أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

طير أبابيل الفلسطيني يرجم بصواريخ من سجيل... سامي الأخرس

غزة - وكالات


للمرة الأولى أشعر أنّنا الأقوى والأكثر ثباتاً، والأشد بأساً، وأنّ النصر فعلاً له مذاق خاص، استشعرناه من المواجهة المستمرة لليوم الثالث مع الكيان. هذه المشاعر والأحاسيس ليست مبالغة، أو رفع معنويات، بل هي حقيقة تتذوقها من جنون هذا الكيان المتغطرس الذي يقصف ليل نهار دون أنّ يتمكن سوى من الأطفال والأبرياء، طائراته وصواريخه تغطي سماء غزة، ولكن لم يفلح بمنع طير الأبابيل من رجم عمقه وبلداته، وإجبار شعبه على الاختباء في معلبات الملاجئ، وأنابيب المجاري، كما أجبر قادة الكيان على الاستغاثة، والإحساس بتجرع الهزيمة الحقيقية.

ربما من يقرأ لي يُدرك واقعيتي بوصف الحقائق مهما كانت مؤلمة لنا وعلينا، لا أحابي أحداً حتى مقاومتنا الباسلة، ولذلك لم أشعر بالقوة ونكهة ولذة النصر الفعلية والحقيقية سوى في هذه المواجهة الّتي ورغم ما حققته على الأرض للآن إلَّا أنّها ما زالت تمتلك الكثير، وكنت على يقين دوماً أنّ مقاومتنا لو صمدت وقررت الصمود والمواجهة الفعلية تجبر هذا العدو أنّ يحبو صاغراً، خاضعاً، خانعاً، متوسلاً، ويُدرك أنّ غزة عصية على الانكسار، وعصية على الخذلان، وعصية على الركوع، فإن هادنته فإنها لا تستسلم له، ولا تركع له، وأيّ درس يتعلم هذا الغبي الآن في غزة؟ إنه درس الحقيقة الذي لم يواجهه منذ عقود، والمواجهة الفعلية الّتي شكّلت بها مقاومتنا الباسلة عبقرية في الفعل وقيادة المعركة، وغرفة عمليات موحدة، وتنسيقاً كاملاً في الميدان، وهذا ما طالبنا به سابقاً، ها هو يتحقق ويسجل طير الأبابيل الفلسطيني نصراً فعلياً على الأرض بعيداً عن تشدقات الساسة، وأبجديات خطايا السياسة، وزخرفة مصطلحاتها.

إنّها لحظة الحقيقة التي يجب أن يترك فيها للمقاومة الحديث والتعبير عن نفسها، وقول كلمة الفصل في الميدان، لتلجم هذا الكيان المسخ، وتلجم غطرسة وعنجهية قياداته الّتي أؤمن أنّها الآن تضرب كفاً بكف أمام جهنم التي انصب سعيرها على رؤوسهم، والقادم أكبر وأعظم إن رُفعت الأيادي عن مقاومتنا، وكفت عن الضغط عليها لفرض هدنة إجبارية، عليهم أن يتركوا للمقاومة تحديد معالم المعركة وحدودها، وآلياتها ووقت هدنتها، وحينها سيجدون كم هذا العدو ضعيف وسخيف وهش، وكم هي هشاشة جبهته الداخلية وقصر نظر مطبخه السياسي والعسكري.
فغزة الجريحة لم تتألم في هذه المواجهة كما تألمت سابقاً لأنّها اليوم تشهد صلابة وبسالة مقاومتها، وجنون عدوها الذي أصبح كمن مسه الجن والشياطين في قصفه وجنونه الذي لم يحقق حتى اللحظة أياً أهدافه. وواهم من يعتقد أنّ هذا العدو يمتلك الجرأة على اقتحام غزة براً لأنّه إن اقتحمها لن يخرج منها سالماً، وسيجمع أشلاء جثامين جنده من كُلّ شارع تطأ أقدامه فيه.

ولكي نحقق ما نصبو له ونحقق نصراً لمقاومتنا لا بد من:

أولًا: رفع الأيادي السياسية عن المقاومة وترك المجال لها لقيادة وإدارة معركتها.
ثانيًا: نصرتها من شعبنا في الضفة الغربية ولفظ حالة الصمت.
ثالثًا: نصرة شعوبنا العربية والضغط على دولها، وخاصة التي لديها سفراء صهاينة لطرد هؤلاء.
رابعًا: على فصائلنا في الخارج وخاصة في دول المواجهة ملاحقة أهداف العدو ومصالحه.
خامسًا: أن يتم لجم العدو إن أراد تهدئة باتفاق دولي برعاية قوى دولية كبيرة للجم اعتداءاته على غزة وأبطالها وقيادتها، بل وعلى كلّ أبناء شعبنا الفلسطيني.

سامي الأخرس
(131)    هل أعجبتك المقالة (158)

المهندس سعد الله جبري

2012-11-17

لم يكن النظام الأسدي الخائن يمتنع بنفسه عن أي اشتباك أو رد لعدوان إسرائيلي فحسب، بل ويمنع جيشه ‏عن أي تحرك أو دفاع أو هجوم باتجاه الأراضي المحتلة، و حتى بالجولان "السوري" المحتل نتيجة عدوان ‏إسرائيلي محض 1967، كانت نتيجته تسليم الخائن حافظ الأسد الجولان دون أي قتال على الإطلاق، بإعلانه ‏‏"سقوط الجولان بيد إسرائيل" قبل أن يدخل جندي إسرائيلي واحد للأرض السورية! وكان البند الثاني من ‏ذات بيان الخائن حافظ الأسد هو توجيه الأوامر للجيش السوري للإنسحاب "الكيفي" الفوري وهذا ما حصل، ‏وذلك لتسهيل احتلال إسرائيل للجولان دون أي اشتباك أو قتال!‏ وخلال السنوات الأخيرة مارس الخائن بشار الأسد استمرار ذات دور الخائن أبيه، فضغط على حماس بكل ‏الوسائل لمنعها من الإشتباك مع إسرائيل. إلا أن ثورة الشعب السوري، وإعلان حماس تأييدها للثورة ‏السورية وتوقعها انتصارها، ومن ثم قطع العلاقات بين حماس والنظام الأسدي، اتاح لمقاتلي حماس ‏والجهاد القيام بالبطولات الرائعة لقصف إسرائيل وحتى تل أبيب، حتى جنَّ جنونها، وهي من تدعي وتزعم ‏أن جيشها هو الجيش الذي لا يهزم!‏ لقد هزم حزب الله جيش إسرائيل عام 2008 هزيمة حقيقية ساحقة، واليوم تهزمه حماس والجهاد، فهل ‏يعود حزب الله إلى أصالته القديمة ويتخلى عن عدو الله والوطن والعروبة والإسلام بشار الأسد، ويعود ‏لنضاله المُشترك مع حماس والجهاد، الذي أنهك سرائيل وأرعبها حقا؟ ‏ إن كانت قيادة حزب الله، مؤمنة حقا بالله وتعمل لمرضاته – وليس لغضبه في تبني طائفية بشار الأسد – ‏فليفعل، فينصره الله، ويتابعه الشعب، بدل أن يعمل شعبي لبنان وسورية على إسقاطه، بمنهج طبائع الأمور ‏والحتمية التاريخية! ‏.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي