كانت النساء السوريات في بعض مناطق مصياف، والتي منها قريتي حزور، عندما يردن شراء القماش من اجل تفصيل ثياب داخلية لهن (سراويل)، يخترن قماشا معروفا في ذلك الزمن باسم (باتيستا). أما القماش المخصص للشلحات النسوانية فكان اسمه (بازين). وهي اقمشة معروفة بألوانها الزاهية متعددة الالوان والتي تتوافق والذوق الفلاحي المحب للطبيعة.
كانت الكلمة السر بين النساء والباعة، سؤال: هل عندك اقمشة (نص كسوة)؟ والحقيقة أن النص كسوة المقصود منها السروال النسائي، الذي كان يتفاوت طوله من الكاحلين الى السرة. النساء الاكثر (تحضرا) كان سروالهن يبدأ من تحت الركبة، والآجرأ بينهن كانت تضيف له قطعة من المطاط او القماش، بحيث يمكن سحبه الى ما فوق الركبة بقليل عندما تريد اغواء زوجها في ذلك المساء. اما السروال الطويل فكان غالبا ينتهي بزركشة تشبه الوردة المفتحة فيغطي بعض الكاحلين وبعض القدم. وفي الحالتين، اي السروال القصير والطويل، كان يزود بدكة من القماش تعقد فوق السرة، يتم حلها عند الضرورة وحسب اخلاق المرأة ورغباتها، فمرة تكون سهلة الفك ومرة اخرى قد تحدث حرب قبل فكها.
كل هذا الشرح لأقول: ان النص كسوة هو سروال المرأة أيام زمان. وكان شرف المرأة والعائلة والقبيلة والحي مرتبط في أعلب الاحيان بحل الدكة او فكها او عدم فكها.
في الزمن السوري المعاصر هناك بشر يخدمون هذه السلطة القاتلة دون نص كسوة بالاصل، يعني ليس عندهم دكة لا للحل ولا للربط، وما عليكم الا الذهاب للفنادق والمطاعم للتأكد مما أدعيه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية