أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدّم السُوريّ ..... ياغرب توحّدنا ، فهل رضيتَ عنّا !... د . صبري مرزا

منذ اشتعال ثورة الكرامة والحريّة ، ومع استمرار نزف دمنا ، وقودِ معركتنا ، والغرب على اختلاف مواقعه يبدو غير راضٍ عن ثورة الكرامة والحريّةفي سوريا ، وما كان الغرب ليرضى عن عمل كريم من صنع غيرهم ، وما كان لنا أن نستغرب ونعجب ، فالغرب غرب ، والشّرق شرق .
طلع الغرب علينا بالأسطوانة المشروخة ، القديمة المتجدّدة. أسطوانة الإرهاب والعصابات المسلّحة ، في محاولة لنزع صفة الشّرف والإحساس بالكرامة عن فئة من شرفاء الجيش العربيِّ السُوريّ الّذين ضحّوا بكلّ المغريات الّتي يتطلّع إليها الضابط في الجيش السّوري . ألبس الغربُ والنّظام أبناءنا الشرفاء عباءة الإرهاب في محاولة يائسة لتبدو مقاومة القهر والاستعباد عملاً إرهابيًّا لا ينبغي لأحد القبول به . ولمّا عجز القوم عن تسويق بضاعة مُزجاة ، وأنّ الثورة المباركة خرجت عن طوعهم بدؤوا البحث عن أطر لحصار الثّورة وتوجيههاعن وجهتها السّليمة، وإيجاد مبررات عقيمة تضفي الشّرعيّة على مواقفهم المريبة ، فعلّقوا حجب مساعدتهم لنا على شمّاعة تفرّق المعارضة ، وكان لنا دور غبيٌ وأنانيٌ في بعض جوانبه في وضع هذه الحجّة بين أيديهم ،غير أنّ الله لا يريد لهذه الثّورة أن يكون لأحد منّة عليها غير الله ، وقد رفعت منذ اليوم الأوّل شعار ( مالنا غيرك يا الله ) .
وشرح الله الصُدور ، وانتزع من بعض النّفوس أنانيّتها فكان ميلاد الائتلاف الوطنيّ الّذي ضمّ غالبيّة عظمى من أطياف المعارضة. فهل رضي القوم عنّا !
لم يرضِ أهل الغرب ، بل وطائفة من بني جلدتنا تشكيلة قيادةهيئة الائتلاف الوطنيّ ، وفزعوا من أن يروا على منبر مسجد بني أميّة الكبير ( الخطيب ) يعلن قيام حكم رشيد في سوريا ، لكلّ أبناء سوريا ، وأنّه جاء اليوم الّذي يستطيع فيه السّوريّ أن ينام دون أن يخشى من زوار ليل يطرقون بابه ، ولسان حالهم - وبأدب جمٍّ - يقول : -ساعتين بس وبترجع ، ومافي داعي لتجيب بجامة ، ولا حبوب الضّغط والسّكري - .
أجل هذا الّذي لم يعجبهم ، وقد أرّقهم ابن هنيّة على منابر غزّة هاشم .
إنّهم يريدون السيرة الذاتيّة لقادةالهيئة المولودة من الخاصرة ، أو بعضهم ، ومن ثمّ يرفعون عنّا الحصار على ( الكافيار وعطور باريس ) .
هل هذا صحيح ! هل هذه هي العلّة في عدم اعترافهم بالهيئة ! هل عليّ من حرج إن تذكّرت قول الله تعالى : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتبع ملّتهم ) ونصارى الشّام أصل أصيل من النّسيج السّوريِّ .
تلك هي العلّة الأصيلة ، ليس الّذي ينقصهم هو البرهان على أننا قادرون على ( قلع شوكنا بأيدينا ) وليس الّذي ينقصهم هو الاقتناع بأنّنا شببنا عن الطّوق ، وليس الّذي ينقصهم أنّنا على الحقِّ ، ولسنا مُلزمين بتقديم شهادات ( حسن سلوك ) مصدّقة من الاتحاد الأوربي ، والكونجرس الأمريكيّ .
لن يرضيهم ولو قدّمنا إليهم ما قدّمنا ،ولو تودّدنا إليهم ما تودّدنا، لن يرضيهم من هذا كلِّه شيء، إلاّ أن نتّبع ملّتهم، ونترك ما معنا من الحقِّ .
إنّ المعركة مع الغرب ليست معركة الأرض ، ولا الاقتصاد ، ولا السياسة ، ولا القواعد العسكريّة. أجل ، رضي من رضي ، وأبى من
أبى، حتى من أبناء جلدتنا ! إنّها معركة العقيدة، إنّها ليست معركة الأرض ، ولا الغلّة ، ولا المراكز العسكريّة. ولا كلّ هذه الرايات المزيّفة . إنهم يزيِفونها علينالغرض دفين في نفوسهم، ليخدعونا عن حقيقة المعركة وطبيعتها، فإذا نحن خُدعنا بخديعتهم فلا نلومنَ إلاّ أنفسنا.
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم )فذلك هو الثّمن الوحيد الّذي يرتضونه، وذلك هو حسن السّلوك الّذي يعتمدونه، وما سواه فمرفوض ومردود .( إنّ الله يدافع عن الّذين آمنوا ) ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .

(96)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي