أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بل كلنتون من يريد اختطاف الثورة السورية

حافظت على الدوام على موقف ثابت يمليه علي ضميري كمسلم وعربي، وهو الوقوف ضد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية واعتبارهاً عدواً تاريخياً مستمراً للعرب والمسلمين. ولقد هنأت ثوار الداخل والشعب السوري عندما اقترحوا اسما لجمعتهم الماضية" أمريكا أ لم يشبع حقدك من دمنا". فهذا صحيح لا شك، فلن تشبع أمريكا من دماء المسلمين، وهذه أفغانستان والعراق وسورية ماثلة للجميع.


لم تصدمني تصريحات كلينتون التي حذرت فيها من وجود المتطرفين على أرض سورية، وحرضت من خلالها الليبراليين على قيادة المرحلة القادمة، وعدم السماح للإسلاميين باختطاف الثورة كما قالت. 

لم تدعم الولايات المتحدة الأمريكية الثورة السورية لا بالقليل ولا الكثير، بل أصبح من المؤكد أنها منعت سفن السلاح من الوصول إلى ثوار سورية وسعت على الدوام، لإطالة عمر نظام الأسد الذي وقف على مدى خمسين عاماً كحارس للكيان الصهيوني. فبأي حق تريد الإدارة الأمريكية التدخل في شؤون الثورة الثورة السورية لدرجة تعيين قيادتها والتحكم في مسارها. 

يبدو لي أن المسألة برمتها تسير في اتجاه تعيين حكومة لا علاقة لها بالثورة والثوار وتكون مطية لأمريكا والغرب فتجلس إلى طاولة الحوار مع بشار الأسد، وكل ذلك بقصد الحفاظ على النظام الأمني السوري الذي دعم أمريكا في حربها ضد المسلمين في العراق.

لقد أعطت الحكومة الأمريكية الضوء الأخضر لبشار بتدمير سورية وقتل شعبها، فذهب يدمر المدن، ويمحو آثار البلاد وتراثها، بل ذهب إلى قصف المخابز وقطع المياه عن المدنيين، وكل هذا يتم بمرأى من أمريكا ومسمع، ولو أرادت إسقاط الأسد، لفعلت ذلك منذ وقت طويل ولكنها عادة الإدارة الأمريكية التي لا تقف إلا مع الإرهابيين وتدعمهم أينما كانوا.

قلت لم تصدمني تصريحات كلنتون، وإنما صدمني على الدوام، أن يعبر كثير من أعضاء المجلس الوطني السوري عن إعجابهم بموقف الإدارة الأمريكية من الثورة السورية، وقد جاءتني عشرات الرسائل التي تعتب علي بسبب انتقادي المتواصل لسياسة الولايات المتحدة، وذهب بعضهم للقول، كيف تريدون أن تدعمكم أمريكا وأنتم تنتقدون سياستها ولا أعرف كيف ينظر هؤلاء السادة اليوم إلى الموقف الأمريكي، الذي يطالب صراحة بتفكيك المجلس الوطني ويسعى فعلياً إلى اختطاف الثورة السورية. وكيف يقبل من يمثل هذه الثورة المباركة أن يستجدي الذئب فيحرس غنمه.

يؤسفني أن يظن بعضنا أن أمريكا قد تدعم ثورتنا، أو أن تقف ضد بشار الأسد. إن تدمير سوريا تدميراً كاملاً هو الهدف الاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة، التي وجدت لتخدم الكيان الصهيوني ليس إلا. وماذا يريد هذا الكيان أفضل من تدمير سورية بيد بشار الأسد نيابة عنه.

باختصار عملت الحكومة الأمريكية التي تفتقر إلى أدنى درجات الأخلاق، على تقوية نظام الأسد، بينما سكتت عن القنابل العنقودية المحرمة دولياً، والتي تلقى على المنديين دون ذنب.

أمريكا التي قتلت مليون ونصف عراقي، ودمرت أفغانستان ونشرت فيهما المخدرات والفساد، لن تقف مع الشعب السوري، وهي لم تقف مع الشعب التونسي ولا المصري من قبل.

أعتقد أن على الشعب السوري ألا يضيع بوصلة الثورة، وأعتقد أن مشواره في التخلص من الأسد شاق. ومع أنني مؤمن بالنصر، إلا أن على السوريين أن يدركوا أن حربهم ليست ضد الأسد فقط، بل ضد كثير من الدول التي تدعمه من إيران إلى أمريكا.

د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام- فرنسا
(113)    هل أعجبتك المقالة (99)

أحمد أجمد

2012-11-02

كلامك صح ولكن دون جدوى لأن في ناس جهلة لا بفكرو بعقولهم يفمرو بعقول الغير.


ابراهيم الجباوي

2012-11-02

على طاولة الغداء ... يتبين أن أحدهم ينوب عن حركة الديمقراطيين الأحرار لحضور هذه المأدبة والتي سيتبعها إجتماع بالبالتوك الطبيعي الفندقي الفور سيسنزي لصناعة .. شيء ما .. لكسب ولاءات ما .. بدعم مالي ما ... وهذا الشيء ما ... يعتقد أنه تشكيل نواة ادارة مخابرات على الثورة ... يا حبيبي !!! من تحت الدلف لتحت المزراب ... هو ليش خلصنا من مخابرات النظام أولاً ؟؟؟ هذا التشكيل وبنظر الكثير من الأحرار باعتقادي ، هو بداية مخاض إجهاض الثورة !!! هل يقبل الثوار على الأرض بذلك ؟؟؟ لا أعتقد أن أحداً ممن ثار أو أيَّد من ثار يقبل بهذا التآمر على الثورة ... باستثناء من يشارك بالتشكيل ومن ثم من ينفِّذ هذا الدور ... ألا كان الله في عون الثوار الذي يجابهون النظام بكل جبروته ويحققون انتصارات رائعة عليه ... بلى لابدَّ أن يكون الله في عونهم ... أوليس هو القائل : / إن تنصروا الله ينصركم / ... والثورة والثوار خرجت وهبوا معها طلباً للحرية والكرامة ... لكن بعد أن أدركوا أن لا نصير لهم ... طلبوا النصرة من الله حينما قالوا : / يا الله مالنا غيرك يا الله / وجعلوا ثورتهم من بعد ذلك نصرة لله تعالى ....


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي