أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرايح "البداية".. الجاية "النهاية"!... محمد صالحاني


"هشتكنا وبشتكنا ياريس.. دا أنت رئيس والنعمة كويس".. علَّ كلام من مسرحية "الزعيم" للفنان المصري عادل إمام، تستحضر "صورتك يا سيادة الرئيس بشار الأسد"، ليقال لك "بالفم المليان" إن جميع أفراد الشعب السوري تدين بالولاء لسيادتك، مرددين أغنية المغنية الحلبية "شهد برمدا" (منحبك)، مع التذكير، بالهتاف الشهير الذي تعلمه الشعب، من نعومة أظفاره "بروح بالدم نفديك يا معلم"، متوارثينها من القول الشهير: "يا بيك لا تهتم.. منعبيلك بردى دم".. 
حالة الولاء، والحب، والعشق، والوله، لا تستطيع عين الحقيقة المشوهة أن تنكرها.. فجميعهم سيادة الرئيس معك.. يحبونك .. ويؤيدونك؛ لكن ليبقى للمنطق حال لسانه.. وواقعيته، حتى يخرج من نسب 99.9% التي نجحت بها في الانتخابات النزيهة عبر دورتين متتاليتين؟! من يقول لك: "إن هناك بعض الاستثناءات، لا تعشقك يا ريس.. منها؟
القسم الأول" أكثر من أربعة وثلاثين ألف شهيد، هم خارج نطاق المحبة والولاء مع أسرهم، الذين يقدرون وسطياً بأكثر من 175 ألف سوري، فهؤلاء منسوفون من قائمة "المنحبكجية"، ومن استثناءات مؤيديك.
القسم الثاني: أكثر من مائتين وخمسين ألف معتقل، مع وأسرهم، الذين يقدرون بأكثر من مليون ونصف مليون مواطن، شُتت شملهم، ودُمرت مدنهم، وقراهم، وهُدمت منازلهم، وقُتل ذويهم، بدم بارد، حتى أصبحوا على شفا حفرة من الهلاك، على شفا كره مطلق.. بل كره مطلق لك...
القسم الثالث أكثر أطفال سورية ببرائتها، (الذين حسب اليونسكو لم يتجاوز عمرهم 18 سنة)، وهؤلاء يتراوح شمل عددهم بنسبة تزيد عن 50% من سكان سورية، أي حوالي 12 مليون، سجلوا أنفسهم بجدارة خارج نطاق حسابات المحبة، نتيجة طبيعية لكون براءة الطفولة لم ولن، تحب قاتلها، وسارق أحلامها، وميتم نقائها، وعليه يستثنى هؤلاء الأطفال أن يكونوا معك، لهذا فالبراءة، مع أهلها وذويها، لا يؤيدنك؟!
في أيام سابقة، أصبحت من "حكايات كان يا ما كان" اعتقد الكثير من الأطفال، أنك الأب فيهم، ولم يتخيلوا أن يلعنوا "روح القائد" بقدر الدم، الذي سفكه، فكان جزء لا يستهان به من خلائق الشعب يراك الأب والقائد، لكنهم أنفسهم الآن يلعنون "البشار"، و"الحافظ" مع كل دم سوري بريء.. مع كل طفل تختطف قذارة شبيحتك برائته.. مع كل مجزرة جديدة ترتكبها كتائبك، التي نسيت العبودية لله، وعبدتك وحدك لا شريك لك؟!.
لكن لا تحزن.. وعليك أن تكون سعيداً.. والبسمة تعلوا وجهك، كما ظهرت للناس مع خطاباتك في الثورة.. فجميع الشبيحة، والجرمين، والمنتفعين خلفك، يسبحون بحمدك صباح مساء.
شكراً لأنك عرفت العالم بـ: "تلبيسة، والرستن، وكفرنبل، وكفرومة، والعشرات من المناطق"، عبر مناظر الدمار بدل مشاهد البناء، فليتك بدل الجرائم أقمت مشاريع نهضوية، في المناطق، محولاً مجازرك لمصانعك، ولا بأس حينها أن تحمل أسمك.
شكراً أنك أثبت بالبرهان القاطع أن لا حياة لمن تنادي؟! فالمجرم لا يلد إلا مجرماً، والقاتل لا يولد إلا القتل، وحسب المثل القائل "ذنب الكلب أعوج".
صحيح نام الوحش في داخلك زمناً، لكنه استيقظ بليل صارخ، ليطارد ضحاياه، ويرشف دمهم، ويسكت أنفاسهم، ويسرق أحلامهم، ويقتل أطفالهم، ويرمل نسائهم، وينتهك حرماتهم، لمجرد أنهم طالبوه بما سرق أو ورث دون حق.. فبشرى مهما عدوت، وتعديت.. إنك إلى زوال قريب.. بإذن الله الواحد القهار. 
إذا غنت المطربة السورية "برمدا" أغنية "منحبك، ونحنا الجيل الجاية، من عنا البداية"، فالشعب السوري يغني لك "منكرهك، ونحن الجيل الجاية من عنا النهاية".. خاتمة الذل، والقهر، والعبودية".
أخيراً اختار السوريون قدر الإيمان بالحرية، التي إذا خالطت بشاشة القلوب النقية، فكانت أشبه بدعوى الأنبياء، وأتباعهم، الذين يزيدون، ولا ينقصون، فهؤلاء طلابها الشرفاء، من كل الأطياف.. رجال يضحون بالغالي، والنفيس، ليواجهوا عهر النظام، وجبروته، بطهرهم، وفساده بعفتهم، ووحشيته بإنسانيتهم، وكفره بإيمانهم، حاملين قضية الحق في عقولهم، دافعين ثمنها أرواحهم، ودمائهم.. يشردون، ويقتلون، لكن لا يتراجعون عن مطلبهم، إنها الحرية ودعواها الحق. هؤلاء هم "أعداء أنصارك.. فهل تحسب؟!".  

(113)    هل أعجبتك المقالة (115)

سوري ويانيالي

2012-10-09

يالجمال الكلمات حين تقع كل كلمة منها في مكانها و تشكل تلك اللوحة التي لا يتسنى لاحد أن يقرأها الا ويرى الواقع على ماهو عليه أحسنت التعبير يا استاذ محمد وأحسنت السخرية وأحسنت كلماتك الرائعة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي