أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة... تجار النخاسة .... القافلة تسير؟... ماجد الشيباني

العالم المتمدن ... عذراً، في الشرق والغرب، حضارتكم وبريقها سقطت بامتياز، وسقطت معها ورقة التوت عن قبح عوراتكم، لم يبقَ لكم من ستارة تخفي عوراتكم، يا لقبح ما تتشدقون، حضارة، حقوق إنسان، مدنية، كلها شعارات زائفة، سقطت تحت أقدام حمزة الخطيب وهاجر الخطيب، سقطت حضارتكم وزيف ما تدعون عند سقوط أول صنم قبيح في سوريا، عندما تعالى الضجيج، صاح المزايدون والمتاجرون بدم الشعوب وتنادى شذاذ الآفاق وزعماء المنابر بالزعيق عبر وسائل الاعلام، كثر المتاجرون بالدم، توالد الأفق بالعشرات والمئات.
الثورة السورية منذ يومها الأول كان لها شرف أن تكون شرارتها بيد مجموعة الأطفال الستة عشرة في درعا، لتفجر صاعق الكرامة في وجه طاغية القرن وزبانيته، وتداعى أشراف الوطن من جنوبه إلى شماله وشرقه وغربه لتكون ثورة لا فضل لأحد عليها، فكل أطهار الوطن قادتها، من يحملون دماءهم على أكفهم في مقارعة النظام الطاغية، لم يتوانَ الشرفاء في درعا في شد إزر إخوانهم في حمص وكذلك أطهار حماة ينادون إخوانهم في حماة وحلب ودير الزور وكلهم ينادون لشرفاء دمشق وريفها،،،، هي الثورة التي لا تشبهها إلا هي.
كثر من حاولوا الادعاء بأبوتهم للثورة وخاب مسعاهم واحترقوا في أتون الكذب وزيف الادعاء، كثر من زعماء المنابر ومايكروفونات المحطات الفضائية من غيروا بوصلتهم مع الثورة أو قبلها بقليل، كثر زعيقهم وصهيلهم للثورة وادعاء الأبوة (غير الشرعية) للثورة اليتيمة، والثورة من كل أولئك براء.
في النصف الأول للعام الأول من عمر الثورة شهدت المنطقة العربية حراكاً سياسياً، وعلت الأصوات بين مناشد ومعبر عن الامتعاض ومناد، وبين وسيط ومتصل، كثر منهم تمنوا على رأس النظام بوقف حمام الدم والمجازر في أنحاء سوريا، فكان أن كثرت المبادرات، وتشكيل اللجان والاجتماعات، وتوالد الأفق مبعوثين أممين وغيرهم، تساقطوا الواحد تلو الآخر، على صخرة صلف وعناد وغطرسة نظام قاتل، لا يأبه إلى أي قيم إنسانية، وسط تصريحات غطت الآفاق لصناع القرار في عواصم العالم أن على النظام وقف المجازر ونزيف الدم، وكم من مرة عبر أمين عام الأمم المتحدة (البوكيمون) عن انزعاجه، أو امتعاضه ، او تبرم جنابه العالي ، مما يحدث في سوريا، وفي مرات عديدة أتحف العالم كثير من الساسة ومسؤولي منظمات أممية بتصريحات ركيكة لا تسمن ولا تغني عن جوع، ويخلطون فيها دون لبس بين القاتل والضحية، وبين الزيارات المكوكية لمبعوثين ومندوبين ورسل لهيئات أممية لراس النظام وإطلاق الوعود الرمادية غير الواضحة أخذ الأخضر الإبراهيمي في تصريحات ممجوجة وكأنه نطق بما لم ينطق به غيره،وكرر كلماته مع تغيير تراتبية المفردة، وكأنه يعتقد بأن ما تلفظ به كان اكتشافاً فريداً يضع أوزار المجزرة عن كاهل السوريين، فقال في أكثر من مرة أن الوضع في سوريا صعب!! والوضع يسير نحو الاسوأ، ومن الممكن أن يسير باتجاه الحرب الأهلية؟؟ ومصطلحات جوفاء تلفظ بها من وحي تخريفات في خريف العمر! غريب أمرك أيها السياسي الأخضر المخضرم؟؟ ما الذي أضفته من خلال مهمتك وقبولك لها غير الفشل؟؟!!! لم تقل من هو سبب الأزمة؟ ولم تقل لمن تعود ملكية الطائرات المقاتلة والعمودية الأكثر تطوراً والتي تدك المدن والقرى فوق رؤوس أهلها المدنيين دون استهداف لمواقع محددة؟ ولم يتطرق المبعوث الأممي الإبراهيمي إلى ملكية الدبابات والقاذفات العملاقة التي تدك المدن عن بعد! وبالتاكيد سمع ورأى بينما كان يتنقل من مقر إقامته في دمشق للقاء رأس النظام و أعوانه،أم أن الرجل خف سمعه ؟! أو أسمعوه موسيقى صاخبة في سيارة المراسم، وظللوا له زجاج سيارته التي كانت تقله في تنقلاته لمواصلة مهمته الأممية النبيلة؟و يزيد في كل مرة تأكيداً بأنه لا يحمل رؤية أو خطة واضحة للأزمة السورية؟ حتى بتوصيفة للمجزرة بحق الشعب بالأزمة لم يكن الإبراهيمي -كغيره من ساسة العالم - نزيهاً أو حيادياً بل كان -بلا أدنى شك- منحازاً إلى جانب النظام؟ فمن ساوى في تصريحاته بين القاتل والمجرم هو بالتأكيد ليس محايداً ومصيره الفشل المحتوم.
هذا هو حال الثورة السورية في وجه نظام الطاغية بانقضاء أكثر من سنة وثمانية شهور، تقاطرت فيها قوافل الشهداء في أرجاء الوطن ولم تفتر للثوار همة أو تلين لهم عزيمة بل ازدادوا إصراراً على متابعة الثورة حتى إسقاط النظام ورموزه وكل مرتكزاته وما خلفه من بنى تحتية لدولة استخباراتية أكلت الأخضر واليابس من ثروات الوطن، وجعلت من السوريين عبيدا وأسرى لدى أزلام النظام، ومع ذلك نرى وعلى رؤوس الاشهاد أن كل الزعماء الذين كان لهم قصب السبق في التعاطي مع الثورة السورية نراهم قد لاذوا بصمت أهل القبور، حتى بلعوا ألسنتهم، و إن ظهروا فطلّة على استحياء وكلام متأرجح بلا معنى.

المجلس الوطني، هيئة التنسيق وكل أطياف الحراك السياسي في الداخل والخارج قدموا كثيراً من الرؤى والتصريحات ما بين النارية والثورية، وتبادل الاتهامات بالتخوين تارة، وتوزيع صكوك الوطنية على آخرين،والتخوين في كل اتجاه تارة أخرى، وكثر منهم يتبختر كطواويس فارس وكأنهم ملهمون للثورة.
وآخرون مصابون بحساسية ما بعدها حساسية ضد أي حراك ثوري على الأرض كان أحد رجاله بلحية، ليقول لعوالم ما وراء البحر أنه علماني وكأن إسلام أجداده عار؟ وهو نفسه لا يستطيع أن يتناول تطرف لأتباع دين آخر وإن كان لملة حديثة ظهرت مؤخراً لا يستطيع ان يلوي لسانه بكلمة حولها، وهنا يمكن أن نهمس لأحبابنا الأطهار في الميدان ونقول:
عليكم بلبس سراويل الجينز الساحلة على المؤخرة، وتصفيف شعر الرأس على شاكلة عرف الديك، وقص شعر مؤخرة الرأس جدائل مربوطة برباطات حمراء، وحلق اللحى، وجعل سوالف شعر اللحية يتدلى من أمام الأذنين على شاكلة جزم سيدات باريس الشتوية، واصطحاب أجهزة تشغيل الملفات الصوتية للاستماع إلى أغاني (الروك اند رول)الصاخبة، مع تقديم وصلات راقصة بينما تتحركون تقارعون في الميدان فلول النظام ومواجهة دبابات الرعب في المدن والقرى والبلدات، وإن استطعتم حمل زجاجات حجم صغير من المشروبات الملونة والمزركشة الزاهية الألوان ليس أقلها (الشامبانيا)،واحتساء بعض رشفات أمام عدسات التصوير من الميدان ومن خلفهم صور الدمار والخراب ومواقع سقوط القذائف والصواريخ فلا بأس اذاً،وإن تحدثتم لمصور فعليكم التحدث برطانة غير عربية، والابتعاد عن أي مفردة فيها الاستقواء بالله او برسوله،حتى يرضى عنكم العالم المتمدن، أرباب البدلات الداكنة بلون دمائهم، تجنباً لأي تهمة بالتطرف أو التحزب الإسلامي ، ولإرضاء النخاسين من بني جلدتنا، المصابين بحساسية مفرطة مزمنة ضد كل ما هو إسلامي.
فلتكن ثورتنا في منأى عن استهداف أولئك النخاسين،طوبى للشرفاء والأحرار على الأرض، كل أولئك المتشدقون بالوطنية وبالحرية وبكل شعارات الحضارة سيسمعون ويسلمون بإنجازات الأطهار على الأرض ، ولن يفيد الجميع ما يحلمون به ويتشدقون؟ والضوء في آخر النفق قريب، وبات أكثر وضوحا؟ ولا يضير ثورتنا كل أولئك. قافلتنا تسير ،،، والصبح آت آت؟ 

* صحفي سوري مغترب

(128)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي