كان النظام الأسدي يتشدق ويتفاخر بأن من منجزاته حرب 1973 فما هي خباياها : كان الشعب العربي في سوريا ومصر يضغط من أجل استرداد الأراضي المحتلة، وقامت تظاهرات في مصر سنة1972م لأن السادات تأخر بالحرب ،وتذرع وقتها بالوضع الدولي وانشغال العالم بحرب الهند مع باكستان، وبالنسبة للسوريين فمعروف أيضا حماسهم لقتال الصهاينة، لذلك كان اجتماع السادات مع حافظ ، وكان حديثهما عن حرب تسكت الشعب ، وتعطيهما رصيدا ليحكما سنوات أكثر،وبأن هذه الحرب ستجلب شعبية وشهرة يطمحان إليها محليا وعربيا، كما يتم التخلص من الضباط الخطرين،
وتجعل الناس ينسون تورط الأسد بتسليم الجولان (حين أعلن حافظ أسد بنفسه عام 1967م سقوط القنيطرة قبل سقوطها، ومعروف أن القنيطرة تقع خلف القوات السورية التي تحميها ، وسقوطها يعني أن الجيش ستتم محاصرته من الخلف إذا لم ينسحب بسرعة، فكانت الأوامر بانسحاب كيفي فوضوي) حدث هذا عندما كان حافظ وزيرا للدفاع ، وذكرت صحف غربية وقتها أن ذلك قد تم مقابل موافقة أمريكا على استلامه رأس السلطة ، وهذا ما حدث فعلا فبدلا من إقالته ومحاكمته وجد الطريق ممهدا للاستيلاء على السلطة، وذكر المراقبون أن هذا من المستحيل أن يحدث إلا بموافقة أمريكية.
ويرى البعض أن الحرب أحيانا تكون لإرضاء هواية موجودة عند كل الانقلابيين العسكريين وهي القيام بمغامرة حربية يستعرض فيها مهاراته الدونكيشوتية (انظروا كل الدكتاتوريين وحروبهم والسادات وحافظ ليسا شاذين في هذا المجال) . وكانت الحرب، حيث كانت البطولات الحقيقية فيها تعود لأبناء الوطن المسجونين حاليا مثل نجاتي طيارة ورفاقه، فقد كان حثالة النظام يتوارون وراءهم يرتعدون خوفا ، ويزجون بغيرهم لأتون المعركة ، بينما اندفع المتحمسون الحقيقيون للتحرير ولم ينتبه هؤلاء الأبطال الذين بذلوا دماءهم فداء للتحرير أن الأمر هو حرب تحريك ودعاية للنظام ، وقد ذكر الكثير من الشهود أن النظام كان يهدف فيها إلى التخلص من الضباط المعارضين حيث كان يزجهم في أماكن الخطر بينما ضباط النظام يقبعون في حصونهم الخلفية ، وقد كان النظام يحبط أحرار الجيش الأبطال بمفاوضات جبانة، وخلافات مصطنعة مع الجيش العراقي، حيث منعه من الوصول بعد أن تقدم للحرب خوفا على عرشه من السقوط، مما أدى لخسارة الجزء الذي تم تحريره في بداية الحرب، فالحفاظ على السلطة هو الأولوية عند النظام الأسدي مهما كان الثمن الذي يقدمه لللصهاينةأما الحرب ونتيجتها فلا تهم النظام إلا بما يخدم بقاءه في السلطة . من هنا ليس للسادات وحافظ من هذه الحرب غير الاسم، وغير الانصياع لرغبة الشعب ومصادرة بطولاته وادعاءها لأنفسهم، والحرب قد فرضت عليهما فرضا من الشعب وليس تفضل منهما . وإذا كان انصياع الرئيسين لمطالب الشعب أمر ظنه البعض أنه يواري سوءات ما قبل الحرب ، فإنه لا يغفر ما بعدها من سوءات،لا يغفر انبطاح السادات في كامب ديفد، ولا مجازر الأسد في تل الزعتر وغيرها بحق المقاومة الفلسطينية ـ حيث قتل من الفلسطينيين أضعاف ما قتلهم الصهاينة ـ ولا يغفر ارتكابه لمذبحة العصر في حماة وغيرها من المجازر بحق الشعب في سوريا، فقد قتل عشرات الآلاف وهجر وأخفى في سجونه الرهيبة أضعافهم ،لا يغفر تحويل سورية إلى مملكة أو مزرعة خاصة له يورثها ويوزع ثرواتها ومناصبها على أقاربه آل الأسد و مخلوف وشاليش...وكأننا في العصور الوسطى،وليس في القرن21 .عصر المؤسسات والشعوب التي عرفت أو سمعت على الأقل بمعنى الحرية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية