أعذِّب الأرضَ حين أمشي،
وتعذِّبني حينَ أتوقَّف.
أما إذا مشَّطتْ أصابعي العاريتين
خصلاتُ الحقول التي تجلس القرفصاء،
كأنَّها تسافر من دون جهةٍ،
أو بوصلة.
أعذِّبُ سحابةً من كستناء برّي حين تُمطر،
وتعذبني حين أُزهر.
وحين أغرف الحبرَ من عينيها،
أقول لبساطين يمتدان على كفَّيها:
طِيرا بقلبٍ زرعته وسائد النوم
حلماً وردياً.
دعوه يتأمل رتلاً من صنوبرٍ،
يصطفُّّّّّّ في ثغرها الجبلي.
أُكذِّبُ عذابي حين أُمشي أو أُمطر،
وأُمطرُ المشيَ بقصيدةٍ واحدة
لأجرَّ بخيطٍ من دموع...
حنيناً يتوسد الذكريات العميقة.
وعلى دمعٍ،أنتظر فتاةً من عقيق
تهجر مرآتها...
وحزنَها العتيق.
أعِّذب انتظاري حين لا تجئ
وتجئ.. فأنتظر عذابي.
أما إذا مضيتُ إليها دون إنذار
وإذا ترصَّدت هدوءها كحمامة
أو ثورتها كعاصفة،
تسري بعيدةً عنِّي بعينيها النجلاوين
كأنها لاتعرفني،
كأني ما رسمت أصابعها مفاتيحاً لصدري
كأني ما قبعتُ في كوخيَ الصغير،
أو مارِحْت ُأعصرُبأصابعَ من ريحي،غيمتين
ترشحان شهداً وعسجداً .
تسري،تُبرق بعيداً عني ..
تمضي مع الريح بخطوات باردة،
وفي عينيَّ تنوح قبائل شوقٍ وتتوقد..
كأنني أسند رأسي إلى فراغٍ،
وألتحف سراباً،وأبسطُ رملاً ..
أعذِّب الأرضَ حين أمشي،
وحينَ أمشي كأنني شبحٌ غريب،
يتسكع تحت جدول البكاء المرتجفة..
والوقت المتساقط يفضح العمر المختبئ
تحت تجاعيد الكلام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية