أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدّم السّوريُ ...ولافروف ووثيقة جنيف... د. صبري مرزا

لا زال الدّم السّوريّ ينزف ، ولا زالت أنقاض بيوتهم تستر سوءة ساكنيها وقد غدت قبورًالهم . ولا زالت الكهوف والمغاور مدارس أبنائنا ، ولا زال ثكل الأمهات يُغري القاتل بالمزيد ، ولا زال الفضاء ينشر على الدّنيا بقايا أشلائنا ، ويلوّن شاشاته بدمائنا . ومع كلّ هذا المسلسل من القتل العجيب الرّهيب لا زال غربان السياسة يذرفون دموع التّماسيح لضحايانا ، ولا زال العربان يشجبون ويستنكرون ، ولا فرق بين غربانهم وعرباننا ، فلم تعد النّقطة تأبه أين يكون موقعها من العين أو الغين .
على مسرح هذه الغابة ، وعلى مرأى ومسمع من عالم مجنون مأفون غدا الدّم السوريّ ملهاة لعشّاق الدّماء . يطلّ على هذه الغابة سيًد من سادات الفيتو ، الفيتو على حقن الدّم السوريّ . يطلّ علينا السيد لافروف ، وقد حمل بيمناه منديلاً أزرق يمسح به بقايا دمعة حسرة على الشّعب السّوري ، نعم ، السِد لافروف حزين على معاناة الشّعب السّوريّ ، ولا تهمّه شخصيّة القاتل ، بل همّه كلّه محصور في دفع البلاء عن السّوريين :( كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا).
وفي يمناه يحمل السيّد لافروف بقايا وثيقة جنيف الّتي غدت بضاعة مزجاة ، يلهو بها العابثون من دهاقنة السياسة ، ثمّ يكفّنون بها أجساد ضحايانا الّتي تفتقد القبور .
من قاهرة المعزّ بدأ السيّد لافروف جولته الممقوتة ، وعلى منابر عمّان أرانا أنيابه بارزة ، وحسب أنّه ساحر بارع توحي أنيابه البارزة ببسمة مكر وخديعة ، نعم الأسطوانة المشروخة حملها من القاهرة إلى عمّان ، ومن ثمّ إلى حيث بلاد العربان ، ومن يدري فقد يمرّ على اليمن السّعيد وعُمان .
مزّق وثيقتك سيِد لا فروف ، وعد إلى حيث سيّدك الطّغوت القزم في الكرملين ،وأخبره أنّ في سوريّا شعبًا حديث عهد بالولادة ، لكنّه ولد بالغًا يافعًا قويًّا بقوة الله ، متّكلاً على الله ، معدًا ما استطاع من قوّة ، سيرهب بها عدوّ الله وعدوّه، وأيقن أنّ ميلاده الّذي لم يتجاوز العامين هو ميلاد الكرامة والحريّة ، بدأ ميلاده ب ( ما لنا غيرك يا الله ) وكتب على شمس النّهار ( على الله توكّلنا هو حسبنا ) وزيّن قمر اللّيل ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) وواثق بأنّ ( الله يدافع عن الّذين آمنوا ) ولسان حاله يقول ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين ) .
خرج الشّعب السّوريّ من تيه الأربعين عامًا ، ولن يقف في وجهه كلّ سحرة الفراعنة من طغاة العالم ،وسيفتح هذا الشّعب للعالم أبوابًا من الحرية والعدالة والمساواة رغم أنف كلّ الطّغاة .

(125)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي