هل سيقدم النظام الإستبدادي القمعي السوري من إستخدام الأسلحة الكيماوية لحسم المعركة أنطلاقاً من حلب، وخصوصاً في ظل الحديث عن حشده 30 ألف جندي ومئات المجنزرات تمهيداً لأقتحام المدينة وهو ما دفع البعض إلى التحذير من حصول أمّ المذابح هناك؟
كيف يسكت المجلس الأمن على الجسر البري والجوي التي أقامته إيران عبر حكومة المالكي الطائفية الفاشية العميلة والتي ترسل فيه كل أنواع الأسلحة والخبرات والخدمات اللوجستية لقتل الشعب السوري، كيف يتشدق العالم أن لا تدخل إلا بحصول موافقة من مجلس الأمن؟ فهل روسيا أخذت موافقة مجلس الأمن عبر دعمها ضد الشعب السوري؟وهل إيران أخذت موافقة من مجلس الأمن في تدخلها السافر وعدوانها البربري والهمجي على الشعب السوري وكان آخرها أرسال طياريين إيرانيين لضرب المدن والبلدات السورية وتدميرها بالبراميل المتفجرة التي يلقونها؟ هل أخذت أمريكا وبريطانيا موافقة مجلس الأمن لغزو وإحتلال العراق؟ وتسليم العراق على طبق من ذهب إلى طهران، لم تعلن إدارة الرئيس إوباما شجبها ومناهضتها لسياسة الحكومة القمعية الفاشية العميلة والمرتبطة بأجندات المد والتوسع القومي لفيلق القدس الإيراني في العراق، وميليشياته الإجرامية المتغلغلة في ثنايا وأعماق أغلب المؤسسات الأمنية والعسكرية للدولة العراقية، حتى وصلت إلى حد التغاضي عن إنتهاكات حكومة المالكي الديكتاتورية العميلة للحقوق المدنية وعدم إحترامها لحقوق الإنسان في المجتمع العراقي، والقمع الذي تتعرض له الحركة الوطنية والمقاومة الرافضة للطائفية العرقية وللوجود الإيراني والأمريكي، فإذا بالحرية والديمقراطية القادمة مع الغزو تتحول إلى حرية التحريض الطائفي والعرقي، وتقسيم البلاد إلى كيانات أنعزالية متقاتلة، ومن حقنا أن نعلم عن سر هذا الموقف الأمريكي ومفارقته في دعمه للنظام المالكي الطائفية البربرية العميلة، فالأحزاب الدينية الحاكمة في العراق هي من صناعة إيرانية، ومن معها في العملية السياسية المخابراتية، إلى درجة أصبحت مدن العراق وساحات العاصمة بغداد بمثابة مراكز إعلامية تـُعلق عليها صور القادة الإيرانيين خميني المقبور وخلفه خامنئي المجرم ولأعلام حزب الخراب (الله) اللبناني وأمام مرأى العالم وسمعه .
وماذا عن مستقبل النفوذ الإيراني في العراق، مما جعلت من إيران قوّة إقليمية كبرى لم يعد من الممكن ضبط طموحاتها الإمبراطورية بوسيلة أخرى غير شنّ الحرب عليها!
وماذا عن تتدخل في اليمن، وهيمنة وشقت الصف اللبناني منذ إشعال الحرب الأهلية فيه عام 1982، وتتحكم وتهيمن على سوريا منذ أكثر من ثلاث عقود، وتساهم الآن ومنذ عشرون شهراً بقتل وإبادة الشعب السوري بشكل علني وبدون حياء أو خوف، وتعمل جاهدة على تدمير ومحو الدولة السورية لتلحقها بالعراق لأنها تعلم بأن النظام السوري سيزول حتماً، تثير الفتن في السعودية والبحرين على أساس طائفي، وتعمل جاهدةً على شق صف الوحدة واللحمة الوطنية فيهما، تحاول تقسيم اليمن مرة ثانية، وكذلك ليبيا، هذا بالإضافة لتدخلها السافر حتى في الشأن السوداني والجزائري .. والقائمة تطول وتطول.
غير أنّ الأحتقان الراهن الذي يجتاح صفوف الشعب الإيراني، يحمل من حيث الشكل صيغة التذمّر من خطط حكومة ملالي إيران الإرهابية، السياسية والأمنية والأقتصادية والثقافية، ولكنه في الجوهر يدور حول إنقاذ أبنائها التواقة للحرية والإنعتاق من هيمنة هؤلاء الملالي الدجالين الذين تستروا تحت رداء وعباءة الدين والمذهب زوراً وبهتاناً على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لابد من زوال نظام ملالي إيران الذين عاثوا في الأرض الفساد ونشروا فيها القتل والخراب والدمار، وأن ينقذ الشعوب الإيرانية وشعوب المنطقة جمعاء من حكام إيران من الملالي والحرس الثوري والقدس المتعطشين لسفك دماء الأبرياء، وأن تكلل جهود أبناء الثورة والأنتفاضة الإيرانية الجديدة بالنصر والنجاح . وأن ننقذ الشعب العراقي من مخالب المشروع الصفوي التلمودي المتغطرس، وأن يخلص الشعب العراقي من طغيانهم وإستبدادهم وقتلهم الذي يمارسونه بشكل وحشي على أساس طائفي قومي مقيت، لم يشهد له تاريخ العراق مثيل منذ أن أحرق المغول التتر بغداد وأبادوا أهلها قبل أكثر من 754 عاماً.
الشعب الإيراني أصبح أكثر من نصفه تحت خط الفقر نتيجة تدفق أموال الشعب الإيراني لعصابة الإجرام الأسدية (الوحش كنيته سابقاً)،على الشعب الإيراني أن ينتفض ضد عمائم ولاية الفقيه الطائفية الفاشية الذين يرهبون الشعب الإيراني وشعوب المنطقة فلن تهدأ المنطقة من الفوضى والدمار وزرع الفتن والقتل وتصديرعقيدة التشيع الفارسي، ما زالت المظاهرات التي شهدتها وتشهدها مدن إيرانية، طهران ومشهد خاصة، على خلفية هبوط سعر صرف الريال، وفقدانه قرابة نصف قيمته الشرائية، 37.5 ألف ريال للدولار في يوم 3-10-2012 وأصبح بلا قيمة ولا يستطيعون أن يشتروا حتى المنتجات الغذائية الأساسية، وغداً سوف تنفجر ثورة الشعب الإيراني ويتحرر من عبوديته ويتخلص من جلاديه الإرهابيين .
ما يدفعني إلى طرح هذا السؤال لماذا وراء ذلك التحذير المثير الذي وجهته إيران إلى حليفها الأسد (الوحش كنيته سابقاً) عندما قال علي أكبر صالحي "إن إستخدام الأسلحة الكيماوية سيؤدي إلى فقدان مشروعية النظام كله وإلى نهاية كل شيء".
وقد تزامن الأعلان مع التحذير الذي وجهته روسيا إلى حلف شمال الأطلسي من مغبة التدخل في سوريا، بدا وكأن النظام الذي عجز عن حسم معركة حلب منذ تموز الماضي والذي وصلت الأنقسامات إلى داخل صفوفه الحيوية في القرداحة، كما تردد في الأيام الماضية، يمكن أن يقوم فعلاً بهذا الأمر.
ما يزيد من هذه المخاوف قول اللواء المنشق علي سيلو المسؤول السابق في إدارة الاسلحة لكيماوي لصحيفة "التايمس"، "أن مناقشات جدية جرت حول إستخدام الأسلحة وشملت كيفية إستخدامها والمناطق التي تستهدفها: "ناقشنا ذلك كخيار أخير في حال فقد النظام مثلاً السيطرة على منطقة مهمة مثل حلب"!
لكن رغم التآكل المستمر في بنية النظام وأقترابه المتزايد من الأنهيار ولو بعد أشهرأو قد تطيل لفترة أطول ، فإنه يعرف أن إقدامه على هذا الأمر يعني إنه صنع موته الفوري بيديه، ولهذا فإن تحذير علي أكبر صالحي يمكن أن يكون مرتبطاً بضرورات إيرانية أكثر منها سورية، بمعنى أن طهران تعمدت بأسلوب التقية أن تظهر ومن نيويورك، وجهاً مسؤولاً وعاقلاً كمقدمة للبحث عن مخارج تساعدها في تجاوز أزمتها الأقتصادية، التي بلغت ذروتها بعدما وأصلت العملة الإيرانية سقوطها وباتت على عتبة أنهيار كارثي يهدد إستقرار النظام، والغلاء الفاحش وأنعدام البعد الأخلاقى للملالى الطاغوتية الحاكمة وبعدهم عن الشعوبهم الفقيرة المحرومة والمنكوبة ينبئ بثورة جديدة لإسقاط الملالى الفاسدين بإيران الذين نهبوا البلاد والعباد.
وخصوصاً مع الصدامات التي حصلت يوم 3-10-2012 مع الشرطة في طهران وبدء أضراب تجار المحافظات الجنوبية والغليان في سوق العملات.
وفي ظل الحديث عن أضطرار إيران إلى دفع عشرة مليارات دولار حتى الآن لدعم نظام الأسد(الوحش كنيته سابقاً)، ومع التلويح الغربي بمروحة جديدة من العقوبات الأقتصادية التي ستزيد من خنق الأقتصاد الإيراني، من الطبيعي أن تبدأ البحث عن بدائل في سوريا وربما عن لغة تصالحية مع الغرب الذي يعجبه تحذيرها الأسد من إستعمال الأسلحة الكيماوية. ثم أن النظام الإيراني يعرف جيداً أن "الثورة الخضراء" التي سبق له أن قمعها لم تمت وإن الأزمة الأقتصادية الخانقة قد تؤدي إلى هبوب رياح "الربيع الإيراني" مجدداً!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية