصنع، فضلاً عن عدد من المشاريع التجارية الصغيرة، وكل هذه المنشآت ستظل مغلقة على مدى بضعة أيام.
كما يوجد تخوف إسرائيلي من الأضرار التي تخلفها صواريخ المقاومة على البلدات في جنوب إسرائيل مثل عسقلان وأسدود، ففي أثناء حملة الرصاص المصبوب بلغت هذه الأضرار 100 مليون شيكل (25 مليون دولار)، ويتوفر الجيش الإسرائيلي حاليا على مخصصات سنوية للحرب بقيمة 800 مليون دولار.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية