بسببهم حرم والدي وطنه، اهله، بيته، حارته، اصدقائه، ذو الـ18 عشر ماذا فعل لكم، ماالذي اقترفه، عاش وحيداً في غربته يعاني ويصارع شوقه وحنينه لكل هؤلاء ..
نشأت من صغري على كره ذلك المجهول اللذي اصبح اليوم حقيقة امامي التمسها برؤيتي بطشه وجبروته، اشعر بها اقنع بحقيقتها رغما عني.
جافاني النوم وهجرني الفرح، وغادرتني الابتسامة وودعني الضحك، منذ ان عشت هذه اللحظات والتمست معاناة والدي وظلم هؤلاء، الذين لم اجد لهم تسمية فهم ليسوا ببشر ولاحيوانات،هم لاشيء..
وكيف لا اكرههم وهم من رملوا خالتي، ويتموا اولادها، هم من سرقوا الضحكة من شفاه جدي وحرموه شبابه...
هم من حرق قلب جدتي وحفروا على وجنتيها اخاديد على مر الزمان.
كيف لا وهم من بسببهم عاش زوجي يتيما مكسور الخاطر نشأ بلا أب يربت على كتفيه، حرموه والده منذ ان كان عمره سنتان !
كيف لا وهم من هجر اعمامي واخوالي، واقاربي وجيراني، وهم من زود الآمي وحرموني لذة الانتماء ..
لماذا وبأي شرع هذا ؟
كيف لا اكرههم، وانا في كل يوم احاول النوم ولا اجده وعندما اجده تصارعني فيه الاحلام، اود لحظتها الصراخ، واقول في داخلي تنفسي ايتها الكلمة على ايقاع خوفي، وحدتي، غربتي لحظتها عدت الى الوراء وقفت على باب مغلق لم يفتح امامي، التقت افكاري في داخلي لقاءا فاصلا بين ارض الوطن والغربة الموحشة واعادتني الى حيث لاضجيج..
أبحرت مع افكاري لمسافات، مررت بقرب شاطئ جميل وهوائه عليل، لمحت فيه طيفا يجتاحه الموج، تذهب به موجة صغيرة بعيدا وتعيده اخرى، وبينما انا مسترسلة في حلمي هذا , ينقطع الاسترسال فجأة، ذهبت به الرياح العاتية وبقيت عيناني معلقتان اريد استرجاعه ولكن بلا جدوى!
وبقيت بعدها في تساؤل بيني وبين نفسي ماهو ذلك الطيف اللذي رأيته في حلمي، كان يشع نورا وضيائا، وهل سيعود يوما؟ هل هو قريب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية