أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اعلن انشقاقي .... عفوا،،،، انحيازي للوطن... ماجد الشيباني*

اعلن انشقاقي، نعم، لحظة.....؟ بل اعلنت انشقاقي منذ نعومة اضفاري، واعلنتها في السر، وفي العلن، حيث لم يكن لي شرف الانتماء لحزب السلطة، قاومت كل الضغوطات والتلويح بعصا المخابرات ، وغول التعذيب ، وزوار الفجر الذين تنبعث من اجسادهم وافواههم روائح تزكم الانوف، اعلنت انشقاقي منذ ان عرفت ان هناك عصابة او اتباع مصفقين لعصابة تسكن دمشق، تعيث فيها فسادا، تنهب خيراتها، افسدت شامها، وسامت اهلها الوان العذاب والذل، يوم ان امعنوا في التخطيط لاذلال الوطن، وتشكيل سرايا و وحدات وقوات خاصة وقطعان من اجهزة مخابرات تحت اسماء من الجوية الى البحرية الى الارضية والفضائية ومؤخرا الالكترونية، كلها تستبيح الارض والمواخير والبحر وما دون الارض، تنشر القتل والسحل والدمار في كل ركن قصي في ارض سوريا، زرعوا ونصبوا الاكثر ولاء وطاعة لهم، من لا يعرفون سوى السجود والحبو في فلكهم، على راس اجهزة المخابرات لتستمرأ جسد الوطن قتلا وسحلا وتدميرا، اكثروا من اشادة السجون وفق اقسى المواصفات التي تعافها النفس البشرية، يوم ان امعنوا في سياسة كتم الانفاس ، وزرع الشك بين الانسان و زوجه وابنه واهله حتى بات السوري يخاف من ظله ، يلوك لسانه عند سماع او التلفظ بلا قصد بكلمات مفتاحية قد تثير الشبهة لدى مسمار لاجهزة المخابرات المزروعة في كل زاوية.
اعلن انشقاقي، اصطلاح شاع مع بداية الثورة، ليثير في النفس بعض الامل في تشكيل الصدع في جدار الوهم والرعب، وتشكيل جماعات من اهل الوطن عاهدوا اهلهم على حماية الوطن لا النظام او رموزه، وكانوا عند وعدهم وعهدهم، فكانت صرخاتهم مدوية في ارجاء الوطن الجريح، حملوا ارواحهم على الاكف، يذودون عن المدنيين العزل، خاضوا مواجهات ضروس مع قطعان البغي والقتلة، ولتكر سبحة (اعلن انشقاقي) لتكون عنوان المرحلة الملازمة لمسيرة الكرامة على ارض الوطن الذبيح، وليكون الانشقاق هو الخروج عن طوق الولاء للقتلة والاصطفاف الى جانب الشعب، ولتتسع دائرة وزوار اليوتيوب بمقاطع الانشقاق.
بعد اعلان انشقاقي منذ طفولتي، واعلان اندساسي الى جانب المقهورين والوطن، نسعى بكل الامكانيات لتجسيد هذه الصرخة قولا وفعلا، نصرخ باعلى الصوت في وجه الطغاة المارقون على الانسانية والاخلاق، لنكون يدا واحدة وان اختلفنا واخطانا نجد لبعضنا العذر، لا وقت للملامة او التجريح، نعم للنصح والموعظة، فاخطاؤنا امر طبيعي، لما عاشه السوريون وفق منهجية عززها النظام منذ منتصف الستينيات، ليجعل من الوطن السوري صحراء قاحلة للعمل الجمعي اوالسياسي المنظم، الا لهم ولهم فقط، فلحزب البعث الناس والارض الهواء، وكل من يحاول ان يكون خارج هذا الحزام كانت له اجهزة المخابرات بانواعها في المرصاد،،،؟؟؟ ومنذ اندلاع الثورة المباركة الكريمة بدأ الشباب السوري بمختلف فئاته في الداخل والخارج بمحاولات تجميع القوى ولم الشمل لتحشد الجهود في مواكبة الدم الذي غطى على مفردات المشهد، فكان ان اختلاف  الرؤى رغم وحدة الهدف ان يعطي صبغة الاختلاف والتناحر في بعض الاحيان، او حتى اخطاء بعض النخب على منابر الاعلام كانت مدعاة لحملات مغرضة لشق الصف، وذرائع للمجتمع الدولي لعدم الجدية في التعاطي مع الثورة السورية والاكتفاء باستعراض ارقام الشهداء ومن ثم المجازر وحفلات جز الرقاب وتدمير البلدات والمدن حتى تدمير المحافظات، وصيد البعض في عكر المياه في قضية المهجرين للدول المجاورة، والتركيز على الوضع الانساني لمهجري المخيمات ومحاولات ومبادرات اقليمية واممية لتقديم العون والمساعدة وكأن ذلك هو جوهر الامر، وهل تحسين مستوى معيشة المهجرين في مخيمات اللجوء ينهي مأساة السوريين ؟؟؟!!! ذلك ما يرفع اكثر من علامة استفهام ؟؟
مندس، ارهابي، عميل، مسلح، متآمر، متسلق، مؤامرة كونية، جراثيم مفردات استساغها و روجها راس النظام السوري، واصبحت ديدن وسائل اعلامه الرخيص، فكان في مفردات الخطاب الاعلامي السلطوي ان الشعب السوري كله، بل معظمه من المتعاونين مع الاجندات الخارجية، واعضاء في المؤامرة الكونية ضد نظام الممانعة والمقاومة والنهج المقاوم المزعوم؟؟؟!!! حيث لم يسجل التاريخ سابقة في اطلاق صفة الارهابي على شعب كامل ثار رافضا نظاما تسلط على رقاب الامة اكثر من اربعة عقود، ولم يرصد التاريخ ان ترسانة نظام تم توجيهها لمقاتلة شعبه وبقساوة غير معهودة، ويعلن على الملأ ان المعركة تحتاج للمزيد من الوقت للقضاء على المؤامرة (والمقصود الشعب الثائر)، في الوقت الذي مازال النظام بعقليته المنتهية الصلاحية يؤمن بصوابية نهجه الامني للقضاء على شعبه المنتفض في وجه طغيانه، والفضاء في الوطن الذبيح يعبق برائحة الموت والدخان، والجثث الملقاة في كل الارجاء لا تجد يدا تكرمها في مواراتها تحت الثرى، دون ادنى حرمة لجثة، والتي تلقى كل الاحترام والرعاية لدى كل الشرائع السماوية، او القوانين، والاعراف الوضعية على مر التاريخ الا في سوريا وفي عهد الاسد والاسد الوريث.
اعلن انشقاقي ..... نامل ان تكون اعلن انسانيتي ورجوعي الى موضعي ، وموقعي الطبيعي كانسان الى جانب اهلي واخوتي، لنوقف القتل ونزيف الدم والجرائم الجماعية الممنهجة، لندافع عن اهلنا من حفلات جز الرقاب بالسيوف وحراب البنادق على يد كواسر الجيش الباسل، ولنبعث الامل في نفس اهلنا من جديد من اجل سوريا المستقبل، سوريا الوطن، لا لسوريا التابعة لعائلة مارقة، يملكها قطعان وازلام تابعين لمتسلط مارق، اورثها  كارث مزرعة يتناقلها الورثة بصك لا يستند الى ادنى شرعية، نعلن كسر جدار الصمت الذي جثم على افواهنا كسوريين، ولنبصق شعارات كاذبة فاجرة للبعث وزعرانه لوثت عقولنا وافواه اجيالنا في الطوابير الصباحية من المدارس الى الجيش، لنشطف افواهنا من تلك القذارات للبعث وقائده الملهم الراحل والوارث والارث المفترض، والذي لم تلد غيرهم انثى ؟؟!! ولن تلد في قاموسهم، هم الذكور وغيرهم مخصيون؟؟؟ لا حجاب بينهم وبين العبودية، ولم يتاح للسوريين الا بالهتاف ولعقود للقائد ولحاشيته الملهمين،،،،؟؟؟!!!
منذ اندلاع الثورة اعلنها السوريون وبملئ الفيه ان لا مكان للعبودية والاستكانة للذل والخضوع ثانية لنظام استمرأ مقاتلة شعبه، وبوصفه بالارهابيين والمسلحين والتابعين للاجندات الافتراضية و المشبوهة، وبالجراثيم الواجب تطهيرها، والتغني ببسالة ازلامهم في القتل والسحل وتدمير المدن فوق رؤوس شعبهم المسكين،،،،،؟؟؟ اعلنها السوريون ان لا مكان بعد اليوم للعيش في عباءة النظام الاسدي القذرة، والعودة الى طبيعة البشر احرارا لا عبيدا،،،،؟؟؟

* صحفي سوري مغترب 

(122)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي