تناقلت صحف لبنانية منها معلومات عن دعم ايراني لقرى شيعية في سوريا بعينها، وحصول الجيش الحر على سلاح جديد - ليس حديث - من مجموعة كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني.
وأشارت مصادر أن الدور الإيراني في سوريا بدأ يتخذ أشكالاً عدة، منها ما يصبّ مباشرة في دعم الأسد، ومنها ما يصبّ في إطار البدائل الممكن استثمارها في حال سقوط النظام، كتعزيز حال الفوضى والطائفية وإضعاف الدولة السورية ككل بما يُسهّل عليها لاحقاً إدارة دفّة البلاد عبر الانقسامات الداخلية وعبر هذا الضعف المؤسسي، تماماً كما يحصل في النموذج اللبناني.
وتشير هذه المصادر نفسها إلى أنّ ضمن سياسة تعزيز المنحى الطائفي، قدّم النظام الإيراني أخيراً دعماً مباشراً من المال والسلاح إلى بعض القرى الشيعية الصغيرة، خصوصاً بعض المناطق مثل ريف حلب (نبل، الزهراء) وإدلب (الفوعة) ومناطق أخرى، حيث يتمّ تحريض بعض سكان هذه القرى المحاطة بقرى أُخرى سنّية لتفجير الوضع طائفياً، وهو الأمر الذي يتم احتواؤه حتى الآن على رغم المجازر الطائفية التي تجري في حقّ الشعب السوري.
وتابع أحد الكتاب في صحيفة الجمهورية اللبنانية: "في حين يشكك كثيرون في مثل هذه الروايات عن الدور الإيراني المباشر داخل سوريا، تشير المعلومات إلى أنّ هذا الدور بدأ يتمدّد خارج الإطار الشيعي - العلوي ليصل إلى المناطق الكردية أيضا. وتفيد المعلومات الواردة من هناك أنّ عناصر من "الجيش الحر" اشتروا مؤخراً أسلحة وذخائر من مجموعات كردية قريبة من حزب العمال الكردستاني، لم تكن حديثة أو متطورة، إلّا أنّ اللافت فيها أنّها كانت جديدة، بمعنى أنّها ليست من الصنف المخزّن والذي غالباً ما تكون معظم الذخائر المباعة على شاكلته، وهو ما يعني أنّ هذه الأسلحة والذخائر وصلت حديثاً إلى أيدي هذه المجموعات الكردية".
وبحسب ذات المصادر تتقاطع المصادر السورية والتركية هنا على أنّ هذه المجموعات الكردية تسلمّت هذه الأسلحة من إيران عبر العراق، وأنّ الدور الإيراني هنا لا يهدف إلى استخدام الأكراد ورقة للضغط على تركيا في المقلب الآخر من الحدود فقط، إنّما من أجل إنشاء منطقة فاصلة بين تركيا والنظام السوري تكون مسلحة بنحو ممتاز في وجه تركيا، وفي وجه كل مَن يحاول إقامة منطقة آمنة انطلاقاً شمال سوريا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية