أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ماذا أبقى المفتي للقضية ... امل عريضة

هل الشيخ حسون مسؤول عن الفتوى ؟؟؟؟

 

استوقفني البارحة في زمان الوصل العنوان التالي( لعن الله من قتل طفلا أو شخصا فلسطينيا أو إسرائيليا أو عراقيا) قرأت الخبر ثلاث مرات لأتيقن منه ومن نسبة هذه العبارة إلى مفتي سورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون في كلمته أمام البرلمان الأوربي. أول مافكرت فيه أنّ هناك توجهات جديدة للسياسة السورية تمرّر عبر السلطة الدينية كما يحدث عادة في المواقف التي تمسّ كيان الأمة، أو أنّ فضيلة المفتي يطمح إلى مكانة دينية عالمية، وتساءلت إن كان الخبر كما نقلته زمان الوصل دقيقا أم أصابه سوء فهم من المحرر أو الناقل.

أحدث الخبر رجة في تفكيري فلم أستطع الانتظار إلى أن يعلن المفتي مسئوليته عن هذه العبارة أو ينفيها فبدأت بتحليلها لأفهم أبعادها وخلفياتها. أفهم تحريم قتل الفلسطيني والعراقي والذي رغم بديهيته عندنا مازال القتل مستمرا بأيدٍ داخلية وخارجية. أفهم كذلك تحريم قتل الطفل.. أي طفل كون النبي الكريم وأصحابه أوصوا القادة الفاتحين بعدم قتل الأطفال والنساء والشيوخ واقتلاع الزرع والش جر. أما تحريم قتل الإسرائيلي فهو مانريد فهم تفاصيله.

أذكر حديثا لأحد الجهاديين الفلسطينيين على شاشة التلفزة:" اليهودي خارج فلسطين ليس عدونا. عدونا هذا الذي انتزع أرضنا وأقام عليها" تساعدني هذه الفكرة في فهم تصرف صديقي الفلسطيني الذي يفخر دوما بعائلته المناضلة ومع ذلك يساعد امرأة إسرائيلية قادمة مثله إلى كندا. يشرح لي أنها ولدت ونشأت هناك في بلده الذي حرم هو منه. لم تعرف وطناً آخر، ولاذنب لها ولاخيارات سياسية". أقول تساعدني هذه الفكرة قليلا فقط على فهم أبعاد أزمة الجيل الإسرائيلي الجديد، فمخيلتنا مليئة بقصص فطيرة صهيون التي يعجنها اليهود من دمائنا.

تستوقفني طالبة أمريكية في مبنى كليتي في ميشغن. تعلّق على بعض كتبي وماأحمل من أدوات كعادة معظم الأمريكيين في إلقاء السلام والتعارف. تسألني عن بلدي. أكتشف أنها لم تسمع بسورية كمعظم الأمريكيين أيضا. بعد شرح مفّصل لها عن موقعنا الجغرافي تقول لي إنّ جذور أهلها تعود إلى تلك المنطقة.. إسرائيل. وتضيف: لكنّ ذلك حدث منذ آلاف السنين. دقت أجراس الخطر في أعماقي لمّا علمت أنها يهودية، واستيقظت في مخيلتي صورة معصرة يدوية كبيرة مخبأة في قبو دمشقي وتحتها بئرٌ مليءٌ بالدم. وعدتني كِم أن نلتقي بعد أسبوع في نفس المكان والساعة. خلال هذه الأيام تمكنت من إقناع نفسي بأنها مجرد أمريكية يهودية ولاعلاقة لها بإسرائيل، ولابأس من إقامة صداقة حذرة معها. الأسبوع القادم لم تأتِ. رأيتها صدفة فاعتذرت بلطف وانسحبت. عرفت أنّ معصرة ما أو ربما حجرا استيقظ في مخيلتها أيضا، وأنها أكثر ضعفا وخوفا مني.

في الجانب الآخر من القضية-الجانب الإسرائيلي- يحضرني مشهد آخر.

ازدحم أحد الأسواق الأمريكية بعدد كبير من الباعة الأغراب الذين راحوا يعرضون بضائعهم في وسط الطريق. يدور حديث بين بائعة وطبيب عربي. تسأله عن بلده فيجيب بالانكليزية: سيريا. تقول إنها لم تسمع بهذا البلد ، فيخبرها أنه يقع في المنطقة العربية. تسأله مجددا: ماذا تقولون له بالعربية؟ يجيب: سورية. تهتف: سورية! سورية! ثم تنادي أصحابها الباعة الذين يتناقلون الخبر بسرعة ويلتفون حوله مرددين: سورية! بينما يركض إليه رجل مسن نوعا ما: أنا حلبيّ. هل أنت من حلب؟ يجيب الطبيب: لا. من دمشق. وقد عرف لحظتها من لهجتهم أنهم إسرائيليون. سألته حين أنهى قصته: أيحنّ حقا هذا الإسرائيلي إلى حلب؟ أومازال يعتبر نفسه حلبيا؟ ثم أضفت: هل شعرت بالرثاء لهذا اليهودي الذي فرضت عليه السياسة مغادرة حلب للأبد؟ أجاب: لا.. فمأساة الشعب الفلسطيني أكبر بكثير من مأساة هذا الرجل الذي أعطي وطنا بديلا بينما لايملك الفلسطيني وطنا حقيقيا إلا في الذاكرة والحلم.

هل رأى فضيلة الشيخ المفتي هذا الجانب من القضية الفلسطينية فأشفق على الجيل الإسرائيلي الجديد والذي قد يكون لاذنب له فعلا ولم يقترف الاحتلال ؟ أم رأى بعض ناشطي السلام الإسرائيليين المناهضين لحكومة الاحتلال داخل إسرائيل ووجد أنّ قتلهم غيرُ إنسانيّ و لن يفيد القضية بل ربما قد يخدم الحكومة الصهيونية إذ يريحها من ضغوطاتهم وإزعاجاتهم؟

أم أدرك صعوبة حل القضية وأنّ هذا لن يتم إلا بظلم البعض خاصة وأنّ الجانب الفلسطيني بات لايبشّر بخير، ففصّل مفتاحا سحريا لحل القضية؟

مع قراءتي البسيطة-ولاأدعي العمق أو العلمية والموضوعية-للوجه الآخر للقضية-الوجه الإسرائيلي- كما يطرحه بعض الإسرائيليين أو تروّج له الصحافة الغربية أسأل فضيلة الشيخ-إن كان مسؤولا عن هذه الفتوى- هل يلعن الله فلسطينيا يقتل جندياً إسرائيليا احتل أرضه؟ وماحكم الحجر إن أسال دماً صهيونيا؟ وأخيراً.. ماذا أبقيت للقضية؟  

ديترويت - زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (109)

مرمر

2008-01-20

استطعتي فعلا ان تلتقطي تلك الموجات التي تدور براسي فعلا ... هل زيارة بوش للمنطقة وتصريحاته التي لم يحرك لها اي من العرب ساكنا ولم يهتز لها ولا حاكم عربي واحد فاتتك ؟؟؟؟ ام ان هاذا الحسون غرد فعلا باللكنة الامريكية واطرب الاوربيين وحلفائهم " وجه الشبه " بوش جاء يهدد ويسوق ويلمع حربه المقدسة هل ياترى الحسون يسوق لشيء لم ندركه بعد ...... اذا كان الدم الفلسطيني بنظره مساوي للدم الاسرائيللي او اي دم عربي اخر فعذرا شيخ حسون انت تتكلم فقط عن وجهة نظرك التي ليست طبعا هي وجهة نظر السوريين ..


مفتي بأيش

2008-01-20

حسون يغرد مع الغرب ، ويعكس ما يعكسه من التقارب والتحابب بين الغرب والشرق ، ويستجدي البابا عل وعسى أن يرضوا عنا ..نه يعكس يعكس بلاها احسن ........ مفتي مفتي ... علامة .. بس مفتي وعلامة بأيش دخيلكن !!!!!!! .


روز

2008-01-20

كلام جميل جدا ومقنع ومعبر كأنك تتحدثين عن بنات أفكار الأغلبية مننا ... من منا لم يشاهد الاحتفالات التي اقيمت بزيارة رجل السلام بوش لمناطق العربان والمؤمنين من منا لم يرى مئات من القتلى بالعراق وفلسطين ولبنان ... من منا لم يرى العذاب الذي يتللقاه الآن أهل غزة ومرضى غزة بسبب من ؟؟؟ من منا لم يشاهد الدم العربي يهراق بسبب الدمار واختلاف الآراء بلبنان والعراق وفلسطين ذكرتيني بقصة في أمريكا أيضا تقاسمت الغرفة مع طبيبة اسنان كنا ندرس سوية وبقينا على هذه الحال مدة سنتين ولم يعرف كلا منا أي شئ عن الآخر ببلده وبعد مرور هذه السنتين عرفت أن من أسكن معها يهودية تدرس بكلية الطب وكانت علاقتنا جميلة جدا وبقينا . فهناك لفتة صغيرة إلى المحبة التي يفتقدها الناس لو أن المحبة تسكن جميع القلوب لعم السلام على الأرض بين جميع الشعوب وشكرا لك سيدتي الرائعة وكل يحاسب على كلامه..


سامر رضوان

2008-01-20

لغة هادئة وموضوعية إلى درجة معقولة ..مع أن نقاش السياسي مفصول عن الخطاب العاطفي ...ولذلك أتفق معك أمل في الهدف العام ولكنني أسجل اعتراضاً في حيثييات الشرح مع حبي.


جبران

2008-01-21

ليس للمفتي غير ان يفتي ويحلل التنازل السياسي الحقوقي عن حقنا وهذا ماسنشهدة في الفترة القادمة . لقد باعت القيادة الوطن وعلى الوطن السلام. .


محب سوريا

2008-01-22

اهنئ الحسون على مسارعته بوقف اي نضال في سبيل تحرير الجولان وفلسطين,لكن مقابل ماذا تم ذلك بلأمس يشبه فتح الأندلس بالغزو الصليبي,هذا الشخص يجب مواجهته على كافة المستويات (علماء,مثقفين,سياسيين ....) 0.


زكريا عبارة

2008-01-22

التسامح والعفو عند المقدرة من شيم الأنبياء أما التسامح مع عدم المقدرة فهو من شيم الجبناء يبدو أن المفتي اختلط عليه الأمر على فلم يضع الأمور في نصابها فلعن في جملة من لعن من يقتل إسرائيليا أنا متأكد أن الأوروبيين والعالم أجمع قد استخف به وبتصريحاته الغير منطقية لأن العالم يحترم القوي ويستهتر بالضعيف أشكرلك إثارة الموضوع وتحية لك ولكتابتك الرصينة .


حســـــــــــــــــــــــ

2008-01-22

اهنئكم بهذا المفتي , حلاوتو عقلوا شغل ايدو و فتاوي شغل ............... و. أما مفتي , حبيبي مفتي يملك نص حلب من وظيفتو بدائرة اوقاف حلب , بيطع مفتي و مسطي ؟.


مغيب

2008-01-23

ليته استخدم عبارة "...بريئاً سواء أكان يهودياًأو مسيحياً أو مسلماًأو من أية ديانة أخرى" بدلاً من عبارته غير الموفقة أبداً وأنا أعلم أنه يريد أن يطرب السامع الغربي بما قاله لكن ليته درس وفهم وعقل كيف يفكر الغربي قبل أن يتفوه بهذه العبارة المجانية التي تلزمنا وتديننا من دون أن تلزم عدونا بشيء، على قاعدة: "أما أنا فلا أخلع صاحبي!" واضح أن مشكلة العديد من مسؤولينا لا يعرفون إلا القليل القليل عن طريقة تفكير الآخرين. لا بد للغة الخطاب عند الكثير الكثير من مسؤوليناأن تتغير. لقد زاد صاحبنا في الرقة حتى انفلق؛ وفلق سامعيه من برلمانيي أوروبامن الضحك وعدم التصديق..


من جديد انا

2008-01-24

الرجاء من العريضة احالة اوراق المفتي الى فضيلة المفتي .


ع صقر

2008-01-25

السيد مفتي سوريا ...وبعد تصريحاتك والتي تتبنى ثقافة ال لاعنف نأمل أن تكون مفتي لكل القوميات والاديان ..وحماك محبيك من مروجي ثقافة ال عنف ..(الله محبة )......


التعليقات (11)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي