قال مقاتلو ميليشيات وساسة في العراق ان عشرات من الشيعة العراقيين يقاتلون في سوريا أغلبهم في صفوف قوات رأس النظام بشار الاسد ويدينون بالولاء للزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي
وتكشف مشاركة شيعة عراقيين في القتال في سوريا مدى سرعة تحول الازمة الى حرب بالوكالة بين ايران الشيعية حليف الاسد الرئيسي وبين دول الخليج العربية التي تساند معارضيه وأغلبهم من السنة واجتذب الصراع بالفعل اعدادا من المقاتلين الاسلاميين السنة من مختلف أرجاء المنطقة دعما للمعارضين السوريين في حين يتهم
المعارضون جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بدعم قوات الاسد في الميدان وبالنسبة لشيعة العراق الذين يتبعون خامنئي تشكل الانتفاضة في سوريا تهديدا للنفوذ الشيعي ويقول العراقيون الذين يقاتلون هناك ان من واجبهم مساعدة الاسد بسبب ولائهم للزعيم الايراني الاعلى ويقول متشددون شيعة وساسة عراقيون ان من بين هؤلاء منشقين ومقاتلين سابقين من جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر ومنظمة بدر التي تدعمها ايران وعصائب الحق وكتائب حزب الله وهي ميليشيات سبق أن قاتلت القوات الامريكية وقال ساسة شيعة ان المقاتلين الذين يحاربون في سوريا يفعلون ذلك دون موافقة رسمية من قادة ميليشياتهم أو من الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة ويضطرها الوضع القائم الى الحفاظ على توازن دقيق بين حليفتها طهران والقوى العربية والغربية التي تدعو لرحيل الاسد ويقول مقاتلون وساسة عراقيون ان بعض العراقيين المشاركين في الصراع في سوريا مقاتلون سابقون من جيش المهدي لجأوا الى سوريا بعد ان سحقت القوات العراقية جماعتهم عام 2007 وبعضهم الاخر موالون للزعيم الايراني الاعلى كسلطة دينية وعبروا الحدود أخيرا.
تطهير بعد النظامي
وقال منشق من جيش المهدي يكنى أبو هاجر لرويترز في اتصال هاتفي عن طريق الاقمار الصناعية من سوريا "شكلنا كتيبة أبو الفضل العباس التي تضم 500 من العراقيين والسوريين ومن جنسيات أخرى"، وأضاف أبو هاجر الذي كان مثل اخرين لاجئا في سوريا قبل بدء الصراع "عندما اندلع القتال في مناطقنا نفذنا بعض العمليات العسكرية المشتركة مع الجيش السوري لتطهير المناطق التي استولى عليها المتمردون".
جيش المهدي وقال منشق اخر عن جيش المهدي يكنى أبو مجاهد وقد عاد أخيرا من
سوريا ليزور أهله في النجف ان مهمة مجموعته في سوريا تقتصر على حماية مقام السيدة زينب والاحياء الشيعية المحيطة به لكنه قال انهم يشنون في بعض الاحيان هجمات وقائية على مقاتلي
الجيش السوري الحر عندما يتلقون معلومات تفيد بأنهم سيهاجمون المقام او مكاتب المرجعية الشيعية أو الاحياء الشيعية وقال أبو مجاهد "مهمتنا حماية المزار والمناطق الشيعية ومكاتب
المرجعية" وأضاف "ليس لدينا ساحة قتال واضحة لكن بين الحين والاخر نشن هجمات مع الجيش على مواقع الجيش السوري الحر".
ويعتبر المعارضون السوريون المقاتلين الشيعة ميليشيا موالية
للاسد وقال متشددون وأسر المقاتلين في العراق ان بعضهم أسر أو
لاقى حتفه في القتال وفي حي الامين الشيعي في بغداد تحمل لوحة ضخمة نصبت أخيرا صورة لمقاتل ملتح من جيش المهدي يقول التعليق عليها انه "استشهد" في فبراير شباط وتقول أسر من الحي انه قتل في الصراع في سوريا وأظهر تسجيل مصور بثه معارضون سوريون في موقع يوتيوب الشهر الماضي شابا متورم الوجه فيما يبدو وبه علامات ضرب وتعذيب يعترف انه من مقاتلي جيش المهدي وقال مقاتلون شيعة عراقيون انه من رفاقهم وكان يقاتل معهم في احد احياء منطقة السيدة زينب وقالوا انه خطف وتعرض للتعذيب ثم
القتل على أيدي الجيش السوري الحر وقال أبو مجاهد وأبو هاجر وساسة عراقيون شيعة على معرفة بالميليشيات ان الذين ذهبوا الى سوريا متطوعون أفراد سافروا باستخدام جوزات سفرهم بالطرق العادية واضافوا أن هناك أفرادا مسؤولين عن استقبال المتطوعين وتنظيمهم وتسليحهم وتوجيههم الى مهام لكن كلهم يواجهون مشكلة في التمويل الذي يقولون ان أغلبه يأتي من تجار عراقيين في سوريا وقال زعماء من منظمة بدر وعصائب أهل الحق وجيش المهدي لرويترز انهم لم يرسلوا مقاتلين الى سوريا لانهم يعتقدون ان الصراع شأن داخلي ويعد ارسال مقاتلين تدخلا في الشأن الداخلي السوري وقال قيادي في منظمة بدر مشترطا عدم الافصاح عن اسمه "لم نرسل احدا الى سوريا بعض الناس يعتقدون أن القتال في سوريا مشروع ولذلك يحتمل أن بعض الافراد ذهبوا الى هناك دون تنسيق مع قياداتهم".
كابوس سياسي
ويمثل الصراع في سوريا كابوسا سياسيا للحكومة العراقية التي يقودها الشيعة والتي تعتقد أن سقوط الاسد في الصراع من شأنه أن يقسم سوريا على اساس طائفي ويسفر عن قيام نظام سني متشدد معاد لها وهو ما قد يحرك التوتر الطائفي داخل العراق ويقول العراق ان سياسته هي عدم التدخل في سوريا لكنه يتخذ موقفا قريبا من موقف ايران من خلال رفض تأييد دعوات الدول الغربية والعربية الى تنحية الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية الشيعية وتحاول ايران التصدي لما تعتبره حملة من جانب الغرب والدول السنية في المنطقة لتقليص نفوذها في الشرق الاوسط وتخشى نجاح الانتفاضة التي يقودها السنة في سوريا ويقول متشددون وساسة عراقيون انه لا يوجد على ما يبدو مقاتلون ايرانيون على الارض في سوريا لكن هناك خبراء وضباطا من حزب الله اللبناني يقومون بالتدريب وقال أبو مجاهد "ايران تعمل هناك باستخدام حزب الله هناك ضباط ومقاتلون من حزب اللهلبنان يدربون المواطنين وينمون مهاراتهم وقدراتهم القتالية"، وقال سياسي متحالف مع الميليشيات ان ايران اختارت زعيما شيعيا عراقيا بارزا من منظمة بدر التي تدعم ايران بشكل وثيق جناحها السياسي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي للسيطرة على المجموعات المسلحة والتنسيق بين الحكومة السورية والجماعات الشيعية العراقية وقال أبو مجاهد "لا يمكن لقوات الجيش السوري السيطرة على كل الاراضي انها تأتي لساعة أو ساعتين يوميا لتحرير المناطق التي سيطر عليها المتمردون وتترك الباقي لنا للسكان الشيعة في هذه المناطق".
رويترز - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية