سلاماً لكِ يا دمشقُ ... عمار الدهان

سلاماً لكِ يا دمشقُ

أُقلبُ دفاترَ ذكرياتي
صوري
أصدقائي
أبواب وجدرانَ منزلي
وتلك الدوالي
وعقود الياسيمين
وأطباق الجيران
كلها قصص
ذكرتني بكِ
يادمشقُ
وأنتِ العشقُ
والأهلُ
والصديق والجار
***
لن اسأل
من إستجار
لن أبحثَ في التاريخ
أوقصصِ المستشرقين
أو رواياتِ الأدباء
***
أنتِ بين عُقدِ الحرير
والتشديدِ المرافقِ
للشّرفاء
بأعينِ
كل من كانوا هناك
أراكِ
بكلِ
قطرةِ دماءٍ
سالت فداكِ
دمشق
يا عطر أمي
وعرقِ جبين أبي
بوجهِ يوسف
وبيبرس
ونقاءِ صلاح
بسيفِ كل فاتحٍ
إسطفَ على أبوابكِ
أراكِ
ببركة الأنبياء والقديسين
الذين صلوا لأجلكِ
بالدماءِ التي تجري
بعروقِ سواعدِ رجالك
وبحرمةِ أرضكِ ونسائك
دمشق
يا أطهرَ أمٍ
وأجمل فتاة
يا إقحوانة
ولونُ شقائقِ النعمان
ياتفاحةً
على وجنات الصبايا
ياناراًعلى الأعداء
فيكِ العروبةُ تجلت
من كلماتٍ ورغبات
فأصبحت صيحات
صرخات وخطوات
ياإكليلَ غارٍ على جبيني
بكِ ومنكِ العزُ والفخار
يا دمشق
تاريخكِ نورٌ
حاضركِ فداء
والشرقُ في مستقبلكِ
ضياء
سلاماً
إلى تلكَ الاسوار وكلَ من أمامها
جثّموا
إلى تلكَ النوافذِ وكلَ من عليها
سهدوا
إلى أحجارِ طرقكِ ومن عليها
عبروا
إلى كلِ تلكَ المآذن ومن عليها
صدحّوا
إلى أجراسِ الكنائس ومَن مِن تحتها
وقفوا
إلى نزار وفيروز
ومن بكِ تغنوا
سلاماً
من قلبي أرسلهُ
يامهدَ الضادِ
وقريرةَ الألف والباء
يامراح الأصايل
سلامي لكِ
بعددِ حباتِ قمحٍ
مرت بين حنايا الراح
سلاماً عليكِ
ببركةِ كلِ قطراتِ المطر
وكُلما مرّ ضوءُ الشمسِ
بين أغصانِ الشجر
سلاماً
إلى بابِ حارتنا
ولكلِ من إستظلَ بالكينا
إلى كلِ من بالقبور
رقدوا بسلام
وقِصصُهم وثوراتهم وأحلامهم
إلى كلِ مَن مِن كبريائي
رفعوا
ولعرينكِ صانوا
سلاماً
لكلِ أمٍ فيكِ
لكلِ شيخٍ وراهب
لكلِ فلاحٍ وعامل
لكل من ترك بصمةٍ
على أحجاركِ
لكل بناءٍ
رفع صرحاً
لكل شاعرٍ
أزهقَ حبراً
لكلِ رسامٍ
بكِ تجمل
سلاماً
لكلِ نعالٍ وحدادٍ
ومن بيده مخرز
لكلِ حفافٍ
لكل من حاكَ
ثوبكِ الجميل
للسهول
لبردى
لقاسيون
القيمرية
باب توما
والشاغور
سلاما لك يا دمشق
ولكل طفلٍ فيكِ
الى حماة الديار
فبالله ........... قفوا
فبا لله..........قفوا
فبالله........قفوا
أفلا تستحقُ منكم دمشق
التحيةَ والسلام
سلاماً لكِ يا دمشقُ



[email protected]