أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الأخبار" صحيفة تشبه النظام السوري غرقت في "س ص" عزمي

حملت لواء اليسار في ظروف إقليمية ساهمت بنجاحها، وكتبت بخط المقاومة الرائجة قراءته آنذاك، قبل أن تنجلي الصورة الحقيقية، وتظهر الممانعة كوكالة حصرية بـ"كانتونات" الطائفية.

حاولت الحفاظ على التوازن بين اليسار و اليمين عند بدء الثورة السورية فحافظت على ما يكفل احترام سمعتها من موضوعية خجولة مقبولة رغم حدها الأدنى، الأمر الذي لم يألفه خليط قياصرة السياسة و أكاسرة الروح النووية في العاصمة الأموية.

كان لا بد من "فركة أذن" مالبث القارئ المحايد أن لمس أثرها على تغطية "الأخبار" للأزمة السورية كما يحلو لها كتسمية تطلق على المذابح المتنقلة بين المدن السورية. وضمن هذا السياق نشرت اليومية اللبنانية في عددها الصادر في 6-11-2012   نصاً نشره الدكتور عزمي على صفحة الـ"فيس بوك" الخاصة به، وهو نص"بين س و ص"، رغم أن صاحبه لم ينشر المقال في أي صحيفة.

عزمي الذي قنن ظهوره الإعلامي لا ينشر مقالات في الصحافة منذ عامين، مكتفياً باستخدام صفحة شخصية ليعبر عن بعض الأفكار لجمهور محدد يطلب منه رأيا. والصحيفة نشرت النص كمقال دون استئذان.

الأهم من هذا و ذاك أن صحيفة اليسار المغالية بجنوحها نحو اليمين دبّجت مقال الرجل بمقدمة تفسر فيها من يقصد بـ(س) ومن يقصد بـ(ص)، معتبرة أن (س) هو عزمي بشارة و(ص) هو حزب الله مع أن النص أكد أن (س) ليس شخصا بعينه وأن (ص) هو نمط من الأشخاص، وليس حزبا من الأحزاب. حق الصحيفة أن تأخذ ما تريد من صفحة مفتوحة للعموم وتنشره لكن ذلك لايعفيها من الإستئذان، في خطوة تغمز من قناة مهنية صحيفة طالما تباهت بها، في حين لم تكن المقدمة والتفسير اللذين صاغتهما الصحيفة للنص سوى مثلبة أخرى بعد تفسير مقاصد عزمي بشارة، تنافت وما يدعيه الكاتب من حرص على علاقة تاريخية وشخصية.

و لا بد من التذكير بأن الدكتور بشارة قرر بعد التجربة أنه لا يريد خوض نقاشاً في الإعلام اللبناني حول مواضيع تتعلق بسوريا ولبنان"لأن المواقف هنا محددة سلفاً، والمعسكرات لا تنقسم حول الموضوعات اللبنانية والسورية بموجب حجج عقلانية أو أحكام قيمية، بل بموجب انقسامات من نوع آخر". وهو لا يريد أن يجد نفسه مع "الحلفاء الخطأ وضد الخصوم الخطأ".

محمود عثمان - من أسرة زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي